أكدوا ارتباطها وتنظيماتها بالإرهاب والإجرام
أبين/ أشرف سالم
ما يسمى بالقاعدة في أبين، حقيقة أم مجرد مناكفات سياسية وأحاديث تتجاوز الحقائق على أرض الواقع؟.. يتحدث الإعلام بإسهاب عن وجود هذا التنظيم الإرهابي وسيطرته على محافظة أبين.. ما هي الأسباب التي أدت إلى سيطرة التنظيم على المحافظة، وكيف يعيش أبناء أبين في ظل هذا الواقع المرير؟.
إجابات هذه التساؤلات وغيرها سعت «الثورة» إليها في هذا الاستطلاع من محافظة أبين وخرجت بالحصيلة التالية:
البداية كانت مع عدنان محمد من أبناء محافظة أبين, تحدث بحزن عن قائلا: يا أخي نحن أشبه ما نكون في الجحيم، قصف طائرات قوات تحالف العدوان السعودي يأتينا من كل مكان، كل شيء في المحافظة مستهدف أي حركة في الشارع أو على سطح المنزل مستهدفة.. إن لم يأتك القصف من السماء جاءك من الدواعش أو القاعدة من الأرض.
ماذا يريدون؟!
عدنان تابع قائلاً: كنا آمنين في بيوتنا نعول أسرنا، فما الذي حصل حتى ينتهي بنا النزوح والتشرد؟، لو كنت بمفردي لهانت عليَّ مصيبتي، لكني أعول أسرة من ثمانية أنفس، فلماذا هذا الجنون، وما الذي تريده السعودية ومرتزقتها.
واختتم عدنان حديثه لنا بالقول: ما أعاد الروح إلى الجسد هو الخطاب الأخير للسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي أكد أن ما قام به العدوان السعودي الغاشم لن يذهب هباء منثورا وأن الشعب اليمني له بالمرصاد إلى يوم النشور.. فشكراً لكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن وتحية خاصة لرجال الجيش واللجان الشعبية البواسل الذين كانوا ولا زالوا يتصدرون الصفوف الأولى للدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً.
جرائم وحشية
أما حسن سالم، من أبناء مديرية جعار، فيقول: الأعمال الإرهابية البشعة التي نفذتها عناصر إرهابية متطرفة في محافظة أبين وتأتي متزامنة مع الهجمات العسكرية والإجرامية التي تشنها قوات التحالف بقيادة الشيطان السعودي الغاشم، هي أعمال بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه التي تقوم على المحبة والتسامح والإخاء والرحمة والأمان.
يؤكد حسن أن مجريات الأحداث الإرهابية التي تحدث في المحافظة من قبل ما يسمى داعش والقاعدة خلقت استياءً كبيراً وإجماعاً كاملاً على إدانة هذا الإرهاب البشع.. ويضيف: كل الشرائح هنا ثقافية وسياسية وعلماء ومثقفين يرفضون هذه الأعمال اللاإنسانية، ويطالبون الجهات المعنية بسرعة التدخل للحد من الجرائم والوحشية التي يقوم بها العدوان السعودي الغاشم ومرتزقته، فيكفي ما يجري من معاناة لأبناء أبين خاصة، واليمن عامة، فقد حان الأوان لوضع النقاط على الحروف ليتسنى لنا استعادة سيادتنا وكرامتنا الوطنية التي يسعى آل سعود ومن يحالفهم إلى سلبها منا.
أفكار متطرفة
من جهته يرى عادل الميسري, أن «الأمنيات وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات التي تفرضها على شعبنا قوى التطرف والإرهاب»، ويقول: «تواجه المحافظة عدوانا من إرهابيين يحملون أطماعا لا تعرف أي رحمة وتخدم أعداء الوطن ممثلين في أمريكا وإسرائيل والمملكة السعودية، فهي عناصر منحطة تمارس أبشع الجرائم المجردة من الإنسانية، وتبث سمومها وتنشر أفكارها المتطرفة في أوساط الشباب والجهلة بصورة خاصة الذين يسهل غسل أدمغتهم وشحنهم بأعلى درجات الحقد والكراهية برعاية مباشرة وغير مباشرة من قبل جارة السوء المملكة السعودية».
الميسري تابع قائلاً: «السكوت وحده لا يكفي لمواجهة التحديات التي تفرضها على شعبنا مليشيا التطرف والإرهاب لأنه حان الأوان لاستئصالهم من الجذور، وهذا لن يكون إلا بوجود جيش قوي يستطيع أن يضرب بيد من حديد ويطهر اليمن والوطن بأكمله من هذه العناصر التي تمارس القتل باسم الله والدين لتبرر شروراً لا يقبل بها أي دين».
نعرات طائفية
وبدوره بدأ مصطفى شيخ حديثه معنا بطرح سؤال «يفرض نفسه بقوة»، حسب وصفه، وقال: من هو العدو الحقيقي لليمن؟!.. وأضاف: للإجابة على هذا السؤال علينا التجرد من العنصرية والتعسف الذي كان سببا رئيسيا في وصول اليمن إلى ما هي عليها اليوم من حروب واقتتال، لأن العدو الحقيقي لنا هو الذي يسعى لضرب اليمنيين بعضهم ببعض، ويدعو إلى نعرات طائفية ومناطقية وحزبية.
