نَـفذَ الدَواء .. !

عبدالخالق النقيب
a.alnageeb@yahoo.com

هذه الحرب لم تكن اختباراً لقدرة العالم في تمرير الدواء ..! لكنها كشفت عنه وأخبرتنا أنه لم يكن سوى أكذوبة كبيرة ..!
نفذ الدواء ..! ثم لم نعد ندري إن كان العالم يعي أن المرضى اليمنيين يرزحون تحت جحيم الحرب ، وأن الدواء المحاصر يفتقده بشر يلفظون أنفاسهم ويموتون بالجملة ، كيف يمكننا تصديق أن العالم الآن منشغل بالإنسانية بينما الحصار أطبق خناقه وأخذ يدنو من المرضى ويقضي عليهم واحداً تلو آخر ، أفقنا فجأة على خوف يكبر عند أبواب مراكز الفشل الكلوي والسرطان والقلب ، كل الذين هناك يئنون ويتجرعون مرارة الألم خارج أي قواعد أو منطق آدمي خاضعة لظروف الحرب ..! حتى ونحن وفي العقد الثاني للألفية الثالثة لازلنا نلمح المنظمات الدولية وقد لازمت الصمت وتخطط لانتصارات إنسانية وهمية على ضفاف هذه الحرب ..!!
لم يكن الدواء مخطوراً حتى في بقايا الأفلام التاريخية للحروب العالمية ، في الألفين والستة عشر لا يجدر بك مناشدة المنظمات الدولية لتقوم بإحضار علب الدواء المحاصر وتمريره لتعيد للحياة بعضاً من كرامتها المسلوبة ، المرض لن يتوخى الحذر من احتدام المعارك ومن كل هذه الانتماءات ، وليس بوسع المريض أن يؤجل أنينه إلى أن ترفع آلة الحرب يدها الوضيعة عن الدواء المستورد.
الحصار يلعب مع المرضى اليمنيين لعبة الموت المعلب ، بينما المنظمات تركل ادعاءاتها وتختبئ تحت لحاف الثروة والنفط ، اختارت أن تضع رأسها بعيداً لتنام ، بينما نتجرع هنا فائض من التراجيديا والحرب كل يوم ، لا أفكر بكراهية العالم ، فجلب مزيد من الكراهية لن يمنح المرضى مزيداً من الوقت ..!
ما هو مريبٌ حقاً ..! هو ما الذي ينتقص هذه الحرب من جرائم لتصرخ الإنسانية بوجهها وبصوت واحد:
«لقد نفذ الدواء ..!»

قد يعجبك ايضا