ن …..والقلم .. اقرح ؟؟؟

عبد الرحمن بجاش
ظهر مجنون النشمه أكثر حكمه , وبعد نظر ممن يُتهمون بالحكمة وهي منهم بُراء !!! , فمجنون النشمه يملك الشارع العام لا يُنافسه في ملكيته أحد !!! , حتى ذات صباح وفد على المشهد مجنون آخر من القرى المحيطة , ليتواجها وجها لوجه , ويبادر مجنون النشمه الأصلي قائلا للمجنون الوافد : (( الشارع لا يتحملنا نحن الاثنين , يا أنت يا أنا )) ومد له ورقه بخمسين ريالا , خطفها الوافد وغادر !!! . من أين لنا مجانين بحكمته ؟؟؟ . قال صاحبي : اعرف مجنونا آخر كلما مررت عليه أجده يحدث الأرض بما لا اسمع ما يقوله لها , فقط يحس أنني مطل عليه فيطلقها : (( أقرح؟؟؟ )) , ذات مره أجبت عليه : أقرح وإلا فقدك قارح أصلي , ابتسم صامتا وواصل تأمله !!! . في هذا الوضع أليس الجنون هو الحل ؟ بمعنى أن الإنسان إذا جُنن ارتاح !! , يبدو لي انه الحل المناسب لهذا التعب , القرف , الضبح , الزبل , الإحساس بالضياع , التكرار , الملل , صحيج هو نوع من الهروب , لكنه الهروب الجميل , فإن تتحول إلى حكيم بعقل مجنون النشمه , فمنتهى المنى , لأن اللحظة لم تعد تتحمل سوى الجنون !! , أما أي حالة أخرى فاشك أن الإنسان مستعد لها , بل هي قائمة ولا تدري أين تبدأ لتنتهي , قلت لصاحب آخر أمس صباحا وكنا نمر من أمام ألبقالة الرئيسية في الحي : كيف ؟ قال : دعمم وواصل , قلت سبحان من خلق الدعممه , ولكن كيف مرة أخرى ؟ قال : انسي , قلت : كيف ؟ قال : اسمع ضبحتبي , أجيلك من هنا ما عجبش , ارجع لك من هناك ما اعجبش , كيف أسويك !!! , قلت : دعني مثل سحابة الرشيد لأرى أين سأمطر , أما ماذا وكيف ؟ فتلك حكاية اتركها للحظة المجنونة , اقصد العاقلة والحكيمة حين أشير إلى الجنون , وعليه ففي الشوارع يكاد اختفاء المجانين ظاهرة مرتبطة باللحظة المرتبكة والعبثية بامتياز , ففي الشارع الطويل حتى تحت الجسر مشيت ومشيت ومشيت بلا جدوى !! لم أجد منهم أحدا !! , تقولوا ما يكونوش ذهب وإلى الأمم المتحدة لمناقشة الأزمة اليمنية مثلا ؟ لا بد لنا من السؤال عنهم , فهم جزء منا ويشيعون الطمأنينة حين يتواجدون بين ظهرانينا !! , تقولوا أين مجنون حجه طيب الذكر من يقوم صباحا يتوجه إلى السماء مناديا ربه : ييه عندك لي ربطه وخبزه , عندي لك روح , يا أديت حقي يا بزيت حقك , فلا ينقطع الرزق من حوله !! , يبدو أن اللحظة أكثر مناسبة للجنون , مطلوب من أحد ما أن يمسك الورقة ويسجل من يريد أن يجنن من اليمنيين , وعوده إلى المجنون الأصلي أقول : أقرح ؟؟ , ولله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا