“الخفافيش” في ظلام العدوان “والحوافيش” رجال الله في الميدان
مطهر الاشموري
قال محللون من دول الخليج في إعلام بني سعود بأن العدوان على اليمن هو أول قرار يتخذ على مستوى السعودية والخليج باستقلالية حقيقيه…وقد علق أحدهم بأنه أول وآخر قرار.
المتوفى سعود الفيصل أشهر وزير خارجية للسعودية ناقض هذا في تصريح له يقول” أمريكا ورطت المملكة في اليمن”.
لكنه حتى هذا التصريح إنما يؤكد فعلا استقلالية غير معتادة سعوديا في قرار العدوان لأنه يفهم منه أن أمريكا شجعت أو “دهدهت” للسير في هذا كخيار وقرار سعودي.
إعلام أنصار الله في اليمن كما إعلام حزب الله هو في توافق مع إعلام إيران أو سوريا من فهم أو مفهوم لمقاومة امريكا ومشاريعها في المنطقة ولذلك ففيه التعميم ولذلك فعنوان العدوان الامريكي الصهيوني السعودي هو عنوان له “كإعلام” مقاومة في حالة سوريا أو لبنان أو اليمن فيما إيصال هذا المفهوم لفهم المتلقي يحتاج إلى تفكيك واقعي ومنطقي.
ولهذا فإني أتفق مع قائد المسيرة القرآنية “قائد الثورة” في طرح أن هدف العدوان كان تسليم واقع، اليمن للإرهاب أو تحويل اليمن إلى فوضى وإرهاب وأي مشاريع للسعودية في اليمن ستأتي من خلال هذا الواقع إن نجحت في فرضه كأمر واقع فيما الطرح عن أن الهدف كان احتلال اليمن بشكل مباشر امريكياً” أو اسرائيليا” أو سعوديا يحس المرء أن المباشرة في تنفيذه أو تفعيله كاحتلال تجاوزه واقع العالم والمنطقة واليمن.
ما يحدث تجاه اليمن هو عدوان سعودي وهو استمرار وذروة لما عرف عن عداء بني سعود تجاه اليمن بغض النظر عن من يتحالف أو يشارك في هذا العدوان عربيا وعبريا” وعالميا وعن تأثير مال بني سعود وسقف تواطؤ الشرعية الدولية “الأمم المتحدة”.
لذلك فإن عناوين كثيرة أو متعددة صحيحة في تنصيصها على هذا العدوان فنحن بحاجة لاستعمال أقوى وأكثر للعنوان الذي يخدم أقصي وأعلى سقف نجاح للتعبئة الشعبية وأستطيع الجزم أن أفضل وأنسب عنوان يخدم أو يحقق ذلك هو العدوان السعودي أو عدوان بني سعود وإذا البعض يرى غير ذلك ففي إطار اختلاف القراءات والتحليلات والمهم أننا نتفق حول الهدف
والمهم ألا يأتي من يقول إنني صاحب معلومات أمريكية أو بين المتواطئين عن القدس وفلسطين لأني لست متحمسا على الأقل لعنوان” العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي” .
إذاً نحن نتحدث عن اليمن فإني لا أعرف عدواً لليمن غير السعودية “بني سعود” ولست في عداء مع أي آخر كان غير هذا العدو أو بمثله.
إن هذا لا يعني أنني لست مع خيار المقاومة أو مع “إعلام” المقاومة لمشاريع أمريكا في المنطقة ربطا بإسرائيل ولكنها أولويات قضايا يعنينا إعطاءها الأهمية والأولوية في سياق الفهم والوعي المقاوم والإكثار والتركيز على استعمال العدوان السعودي بافتراض أنه يخدم التعبئة شعبيا أكثر فذلك في حاصله يخدم المقاومة والإعلام المقاوم للمشاريع الأمريكية في المنطقة وهذا من فرضية أن المقاومة هي قضية أو قضايا وهي مشروع يعي أبعاد ما يعمل وما يعتمل وليست مجرد عمل سياسي إعلامي أو واجهة أو بين المواجهات.
في آخر عقد للقرن الماضي ظلت تلح علي نتيجة أو ملاحظة هي أن الإعلام العربي بما في ذلك “إعلام” المقاومة لم يهتم بالحد الأدنى بتفكيك الانهزام أو الانكسار العربي بما يوصل إلى تحديد الأطراف الأهم التي تتحمل مسؤولية ذلك.
