لحظة يا زمن.. اختيارات
محمد المساح
اهتمام مفاجئ بالموت
طوال كل تلك السنوات لم يزر “جاك” أمه ولو مرة واحدة, في مستشفى المجانين.
لم يكن هناك ما يمنعه من زيارتها، وقد أصبح رجلاً الآن بينما لا تزال محجوزة هناك ولكنه لم يفعل، ترك ذلك بداخله حفرة سوداء ما كان لشيء أن يملأها.
سافر, سكر كثيراً أحب، رسم وكتب، ولم يزر أمه المجنونة المسكينة.
وحين أبلغوه بموتها لم يذرف دمعة.
بدأ يهتز ويرتجف، وسرعان ما حملته الحيوانات المفترسة، ومضت.
شيء عجيب
فصلت الشركة “ويلي” لمجرد أنه أصر على حمل كومة القش الصغيرة هذه فوق ظهره.
ولم يطل الوقت حتى تم اجباره على إخلاء شقته.
صار ينام في الحديقة متوسداً كومة القش.
أحب الناس “ويلي” وصاروا يعطونه طعاماً أو نقوداً ليشتري طعاماً.
كومة القش هي التي كانت تجذبهم إليه, وتثير عطفهم عليه.
لم يطلب شيئاً قط، هم الذين كانوا يحبون أن يعطوه كان بوسعهم أن يروا في عينيه أنه عثر على السعادة في كومة القش.
كانوا ممتنين لمن ذكرهم بشيء ضاع منهم منذ سنين، وبدأوا يبحثون عنه، وقد تملكهم شعور مباغت كما لو أنهم ينقذون عزيزاً عليهم من نار مضرمة.
بلا تفسير
إنهم يطحنون قسم الشرطة، في أول الأمر نسفوه، ثم كسروه، وفي النهاية أخذوا يفتتونه.
كنت ماراً هنالك منذ دقائق.
لم يبق منه سوى جبل من شظايا خشبية فسألت عاملاً: أين رجال الشرطة؟ فأشار إلى جبل الشظايا قائلاً: “لم نرهم قط”.. مضيت وأنا أفكر في الضابط “بلونكين” وكيف كان سيقبض عليّ لو أذنبت، ووقفت, وألتفت ورائي, كنت أتوق إلى من يقبض عليّ.. أو يهب لنجدتي.
“من شعر النثر.. للأمريكي “جيمس نت”