عشرات القتلى والجرحى في تفجيرين وسط حمص :

لافروف: العمليات العسكرية الروسية في سوريا غيرت موازين القوى على الأرض

موسكو /وكالات
أعلنت روسيا امس أنها “قلبت الوضع” الميداني في سوريا وتريد إشراك الأكراد في عملية التفاوض، وهو ما ترفضه المعارضة التي أبدى كبير مفاوضيها عدم تفاؤله بإمكانية انطلاق المحادثات المقررة في جنيف.
وبعد أن منيت بسلسلة هزائم الصيف الماضي، بدأت قوات النظام تتقدم على الأرض على حساب مقاتلي المعارضة الذين أضعفتهم كثافة القصف الجوي للطيران الروسي، بحسب خبراء.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس :إن من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض.
وأضاف في مؤتمره الصحفي السنوي أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون “جائرا” و”سيأتي بنتائج عكسية”.
من جانبه، قال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية أمس إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة.
ونقلت قناة الحدث عن الزعبي قوله :إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة “لا تدعو للتفاؤل” حيال المفاوضات.
وأضاف دون :إن يكشف عن تفاصيل أن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا “لا يحق له تماما أن يفرض شروطا” على فريق المعارضة.
وفي تركيا إحدى الدول القريبة من ملف المفاوضات السورية، قال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو أمس ان انقرة ترفض “بشكل قاطع” مشاركة الأكراد السوريين من حزب الاتحاد الديمقراطي في محادثات السلام حول سوريا التي تبدأ الجمعة في جنيف.
وقال داود اوغلو امام نواب حزبه: “نرفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الكردي) حول طاولة” المفاوضات مذكرا بان حكومته تعتبر هاتين الحركتين المقربتين من حزب العمال الكردستاني “إرهابيتين”.
من جهة ثانية قال لافروف :ان “عمليات سلاح الجو الروسي التي نفذت بناء على طلب السلطات السورية ساعدت فعليا في قلب الوضع في البلاد وتقليص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون”.
ويطلق الروس والنظام السوري تسمية إرهابيين على المجموعات الجهادية من تنظيم داعش وجبهة النصرة، إنما كذلك على كل المجموعات المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وأكد لافروف على أن موسكو لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي ولم تعرض عليه اللجوء السياسي.
وقال ردا على سؤال :”في الحالتين الجواب هو لا. هذا ليس صحيحا. لم يسأل أحد عن اللجوء السياسي ولم يعرض على أحد شيء من هذا القبيل.”
وعلى الرغم من أنها لم تستعد حتى الآن إلا مساحات محدودة، تنفذ قوات الجيش والميليشيات الموالية للنظام بدعم من حزب الله اللبناني وعسكريين إيرانيين هجمات على الجبهات كافة.
ومنذ بدء المقاتلات والطائرات والمروحيات الروسية غاراتها في سوريا في 30 سبتمبر، أحرزت قوات النظام تقدما في محافظات اللاذقية (شمال غرب) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب).
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن قوات النظام المدعومة من مقاتلي حزب الله وضباط إيرانيين سيطرت على بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية قرب الحدود مع الأردن.
وتشكل البلدة المدخل الشمالي للمنطقة الجنوبية، وتقع على تقاطع طرق استراتيجية، إذ تصل بين دمشق ومدينة درعا (طريق دمشق درعا القديم)، ومحافظة القنيطرة (جنوب). وتتواجد قوات النظام في أجزاء كبيرة من مدينة درعا ومحافظة القنيطرة. بينما يسيطر مقاتلو المعارضة اجمالا على مجمل ريف درعا.
وتربط الشيخ مسكين بين بلدتي بصر الحرير ونوى، خزان المقاتلين في محافظة درعا، وفق المرصد.
ومساء أمس الأول أعلن الجيش الروسي انه قصف 484 “هدفا إرهابيا” الجمعة والسبت والأحد، ما أتاح للقوات السورية “إحراز تقدم كبير في هجومها على شمال منطقة اللاذقية (غرب)” وتحرير “أكثر من 92 كلم مربعا و28 بلدة منها بلدة ربيعة التي لها أهمية استراتيجية بالنسبة إلى العمليات المقبلة”.
وتشكل ربيعة التي كانت تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وبينها جبهة النصرة نقطة للامدادات تربط الحدود التركية بمعاقل المقاتلين المعارضين.
وتتيح استعادة هذه البلدة للنظام السوري تعزيز سيطرته على محافظة اللاذقية.
قتل 22 شخصا وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح أمس جراء تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطة تفتيش للجيش السوري في مدينة حمص الواقعة في وسط البلاد، وفق حصيلة أوردها التلفزيون السوري الرسمي.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وقال التنظيم في بيان على الإنترنت :إن أحد مقاتليه قاد سيارة ملغومة مستهدفا نقطة تفتيش أمنية في حي الزهراء وفجر نفسه فقتل “30 مرتدا”.
وأشار التلفزيون في شريط عاجل إلى “ارتفاع حصيلة التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا حي الزهراء في حمص إلى 22 شهيدا وأكثر من مئة جريح، أربعة منهم في حالة خطرة”.
وكان محافظ حمص طلال ألبرازي قد أفاد عن مقتل 17 شخصا في حصيلة أولية، بينهم “ضابطان ومجندان”.
وبحسب المحافظ، فإن “حاجزا للجيش في شارع الستين في مدينة حمص أوقف سيارة تنتحل صفة أمنية بهدف التفتيش، وبعد ترجل شخص منها أقدم من كان بداخلها على تفجير نفسه داخل السيارة”. وأضاف: “بعد تجمع الناس أقدم الرجل الثاني على تفجير نفسه أيضا”.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه بعد تجمع المارة كان يرتدي لباسا عسكريا، لافتا إلى أن بين القتلى 13 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ودان مجلس الوزراء السوري “التفجيرين الإرهابيين” محملا “الدول الداعمة الممولة للإرهابيين مسؤولية سفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوري”.
ويأتي هذا التفجير بعد اقل من شهر على تفجيرات متزامنة هزت حي الزهراء ذا الغالبية العلوية وأسفرت عن مقتل 14 شخصا و132 جريحا.
كما شهد حي الزهراء في 12 ديسمبر تفجيرا بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة 54 آخرين.
وتعرضت إحياء عدة في مدينة حمص لتفجيرات في وقت سابق تبنت بعضها جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا)، كان أعنفها تفجير استهدف مدرسة في مايو 2014م أسفر عن مقتل نحو مئة شخص اغلبهم من الطلاب.
ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ مايو 2014م، بعد خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة اثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات.
كما بدأ الشهر الماضي تنفيذ اتفاق بين الفصائل المقاتلة والنظام السوري خرج بموجبه نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل في المدينة المحاصرة أيضا. وأدخلت مساعدات غذائية إلى المحاصرين في الحي، على ان يستكمل تنفيذ الاتفاق على مراحل لجهة تسوية أوضاع المقاتلين وفك الحصار نهائيا.
وأوقع النزاع في سوريا منذ 2011م أكثر من 260 ألف قتيل وأدى إلى تهجير ملايين الأشخاص.

قد يعجبك ايضا