من يتحمل المسؤولية أساسا” وبشكل أساسي من رؤيتي هي السعودية ومصر ما بعد عبدالناصر كنظام ومثل ذلك لم أكن لأتعاطاه في “الثورة” من منظور ذاتي ومصلحة اليمن وليس خوفا من نظام أو قمعه. بعد الانقلاب في قطر الإبن على الأب شاءت الظروف أن أكون مراسلاً وكاتباً في صحيفة جديدة صدرت ألا وهي “الوطن” وفي ظل المتغيرات في قطر كعلاقاتها مع السعودية ومصر فانتهزتها للتعاطي المستمر في هذا الموضوع وباستمرار وتركيز وكون ذلك أوصل إلى انزعاج بلغ أعلى رؤوس النظامين فذلك أسعدني وجعلني في رضا عن نفسي ودوري والمسألة تظل قناعات أو إيمانيات ذات وعي في رسالة يحملها كل إنسان مستخلف في هذه الأرض وأحس بالحرج حتى حين استدلال عارض كهذا كون الاستعراضات وادعاء البطولات ليست الرسالة ولا تخدمها بقدر ما تقدم انتهازية أو نرجسية ذاتية.
ولهذا فالفرد أو الطرف أو الحزب حتى لو كان صادقا ومخلصا للرسالة التي يحملها وكما يطرحها فمسألة واقعية ووعي الرسالة ذاتها ثم واقعية التعاطي بها مع الآخر أو المتلقي تكتسب أهمية كبيرة من منظور أداء الواجب وليس مجرد إسقاط واجب.
أداء الواجب هو في الإحساس بأنني شريك ومشارك في مواجهة العدوان السعودي وأسعى بكل قدراتي ومن خلال دور وأدوار لي لهزيمة هذا العدوان واستعادة كل حقوق اليمن واليمنيين فيما إسقاط الواجب أن يحس المتلقي في كل ما أتعاطاه أنه بمثابة إعلان أنني أقف ضد العدوان وبني سعود فتصبح دعائية وادعائية أكثر منها محاولات وجهد للتأثير على المتلقي لدعم جبهة مواجهة العدوان وإلحاق الهزيمة به واسترداد الحقوق.
في ظل هذا الربط بالمقاومة والإعلام المقاوم لا أستطيع غير التسليم بأن رئيس حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مثل بمفرده جبهة بين الأهم والأكثر أثرا وتأثيرا في مواجهة عدوان بني سعود على اليمن كما أن تأثير مفكر كبير عالمي الشهرة مثل الأستاذ محمد حسنين هيكل وكذلك أبرز صحفي وإعلامي مثل الأستاذ إبراهيم حجازي من مصر هو أقوى من المستأجرين والفضائيات المستأجرة. ليس بالضرورة أن يكون منطلق هذه القامات الهامة لا من نظرة ولا من نظرية واحدة وبالتالي فالتباين في إطار صف واصطفاف المقاومة على مستوى المنطقة هو إيجابي ويصقل الفكر أو التجربة والمراس وتتحول التباينات أو حتى التعداد إلى إثراء خلاق وإضافات إيجابية.
من كل المفردات والجمل والعناوين التي تقدمها إرهاصات وتطورات واصطفافات ما بعد 2011م ربطا بعدوان 2015م لم تعجبني غير مفردة واحدة ظريفة لأنها كأنما تختزلني أو تختزل حقيقة موقفي حتى انتهاء هذا العدوان وهي “الحوافيش”.
فهو غير وطني أو منتقص وطنيا أو لا يفهم الوطن ولا يعي أبعاد وواجبات الإنتماء الوطني.
أحس بالامتنان لمن ابتكر مفردة “الحوافيش” أيا كانت نواياه أو أهدافه وافتخر أنني وحتى انتهاء العدوان من “الحوافيش” تصميما وصمودا وإيمانا ويقينا.
“الحوافيش” رجال يذودون عن الوطن ويدافعون عن بقاء ونقاء العقيدة السمحاء الإسلام فيما “الخفافيش” هي الظلام كحشرات الاقتيات من بقايا الموائد والفضلات والفتات.
السؤال بعد كل هذا من ورط من؟ وهل أمريكا ورطت المملكة أم أن “المهلكة” هي الورطة والتوريطة أساسا؟”.