نريد حواراً يوقف العدوان ويزيل معاناة الشعب
إلى كل أطراف الحوار السياسي بأسم اليمن .. وباسم أكثر من خمسة وعشرين مليوناً نقول لكم .. نعم نريد الحوار اليمني .. اليمني .. نريد حوار سياسي من أجل الوطن والشعب.. وليس حواراً من أجل المصالح أو الولاءات أو المكاسب وتبديد الوقت بين مواقف الرفض والقبول على حساب وطن وشعب يتعرض لعدوان سعودي أكثر من عشرة أشهر قصف الأرض والإنسان ودمر المرافق والخدمات حول حياة أبناء الشعب اليمني البسطاء إلى جحيم ومعاناة وظروف إنسانية لا توصف .. وأطراف الحوار في أبراجهم العاجية وحصونهم المانعة مما يحصل لنا داخل الوطن .. مع أفراد عوائلهم وأسرهم من الوهلة الأولى للعدوان إلى الخارج وأبراج فنادق السبعة نجوم.
* عشرة أشهر ولا يزال هذا العدوان وتحالفاته من عالم الحقد والإجرام يفتك بنا ويستبيح دماءنا وأرواحنا ويدمر أرضنا ومصالحنا.. سقط الآلاف من الأبرياء وقصفت الآلاف من منازل المواطنين الأبرياء وشرد الآلاف من الناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة بسبب هذا الإجرام والقتل والدمار.. ولا ناقة لهم ولا جمل مما تفعله سياسة المصالح وحوارها على حساب شعب يعاني الأمرين بين حياة لا تدري أين مصيرها المحتوم من آلات وقصف طائرات العدوان.. وبين جوع يهددهم بين الحين والآخر .. وأحرار العالم وشعوبها في صمت مريب أمام ما نتعرض له في أرض اليمن من جرائم وحشية.. حولتها المصالح إلى التحالف وغيبت ضمير الإنسانية والدين والرحمة إلى قيم تباع وتشترى على حساب امة وشعب يجمعهم دين وعروبة وإسلام جعل حق المسلم على المسلم حراماً.. دمه وعرضه وماله..
حصار اقتصادي على كل الأجواء والمجالات . خلف الآلاف من الجياع .. أطفال يقتلون .. ونساء ترمل .. ومنازل تدمر على ساكنيها آناء الليل وأطراف النهار .. أجواءً السماء لبدتها غيوم أزيز الطائرات .. حولت صنعاء إلى مناخ وطقوس درجاتها تتساقط أسلحة ودمار شامل محرم دولياً .. ومحرم شرعاً وإنساناً وإسلاماً وأعرافاً وأخلاقاً حولته ضمائر من يدعون العروبة وخدام أرض الإسلام والمسلمين إلى الغرور والتكبر إلى حقد الحاقدين وتآمر المتآمرين على أرض العروبة فعلاً وشعب الإيمان الحكمة قولاً وعملاً..
نعم .. نريد حواراً وطنياً وسياسياً يمنياً .. يمنياً يوقف العدوان المتواصل علينا نحن شعب اليمن الصابر .. ويزيل مواجهات الداخل .. حوار يغلب مصالح اليمن وشعبها العليا .. حوار يقبل بالآخر ويقدم التنازلات رحمة بالضعفاء والفقراء ورفقاً بدماء الأطفال والنساء والثكالى والأيتام ممن فقدوا آباءهم وعائلهم في يوميات قصف صواريخ العدوان وهم سجد رقود اَمنو منازلهم..
* وأخيراً فإن أمام كل القوى وأطراف الحوار السياسي الفرصة الأخيرة في نجاح حوارهم السياسي المرتقب .. في مناقشة كل الظروف الإنسانية وإيقاف العدوان السعودي وتحالفاته المتواصلة لقصف بلادنا وشعبنا منذ عشرة أشهر.. إما أن نكون أو لا نكون .. وتلافي الأحداث الراهنة التي تنذر باتجاه الوطن والشعب نحو الصوملة لا سمح الله.. لأن أجواء الواقع اليومي والمشهد السياسي تعطي أكثر من علامات الاستفهام وتثير حالات من الخوف والترقب المؤطر بعوامل العودة إلى مربع العنف والفوضى والعودة بالوطن والشعب إلى مربع العنف عام 2011م والاتجاه نحو الصوملة .. في الوقت الذي يرى أبناء شعبنا يوميات المشهد السياسي لأطراف القوى غير متقارب حول الأحداث والعدوان المتواصل دون أية بوادر إيجابية حيال هذا العدوان المتواصل والظروف الإنسانية والاقتصادية لأبناء شعبنا الراهنة.