تجارة الالكترونيات .. ركود تحييه الشمس!!
¶ ألواح الطاقة الشمسية تتصدر متاجر الالكترونيات والأقمشة أيضاً
تقرير/ أمين الجرموزي
عام ركود موجع .. يقول معظم مالكي وعمال محلات الالكترونيات في شارع التحرير بالعاصمة صنعاء .. مؤكدين اتسام العام المنصرم بالركود والشلل شبه الكلي لحركة السوق ,جراء انعدام الطلب في الأسواق من المواطنين وانعدام الاستيراد من الخارج بفعل الحصار الغاشم على البلاد المتواصل من تحالف العدوان منذ مارس الماضي في مقابل انتعاش تجارة الألواح الشمسية بنسبة كبيرة تصل إلى 80% والتي اعتمد عليها تجار الالكترونيات بدرجة أساسية وأصبح تركيز تجارتهم عليها وذلك لكثرة الطلب عليها في لدرجة اتجاه بعض تجار الأقمشة والمواد الغذائية إلى تجارة المنظومة الشمسية لتغطية عجز الخمول في عملية البيع والشراء كما يقولون!!
الاستطلاع التالي يرصد وضع سوق الالكترونيات خلال العام الماضي 2015م وحالتها اليوم فإلى التفاصيل:
شهدت الأسواق الالكترونية خلال العام الماضي 2015م أسوأ تراجع لها في عمليات البيع والشراء بفعل العدوان المستمر من السعودية وحلفائها على البلاد والحصار الغاشم البحري والجوي والبري ومنع دخول كثير من البضائع المستوردة إلى الأراضي اليمنية في توجه يرى خبراء أنه ممنهج هدفه تدمير الاقتصاد وإنهاك البنية التحتية للبلاد.
ركود عام
يشكو تجار الالكترونيات ركود السوق للعام الماضي ويقول التاجر ناصر هديان أن العام الماضي ” لم تتم فيه عملية البيع والشراء بالشكل المعهود عليه سنوياً بسبب العدوان الغاشم وحصاره على البلاد منذ مطلع العام المنصرم واستمراره حتى الآن”.
يضيف ناصر:” هذا الحصار الظالم منع دخول العديد من البضائع المحتجزة في السواحل منذ فترة كبيرة من قوات تحالف العدوان، ما جعلنا نخرج ما تبقى من بضائع في المخازن للبيع، ولمحدوديتها ارتفعت أسعارها عما كانت عليه قبل العدوان”.. ويشير هديان إلى أن “أكثر ما يتواجد في السوق من بضائع إلكترونية صناعة الصين بنسبة 99% وذلك لتوجه معظم التجار إلى المنتجات الصينية واستيراد الأنواع الرخيصة وبمواصفات حديثة لما لها من تقبل في الشارع اليمني وخاصة الطبقة البسيطة من الشعب وكثرة الطلب عليها”.
تجارة الشمس
وبالمقابل شهدت السوق المحلية ازدهاراً لافتاً لتجارة أنواع بعينها من الالكترونيات مع استمرار انطفاء التيار الكهربائي بشكل كلي منذ بداية العدوان، وهي خوازن الكهرباء والبطاريات والألواح الشمسية وملحقاتها, وبات التجار يعتمدون عليها بشكل أساسي لتزايد العرض والطلب عليها من المواطنين وهذا بدوره عوض تجار الالكترونيات عما فقدوه من ركود في سوق الالكترونيات.
ركز معظم مالكي محلات الكترونيات ومع استمرار العدوان والحصار على البلاد على تجارة الألواح الشمسية والبطاريات والخوازن الكهربائية ومختلف أنواع الكشافات الضوئية التي تعمل بالمنظومة الشمسية لتزايد احتياجها المحلي، هذا ما أكده لنا أحد أصحاب محلات الالكترونيات ومنهم وائل الحياني الذي يؤكد “أن الطلب زاد بنسبة كبيرة تصل إلى 80% خصوصا وأن الكهرباء مازالت منقطعة منذ 9 أشهر، ما دفع الكثير من المواطنين إلى توفير البديل للكهرباء وهي المنظومة الشمسية”.
