الإنسان هو الحضارة الماضي المستقبل
فؤاد عبدالقادر
أسير وحيداً في شوارع المدينة المتوحشة أتأمل وجوه المارة من البشر .. أتمعن في سحناتهم المغبرة .. أتجنب المركبات المسرعة المجنونة .. تدهشني الجوامع, المنارات كأني أشاهدها لأول مرة .. أقرأ كل ما تلتقطه عيني كطفل يتعلم القراءة, الإعلانات في الواجهات, عناوين الشركات, خطوط العرض والطول في الشارع .. تصدمني إعلانات بامبرز الأطفال وعطور النساء .. أتوقف أمام المكتبات تلتقط عيناي عناوين الكتب, تضحكني عناوين الصحف والمجلات وبعض أسماء الحوانيت, أضحك من أعماق قلبي المتعب, أقول لنفسي تسميات عجيبة وغريبة .. أشعر بدوار .. أجلس على الرصيف استرد أنفاسي وأنهض من جديد, أسير حيث تقودني قدماي إلى حيث لا أدري .
تساوت عندي الأيام والساعات والدقائق .. التاريخ لم يعد يعني لي شيئاً, الحضارة مجرد سراب الحرب والسلام تتساوى فرصها, يهمني الإنسان, أبحث عنه .. الإنسان الكامل لأنه عصب الحياة ومن دونه لا شيء يتحقق.
الإنسان هو التاريخ بل صانعه .. هو أساس الحضارة .. هو الحاضر والماضي والمستقبل .
من أشعار البياتي
نحن من منفى إلى منفى .. ومن باب لباب ..
نذوي كما تذوي الزنابق في التراب .