بالتي هي أسوأ

إسحاق المساوى
* حملة الاعتقالات التي طالت العديد من النشطاء الشباب على خلفية التواطؤ والتخابر مع العدوان؛ لم تسلم من نقد اعتبر ذلك قمعا لحريات الآخرين ولك أن تضع القدر الذي يكفي من علامات التعجب خلف كلمة “حريات” التي جعلت الانتماء الوطني وجهة نظر قابلة للتفاوض!.
لقد كنا نتفاعل بإيجابية مع نقاشات طغمة الجاحدين بالثوابت الوطنية وكفرة الحدود الجغرافية -مهما بدا ذلك ساذجاً- على أمل العودة إلى نقطة التقاء الوطن؛ لكن المحصلة النهائية تقودنا لقناعة أن هذا الصنف البشري لديه الاستعداد الكامل للتضحية بكل شيء في سبيل أهوائه ومصالحه.
طرف لا يجد غضاضة من احتلال بلده، استناداً على خلفياته الفكرية التي لا تبالي بالجغرافيا وتطمح للعيش في فضاء مفتوح للقيم الانسانية.. وإن قلت لهم إن آلافاً من البشر يقتلون من أقصى اليمن إلى أقصاه؛ تنصلوا عن فكرهم وقطعوا كل أوردة الانسانية عنهم، أما الطرف الآخر فهو يتحدث بكامل اعتداده بالنفس أنه عميلا للخارج، مستندا على وقاحته ووضاعته.
وبصرف النظر عن مدى فاعلية التطبيق الاجرائي لعالم منزوع الحدود واستحالة خلق هدف مشترك لعرقيات وثقافات ذات طابع متجانس؛ فإن هذا التناقض الذي يؤمن ويكفر بالإنسانية متى أراد، ينطوي ضمن عشرات الحقائق الفاضحة لهذه الشعارات التي تفاعلنا معها بإخلاص وهي بالطبع أغلفة أنيقة يختبئ وراءها تآمر كبير.
لقد تعاملنا بكل هدوء في أول ظهور لجماعة “الحريات المغلوطة” ولكن حينما تعجز عن الاقناع بالتي هي أحسن، تكون مضطراً للإقناع بالتي هي أسوأ.

قد يعجبك ايضا