تحويل تخصص
ولم ينحصر الركود على سوق الالكترونيات فقط بل طال العديد من الأسواق والتجار, وحينها لم يقف الكثير من التجار مكتوفي الأيدي بل استغلوا الظروف وعملية العرض والطلب للمنظومة الشمسية , وصارت واجهات كثير من محلات الأقمشة والمواد الغذائية وحتى الفواكه تتصدرها الألواح الشمسية والبطاريات الخاصة بها, من هؤلاء محمود الشميري، أحد تجار الفواكه، حول واجهة محله إلى عرض للألواح الشمسية ويعلل ذلك بسبب “انتعاش تجارتها وزيادة الطلب عليها من المواطنين” ما دفعه إلى تحويل تجارته وخوض غمار تجارة الألواح الشمسية “ليعوض العجز في بيع الفواكه ومحدودية البيع” حسب قوله.
قيس شاهر، هو الآخر لديه محل لبيع الأقمشة والاكسسوارت، حول محله إلى تجارة الألواح الشمسية منذ ما يقارب 3 أشهر “لتعويض الركود في البيع والشراء وأيضا اللحاق بركب سوق الألواح الشمسية” كما يقول.. مضيفاً “تجارة الألواح الشمسية قد تكون لفترة معينة وذلك بمجرد عودة الكهرباء سوف تتراجع تجارة المنظومة الشمسية وتنخفض أسعارها بنسب كبيرة جداً لأن العرض والطلب سينخفض وهذا سيؤثر بشكل مباشر في تجارتها”.
ازدهار الصيانة
على الطرف الآخر، شهدت سوق صيانة الالكترونية ازدهاراً محلياً، يعزوه مهندسو الالكترونيات إلى استمرار انقطاع الكهرباء والاندفاع المحلي لاستخدام المواطير الكهربائية بكثرة ما سبب تعطيل الكثير من الأجهزة الكهربائية.
بتفصيل أكثر يقول المهندس نوح سيلان إن “الفلت الكهربائي الذي يخرج من المواطير غير مستقر كالفلت الذي يخرج من الكهرباء العمومية وهذا بدوره يؤدي إلى تعطيل الكثير من الأجهزة الالكترونية المرتبطة بالمواطير”.. مشيراً إلى أن “المنظومة الشمسية حلت الكثير من المشاكل التي يخلفها الماطور الكهربائي”.
ويضيف نوح: “في الفترة الأخيرة استقبلنا الكثير من الأجهزة الالكترونية وبأنواع مختلفة، أكثر أعطالها في الباور الكهربائي، الذي يتسبب في تعطله عدم استقرار التيار الكهربائي أو ضعفه” , منوهاً بأن الأسباب الأساسية في عطل الكثير من الأجهزة الالكترونية خاصة في الفترة الأخيرة “تعود إلى رداءة هذه الأجهزة وقلة جودتها والتي باتت منتشرة في الأسواق اليمنية وبالأخص التي تأتي من الصين وبأسعار رخيصة حسب طلب التجار المستوردين بحجة طلب المواطنين وتهافتهم على البضائع الرخيصة الثمن”.
وضع آخر
وهناك بائعون آخرون للالكترونيات هم أصحاب البسطات الذين يفترشون الشوارع الرئيسية والأسواق ويبيعون بأسعار منافسة لأصحاب المحلات ,يبدو الوضع لديهم وخاصة هذه الأيام متحسناً نوعا ما حسبما أفاد صادق نعمان صاحب بسطة, الذي يذكر أن “الوضع لدى أصحاب البسطات على الشوارع أفضل مقارنة بأصحاب المحلات وذلك لبيعهم المواد الالكترونية بأسعار رخيصة واقتناعهم بالربح القليل ما يدفع الكثير من المواطنين إلى الشراء منهم في ظل تدهور الأحوال المادية العامة.
وبحسب صادق فإن باعة البسطات يعتمدون على المنتجات الصينية بشكل أساسي لاكتساحها الأسواق اليمنية وتوفرها بأسعار رخيصة تلبي احتياجات عامه الناس من الطبقة البسيطة” التي توسعت رقعتها مع مرور أكثر من ثلاثة أشهر من العدوان على اليمن وفرض الحصار الغاشم على الشعب.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا