واقع السياحة

رياض مطهر الكبسي –
عندما‮ ‬يفكر المرء بسياحتنا تنتابه نوبة هدوء مشوش ويمر بلحظات تفكير عقيم لا‮ ‬يثمر شيئا◌ٍ¡‮ ‬بل‮ ‬يخلق لديه هما◌ٍ‮ ‬ويسبب له صداعا◌ٍ‮ ‬في‮ ‬الرأس مصحوبا◌ٍ‮ ‬بالحيرة والتساؤل‮.. ‬إذ لا‮ ‬يدري‮ ‬عن أي‮ ‬شيء‮ ‬يبحث أو‮ ‬يفكر¡‮ ‬بحال السياحة البائس أم بوضعها المتردي‮..‬
أيبحث عن سياحة الأمس ووجهها المشرق حيث عاشت أوج ازدهارها خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي‮ ‬والخمس السنوات الأولى من القرن الحالي¡‮ ‬وشهدت البلاد خلال تلك الفترة نشاطا◌ٍ‮ ‬سياحيا◌ٍ‮ ‬وافدا◌ٍ‮ ‬قابله نشاط تنقيبي‮ ‬واهتمام بالآثار والمواقع السياحية¡‮ ‬وترويج سياحي‮ ‬وإعلامي‮.‬
‮> ‬ويحزن المرء إذا انتقل بتفكيره إلى حال سياحة اليوم وما تعانيه من إهمال وعبث بتراثنا وثرواتنا التاريخية‮.. ‬نبش للمواقع الأثرية ونهب للآثار واتجار بها‮..‬
سياحة اليوم التي‮ ‬تواجه كل أشكال وصنوف الترويجات المضادة‮..‬
سياحة اليوم التي‮ ‬لم‮ ‬ي◌ْترك لها مجال¡‮ ‬ولم‮ ‬ي◌ْترك فيها شيء جميل إلا وتم العبث به‮..‬
سياحة اليوم التي‮ ‬تواجه انتشار ظاهرة التقطعات على الخطوط الطويلة وما تسببه من إقلاق للأمن والسكينة‮..‬
فيظل محتارا◌ٍ‮ ‬أعن سياحة اليوم‮ ‬يبحث أم بسياحة الغد المجهول‮ ‬يفكر¡‮ ‬أم‮ ‬يبقى واقفا◌ٍ‮ ‬أمام سياحة الأمس‮ ‬يتغنى بها أو‮ ‬يبكي‮ ‬على أطلالها‮..‬¿‮!‬
وليس ذلك‮ ‬غريبا◌ٍ‮ ‬إذ‮ ‬يجد المرء نفسه أمام معطيات واقع مليء بالأحداث والمتغيرات المتتابعة التي‮ ‬تجعل اللبيب حيرانا◌ٍ‮.‬
‮> ‬سنوات عصيبة مرت بها السياحة توالت أحداثها وتراكمت آثارها فشكلت كابوسا◌ٍ‮ ‬ظل وما زال جاثما◌ٍ‮ ‬على صدر القطاع السياحي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يستطع أن‮ ‬ينهض بنفسه وظل عاجزا◌ٍ‮ ‬عن إخراج نفسه من محنته¡‮ ‬وظل حبيس الأحداث والترويجات المضادة¡‮ ‬وحبيس الخطط الآنية‮.. ‬وبقي‮ ‬منتظرا◌ٍ‮ ‬أية موجة انتعاشية قد تدفعه نحو الأمام‮.‬

قد يعجبك ايضا