حروف تتكلم.. لا تكن سلبياً…!!
عصام حسين المطري
المعاناة تولد الإبداع والحاجة أم الاختراع والشدة تصلح من الحال والأنفاس معدودة ونحن أقرب اليه من حبل الوريد, فدع الكسل وأحزم أمتعة السفر, فالناس منذ أن خلقوا مسافرين وليسوا بحاطين رحالهم إلا في الجنة أو في النار فاختر أي المكانين تريد.. فإن أردت الجنة فمسلكها وعر حيث حُفت بالمكارة وحُفت النار بالشهوات ذلكم أن مسلك وطريق النار سهل وموافق لرغبات النفس حيث الكأس والغانية أو جلسة قات مع معشوقة في فندق ثلاثة نجوم, فكل ذلك من الانحرافات التي تجلب اللذة والمتعة بيد أنه يورث صدأ الصدر بالضيق وهو مدعاة إلى الهم والغم واجتماع الحسرة والندامة إلى أن تدفع إلى الاستزادة بمعالجتها بما كانت هي الداء وحسب الشاعر حيث قال: وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت ونهابها.
فما خطب الكتابة والكتاب؟! وهل نكتب لنضاعف جراحات الأمة؟! أم أننا نكتب لنلتمس مسافات قريبة بيننا وبين القراء من أجل أن نخرج بحلول ناجعة لأزماتنا؟! وهل جميع المفكرين والكتاب والمهتمين بالشأن العام العام اليومي يمتلكون رؤية واحدة موحدة لأحوال العالم العربي والإسلامي المعاصر ؟! أم أن الرؤى تتباين بتباين المشارب الثقافية والفكرية والسياسية؟! لذلك وحسب العادة يضطرب التشخيص لواقع الحال العربي والإسلامي ويرتبك التفسير للمواقف والأحداث السياسية والاجتماعية وتعم الفوضى بين أصحاب الاتجاهات والمذاهب السياسية والثقافية والفكرية كل حسب موقعه وتأثيره الرائج من عدمه لنصبح كالفئران المليئة في داخل الشوال وإليكم قصتها.؟
فيحكى أن أحد الملوك كان له وزير داهية ومحنك وذكي تمكن من إطالة حكم الملك وذات مرة مرض مرضاً شديداً فزاره الملك وهو على فراش الموت وأخبره بأن يُرشح له وزيرا آخر بديلاً عنه بنفس مستوى الحنكة والدهاء والذكاء فقال له الوزير المريض اجعل يا سيدي شرط وزيرك القادم الذي يخلفني هو الذي يحضر شوال مليئة بالفئران فتعجب الملك لكنه وبمجرد موت الوزير أعلن للملأ أن منصب الوزير الشاغر سيكون من نصيب من يأتي بشوال مليئة بالفئران فتنافس المرشحون كان الواحد منهم يأتي بشوال داخلها فأر واحد أو اثنين أو ثلاثة، إلا واحد من المرشحين جاء والشوال مليئة بالفئران فتعجب الملك والحاضرون إلا أن الفائز بمنصب الوزير أزال لهم التعجب قائلاً: الفأر الواحد حينما نضعه في الشوال يقرض الشوال ويخرج منها حيث كنت أضع فأراً وأهز الشوال وأضح الآخر وأهز الشوال فكانت الفئران تنشغل بصراعها المفتعل ولا تفكر بالخروج من الشوال وهذا هو حال الدول والأمصار العربية والإسلامية اليوم, حيث أدخلتنا الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية داخل شوال واستمروا بالهز حتى انشغلنا بسفاسف الأمور من مسببات صراعنا الشديد فيما بيننا ولم نفكر من الخروج من الشوال ومن أزمة الأمة العربية والإسلامية المدوية.
فلا تكن سلبياً وأدرس بعمق مسببات الضياع والتخلف العربي والإسلامي وقم بتوحيد الرؤى والأفكار حول معالجات الواقع الراهن.. وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.