سلاح الحسم..!

نختلف كثيراً في مواضيع كثيرة في أوقات مختلفة ، لكن يجب أن نتفق جميعاً على رفض العدوان ونتحد في مواجهته ، يجب أن تختلف اللغة التي كنا نستخدمها لانتقاد بعضنا البعض عن اللغة التي يجب أن نرفض بها العدوان ونقاوم الغزو الخارجي .
يجب ألا ننظر إلى العدو الخارجي بنفس العين التي كنا ننظر بها إلى العدو الداخلي الذي ارتكب خطأ ما هنا أو هناك بحق شخص أو أسرة أو اختلس مبلغاً من المال العام أو قصر في أداء وظيفته ، نعم فالفرق كبير وعظيم بين من ارتكب خطأ في حقك وهو ابن جلدتك وبلدك وبين من أخطأ في حق جلدك وبلدك وهو من خارج الحدود .
يجب أن نسحب ثأراتنا الشخصية مع بعضنا البعض وأن نغفر عن الذين ربما أخطأوا في حقنا أو في حق الشعب عندما حاولوا الإصلاح والنجاح وألا نغفر أبداً عمن أخطأوا في حق الشعب أو الأشخاص الذين أرادوا وما زالوا يريدون إلحاق الأذى الأكبر بهذا الشعب الصابر والحكيم .
فكما لكل زمان دولة ورجال فإن لكل معركة سلاح ونصال ولكل موقف لهجة ولسان ، ويجب علينا أن نعرف كرجال أولوا بأس وقوة أين نضع أقدامنا وإلى أين نطلق سهامنا وأن نحدد الهدف الذي يمكن للجميع أن يستفيدوا من تحقيقه ، يجب أن تعرف كرجل يمني وأنت تتجادل اليوم مع مواطن يمني آخر في موضوع سياسي أو اقتصادي أو غيره بأن هذه نعمة تكاد تتلاشى إذا لم تنه الجدال بمصافحة أخيك ، إذ أنه من المحتمل ألا تستطيع غداً أن تحظى بفرصة للجدال أو النقاش في أي موضوع بعد أن يتم استبدال أخيك المواطن ” الدحباشي ، اللغلغي ، المبردق ” بجندي سنغالي أو كتيبة كولومبية لا لغتها لغتك ولا هدفها هدفك .
فكر ألف مرة قبل أن تقتتل مع ابن بلدك أو تشتبك مع جارك أو زميلك فالقادم لن يأتي إلا بالأسوأ والأسود..!
الطرف الذي يتمسك بالأخلاق دوماً هو المنتصر مهما تواضعت أدواته الحربية وهذه قاعدة عسكرية مفادها أن الأخلاق هو السلاح الذي يحسم المعركة ويجلب النصر ، هذا بالنسبة للتعامل مع العدو ونحن بأمس الحاجة لتطبيقه مع بعضنا أولاً ومن ثم نتفق على ما نسبة الأخلاق التي من الممكن أن نتمسك بها مع عدونا من أجل تحقيق وإحراز النصر .
وسلامتكم

قد يعجبك ايضا