سرطان العقل السعودي
إبراهيم الحضرمي
المملكة العربية السعودية ألد أعداء الإنسان والإنسانية منذ نشأتها على الخارطة، تسعى بكل ماتملك من الوسائل على تأكيد فتاويها التي دمرت المجتمع الإسلامي عامة والسعودي خاصة غير مبالية بما تحدثه هذه الفتاوى الكاذبة من اضطراب في حياة المجتمع، وإذا لم تستطع السعودية جر مواطنيها وراء تلك الفتاوى فهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بدورها في جرهم إلى السجون بتهمة الكفر وإشاعة الفواحش والشرور والرذيلة.
دولة أهم أولوياتها الإقصاء، وهذه الأولوية خصت بها المرأة بصورة مباشرة فلا وظائف لها ولا يعمل بحقها المشروع الذي يجعل منها إنسانا مكرما يعمل، ويفكر ، وينتج ويشارك في بناء المجتمع، فالمرأة التي تمثل المدرسة الأولى لتربية النفوس على الأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة، يعتبرها النظام السعودي بمؤسسته الدينية الحاكمة وسيلة للمتعة تؤخذ وترمى حسب الحاجة، وهي الخطر البليغ على المجتمع كونها -بنظرهم- كائن خُلق ليغري ويغوي الإنسان لجره إلى مستنقع الرذيلة.
حين يستعبد الرجلُ المرأة ويسلب منها جميع حقوقها في الحياة حتى حق التفكير، فستواجه المرأة ذلك بمعصيته وستزيل عنها حجاب العفة والطهارة كردة فعل طبيعية لما تواجهه من كبت وتضييق جعلها تنفجر في وجه هذا الاستعباد والتهميش، لكن إذا تساوت المرأة مع الرجل في ثقافته وإدراكه، وعاملها معاملة الزوج المحب لزوجته والأخ العاطف على اخته والأب الحنون على بناته، وبشكل عام الرجل الذي يحترمها ويعطيها كامل حقوقها ويقوم بكامل واجباته تجاهها والعكس، فسيرى أنه بنى مجتمعا متماسكا لا يهز ثباته “قيادة المرأة للسيارة”.