ن …….والقلم ….وتستمر الحكاية !!

عبد الرحمن بجاش

الإنسان ….الإنسان …الإنسان , أن تريد أن تنطلق فانطلق من الإنسان , وعد إليه , وانظر فالحكاية آتية من اليابان التي استسلمت أيام الإمبراطور هيرو هيتو اوابن السماء , الذي قيل له أن اليابان باستسلامها , ستذهب ولن تعود , قالها بابتسامة الياباني الخجول : بل ستعود على حصان أبيض !! , وبالفعل عادت , وهاهي اليابان بلاد الشمس المشرقة الصغيرة الحجم تذهل العالم , برغم أنها لا تسكن الجبال حيث يظن الياباني أنها مسكن للشياطين (( عندنا ينهبونها ويبنون فللاً ضخمة عناوين للفساد)) !!! . تأتي الحكايات التي تحمل معاني كثيرة ودروس من وحي الأسطورة التي تلعب دورا في حياة الياباني , وبالمقابل ففلسفة كونفوشيوس تحتل صدارة مجالسهم !!! , ولأنهم يؤمنون أن الإنسان هو المبتدأ والخبر , فقد أشادوا (( لمهندس )) النظافة نصباً تذكارياً طُلي بالذهب تكريما لما يقوم به من واجب !! . الحكاية هذه المرة صغيرة وقد لا يعيرها البعض انتباها , لكن ذوي العقول سيمنحونها الصدارة حين يعيدون قراءة تجربة اليابان منذ استسلام ابن السماء , قل من قبل حيث العبقرية اليابانية تجلت أيضا في العلوم العسكرية وان نظر إليها في كوريا والصين على أنها دولة مُستعمره !!! .في جزيرة هوكايدو أقصى شمال البلاد , محطة قطارات , قررت الإدارة أن توقفها بسبب قلة عدد ركابها , وكانوا باشروا في إغلاقها , لولا أنهم اكتشفوا راكبا واحدا يستخدمها بانتظام , فقرروا الاستمرار بعد أن عرفوا أن الراكب الوحيد ما هي إلا طالبه تذهب إلى مدرستها الثانوية العامة بالقطار , وهكذا ما تزال المحطة مفتوحة منذ سنوات من أجلها !! يتوقف القطار في محطة (( كامي شيراتاكي )) صباحا خلال ذهابها لمدرستها , ويتوقف مرة أخرى مساء لإعادتها إلى منزلها !!! ما رأيكم ؟؟ , سكك حديد اليابان اتخذت قرار الاستمرار وعدم إغلاق المحطة منذ ثلاث سنوات بعد أن كانت على وشك إغلاقها , وحددت موعدا لإغلاقها نهائيا مع انتهاء دراسة الفتاة في مارس القادم !!! , ربما يوم 26 مارس وهو يمنيا له معنى آخر مرور عام على بدء العدوان وانطلاق قطار الحروب العبثية الداخلية وهطول الدم اليمني إلى كل الطرق !!!, ثمة فارق بين عالمين !!! , هنا نموت لا ندري من أجل ماذا , وهناك يُشغلون محطة بكاملها من أجل عيون العلم قل بناء الإنسان !! , علق شخص بالقول : “لماذا لا أموت من أجل دوله مثل اليابان عندما تكون الحكومة مستعدة للذهاب ميلا إضافيا فقط من أجلي” , وأنا اعلق وأقول أن بناء الإنسان هو الأهم وهو الطريق الذي لا غيره طريق إلى المستقبل , انظر وإلى أين نعود ؟ إلى المحطة الأولى ((بوابير)) , ولله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا