أقول قولي هذا.. ثقيلٌ كواجب مدرسي
عبدالمجيد التركي
كعجوزٍ يعرف أن أسنانه لا تصلح أن تكون كسَّارة جوز..
كأسدٍ فقد مخالبه فاضطر إلى ارتداء جوارب،
كحمارٍ نسي أن يتصنَّع الموسيقى وهو يتحدَّث،
كحلمٍ مليء بالجثث وخيالات جرحى الألغام الذين يحملون أشلاءهم..
أشعر أنني ثقيلٌ كسائقٍ أبكَم.. ثقيلٌ كسيجار كوبي في يد مدخّن مبتدئ،
ثقيلٌ كواجب مدرسي، كماءٍ مليء بالطحالب، كحوتٍ عملاق لا يتّسع له حوض زجاجي، كشبحٍ يتحدث عن ضرورة الريجيم…
هذه الليلةُ تدفعني إلى السفر صباحاً، كمظروفٍ يستنجد بساعي البريد أن يأخذه- دون طابع- ويلقي به في أي صندوق منسيّ.
التابوت مرعبٌ حتى وإن كان جديداً، والعُري أخفُّ وطأة من كفنٍ مطرَّز..
يا لأحلامي هذه الليلة.. ستنزل طائرة هيلو كبتر إلى شارعنا المتواضع،
وستلاحقني في الأزقة وتصوّب نحوي رشاشاً سينمائياً يُطلق ألف رصاصة في الدقيقة..
سأرى الدوائر ترتسم على قميصي، وسأضع يدي على كلّ الثقوب،
سأحتاج إلى أيدٍ كثيرة، وحين أعجز عن سدّ كل الثقوب سأرتمي أرضاً
ليكون ظهري المثقوب مواجهاً للكاميرا، كما يفعل الهنود في كل فيلم ينتجونه.
كنت أرى وجهك كسجَّادة.. هل كنتُ مُحقاً!! السجادة لا يهمّها مدى طهارة الأقدام العابرة التي تقف عليها.. كل ما عليها فعله هو الاستلقاء صوب جهة واحدة.. هناك أيضاً سجادات مُلحدة تستلقي صوب جهتين أيضاً.
مرعبٌ جداً أن تجلس مع امرأة جميلة وأنت ترى بداخلها كومةً كبيرة من القمامة!!
كما لو أنك تجلس على قبر، لن تغطِّي على قبح ما بداخله كثرة الزهور التي يضعها الزوار عليه.