مصطفى يؤكد أن بشاعة الجرائم الإرهابية التي تحدث بالتزامن مع جرائم مشابهة من العدوان السعودي الغاشم ما هي إلا دليل قاطع على أن هذا من ذاك.. ويقول: الأول ما هو إلا فئة ضالة تحاول وبدعم سعودي زعزعة أمن هذا البلد عبر الجرائم والانتهاكات المتفرقة والمشينة التي لا يقبلها عقل ولا دين ولا عرف ولا قانون، والأخيرة تنفذ أجندتها التي تهدف إلى النيل من السيادة الوطنية لأبناء اليمن ككل، من خلال العدوان الهمجي التي يستهدف كل شبر من أرجاء الوطن.. لكن إرادة اليمنيين وتمسكهم بحبل الله سيكون لها الأثر البالغ في إنهاء هذا العمل العبثي اللاإنساني.
أشخاص متوحشون
عندما استطلعت رأي الحاجة مريم صالح، حيال ما تقوم به عناصر القاعدة وداعش في المحافظة من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني، رفضت أن تجيب عن تساؤلي واعتبرت أن مجرد طرح هذا السؤال مرفوض بالنسبة لها، قالت بانفعال بدا واضحا في ملامحها: يا ولدي الذين يعملون هذه الجرائم أشخاص متوحشون لا دين لهم ولا ذمة ونحن كيمنيين بريئون منهم ومن جرائمهم.
وأضافت: كل يوم نسمع عن اغتيالات وتفجيرات تقتل كثيراً من الناس الأبرياء، وفي النهاية يبرئ مرتكبها نفسه بأن الأعمال التي يقوم بها من الدين وباسم الدين، أيش من دين الذي يتكلموا عنه وهل الدين يأمرهم بقتل الناس بهذه الوحشية.. متى بتفهم هذه الجماعات الإرهابية أنه من لا يجوز تكفيره لا يجوز تدميره.
عودة الجيش
عبدالرحمن محمد، من أبناء زنجبار، يرى أن «المعاناة أكبر من أن تتصور».. ويقول: ما نعانيه أكبر من أن نتصوره، نحن أبناء أبين الذين يرون مدينتهم في طريقها إلى أن تتحول إلى مدينة أشباح، ويبدو أن لا مكان فيها أصبح آمنا، فعناصر القاعدة منتشرون في كل زقاق وشوارع المحافظة، وتحديدا زنجبار وجعار فهما اليوم الوكر الرئيسي لهذه العناصر الإجرامية والمجردة من الإنسانية والتي تفرض وجودها وأعمالها الجائرة بالقوة على أبناء هذه المناطق، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال اختطاف الأطفال وترويع النساء وغيرها من الأعمال، ومن يفكر مجرد التفكير بصدهم يكون مصيره الموت.
يؤكد عبدالرحمن علاقة السعودية بالقاعدة.. ويقول: سبب انتشار القاعدة هي جارة السوء المملكة السعودية التي تمولها وتوفر لها الغطاء السياسي والإعلامي وتضخ لهم الدعم المالي، ونطالب الجيش واللجان الشعبية العودة إلى المحافظة لتأمين وإعادة الأمن والاستقرار فقد افتقدناهما منذ خروجهما.
واختتم عبدالرحمن حديثه بالقول: للأسف الشديد أصبح أبناء أبين بين فكي كماشة، فعناصر القاعدة من جهة، والعدوان السعودي ومن يحالفه من جهة أخرى، وفي النهاية يصبح المواطن المغلوب على أمره هو الضحية لمثل هكذا أعمال إجرامية لا تمت للدين الإسلامي بصلة.
انتشار الدواعش
أما الدكتورة سميرة أبوعلي، فتحدثت إلينا بلسان مليء بالمرارة والألم، قالت: المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء محافظة أبين بسبب انتشار القاعدة وداعش لا تخطئها العين، حيث صارت أبين خاوية على عروشها فصواريخ العدوان مازالت تهطل كالمطر مستهدفة الأحياء السكنية، وكذا انتشار الدواعش في المحافظة، أجبرت العديد من السكان على النزوح إلى أماكن أكثر أمانا، ومن بقي منهم يمكثون تحت رحمة عناصر إرهابية لا يملكون قلباً، ويستهدفون الآمنين والأبرياء ومن وجد من رجال الجيش.
وأردفت: هذه الأعمال الإجرامية الجبانة لا يقدم عليها إلا أناس تجردوا من آدميتهم وأصبحوا مثل الوحوش أو الحيوانات الضالة التي تحاول بين الحين والآخر تنفيذ خططها الخبيثة التي باتت مكشوفة للشعب اليمني، الذي يعي ما يحاك ضد الوطن ومواطنيه، وأن جرائمهم الداخيلة على هذا المجتمع لن تزيدنا إلا صلابة وتوحيداً لصفوفنا خلف رجال الجيش واللجان الشعبية البواسل لنضرب بيد من حديد على عناصر إرهابية متطرفة تنفذ أجندة عدوان سعودي غاشم.