الحربُ .. الخطيئة .. !

عبدالخالق النقيب

هذا حقد عصي على التعريف ..! لازالت الحرب تنقش خطاياها على أجسادنا كل يوم ..!
كيف للمملكة أن تحتمل كل هذه الضغينة التي تزرعها في نفوس اليمنيين وهي تتوغل في حربها غير القابلة للهضم ، لا علاقة للشركات وللمنشآت الصناعية بالطائفية وإيران ولا علاقة لها بالحرب أيضاً ليتم اجتثاثها وتسويتها بالأرض على هذا النحو ، لابد أن آلاف العمال يفكرون الآن بالذهاب إلى جبهات القتال ليثأروا لأنفسهم ، هؤلاء لن يرفعوا القبعات للمملكة حتى وهم يموتون في حرب قذرة كهذه ، بعد أن يفقدوا كل شيء لن تدهشهم إثارات الموت ، هم لن يفعلوا شيئاً مما تعتقده المملكة وهي مغمورة بدناءتها ، فقط سيتحولون إلى قنابل موقوتة ستنفجر في وجهها يوماً ما ، الضغينة التي تكبر وتنمو تتسع كلما اتسعت مساحة الخراب ..!
ما يحدث يبدوا ثأرياً وأفعال انتقامية ، ولا أسخف من البحث عن إيران في منشآت صناعية حصل عليها اليمنيون من رحم المعاناة ، وكانوا ينحتون الصخر ليصبح لديهم مصنعاً للأدوية والرخام والجلود والمياه أو الأسمنت ، نكهة الاستقواء والعنجهية أخذت تتعفن وتتقزم منذ أول طلقة لهذه الحرب . يصعب على اليمنيين تمرير كل هذا القدر من العداء ، ولا يمكن لأحد خداعنا للتقليل من نشوة الكراهية والحقد التي ينجبها تدمير أربعة مصانع بغضون ساعات ، ما جرى بالأمس واحدة مما صنعته الحرب الخطيئة .
أي الذرائع تتسع لكل هذه النذالة التي تم شحنها لسنوات وجاءوا اليوم لتفريغها على رأس بلد مثخن بالأوجاع دفعة واحدة ..؟!

 

a.alnageeb@yahoo.com

قد يعجبك ايضا