فن الارتزاق ..
يوسف العماد
طيلة عقود من الزمن كان الإخوان في اليمن يتاجرون بدينهم ودين أتباعهم ودين غيرهم ، ودين أي «مصلي على النبي» دون حسيبٍ أو رقيب . حين ضاق الناس ذرعاً بهم وحين وصل مدى الضرر الذي أصابوا به الدين حد الأذى ، كان لابد أن يكفوا أيديهم عن الدين وأن يتركوه وشأنه ، حينها ترك الإخوان الدين لكنهم للأسف باعوا الوطن ، لطالما كانت المتاجرة بالدين دوماً رابحة .. لكن يبدو أن المتاجرة بالوطن أكثر ربحاً ! وفي الوقت الذي كانت إضافة صبغة التدين فيها الشيء الكثير من التكلف والتصنع لأصحابها ، فأن تكون مرتزقاً هو أمر يسير يبقيك في غنى عن هذا كله ..
اليوم, لا يبالي آل سعود باستمرار انهيار أسعار براميل النفط ؛ فبرميل النفط في أدنى مستوياته لا يزال قادراً على جلب عدة براميل من المرتزقة ، قد يعود سعر برميل النفط للارتفاع اليوم أو غداً ، لكن من المحال أن يرتفع سعر برميل المرتزقة ، ستستمر أسعارهم في الانهيار لا محالة ؛ وإذا كان المرتزقة «الوكالة» القادمون من بلاك ووتر هم عبارة عن لا شيء في سعر الصرف ، فكيف بالمرتزقة «المستعمل نظيف» القادمين من الخليج .. وكيف بمرتزقة الداخل المستهلكين تماماً ! برميل النفط أصبح «مش جايب همه» بلا شك ، لكنه لا يزال قادراً على أن «يجيب» أكبر كبير من شتى أنواع المرتزقة .
تناغمٌ كبير يبديه آل سعود وكذا المرتزقة تجاه بعضهم البعض ، ولا غرابة في ذلك ؛ فالقوم الذين اعتادوا على رعاية قطعان من الماشية والذين لا يكادون يفقهون أمراً غيره ، لن يجدوا حرجاً في رعاية قطعان أخرى من المرتزقة ! الرزق من عند الله .. والارتزاق من عند آل سعود ..