نـبـض..الانتصار الحقيقي
وليد المشيرعي
سألتني والحيرة في عينيها عن توقعاتي للحرب ضد اليمن ،
لم أجد غضاضة في القول أن هذه الحرب العدوانية ستنتهي بصورة غير متوقعة وبما لا يتخيله أحد من “المحللين” المزعومين في العربية وأخواتها،
الحرب هي أكبر الحماقات في التاريخ الإنساني وبلا شك أن ما يجري حاليا هو صراع خاسر وحماقة مركبة كتبت نهايتها قبل الخوض في تفاصيلها ،
محدثتي بدت غير مكتفية بما أجبت وأرادت المزيد من التفاصيل “من سينتصر ؟” ،
طبيعة الأشياء تقول كلمتها وبنظرة محايدة متجردة قلت لسائلتي ان المنطق الجغرافي والبشري في اليمن يؤكد أن هذا الشعب الفقير في موارده والمسكوت دولياً عن معاناته يمتلك الكثير من مقومات الصمود التي تفرض وجودها في الميدان وتتحكم في مسار الحرب ،
مقومات الصمود اليمني واضحة وجلية تؤكدها وقائع التاريخ ومشاهدات الحاضر لكنها لاتزال غائبة عن أعين الأعداء المتخمين بغرور المال وجنون القوة العسكرية ،
النتيجة محسومة إذن، سيفشل آل سعود في استعادة سيطرتهم الكلاسيكية على الخارطة السياسية في اليمن وستتوقف الحرب ،
لكن بالنسبة لنا نحن ماهو معنى الانتصار وسط كل هذا الدمار الذي خلفته هذه الحرب ؟
الحرب بدايتها رغبة في النصر ونهايتها أمل في وقف الاقتتال ، لكن هل يتحقق ذلك في نموذج الحرب اليمنية السعودية الثانية ؟
نحن شعب فقير بل الأفقر على مستوى العالم ليس لنا غير من أوجدنا على هذه الأرض وسواعدنا التي لاتزال فتية تحمل المعول والسلاح ،
وأمام غطرسة القوة التي أهلكت ما كان متوفراً من بنية تحتية لا مجال للحديث عن أي انتصار مالم يكن مؤكداً ومؤزراً ومشفوعاً باعتذار وتعويضات عن كل الأضرار التي ألحقها العدوان في اقتصادنا وحياتنا أما الأرواح فلها رب يتقبل شهادتها ،
الانتصار ياعزيزتي ليس فقط وقف القتال بل حياة جديدة تساوي أو على الأقل تقارب ثمن الدماء والتضحيات التي أدهشت العالم وفاقت جميع التوقعات .