حذرنا من تداعيات سلوكه في العراق وليبيا:

بوتين: توسع الناتو شرقاً رغبة غربية في ممارسة السلطة القيصرية

موسكو/ وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تريد مكافحة الإرهاب بشكل مشترك مع بقية العالم، واتهم الغرب من جديد بأنه يفاقم الأزمات الدولية التي ساهم فيها.
وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة (بيلد) الألمانية تناولت قضايا شتى: “نواجه تهديدات مشتركة، ومازلنا نريد انضمام جميع الدول في كل من أوروبا والعالم إلى جهودنا لمكافحة هذه التهديدات، ومازلنا نناضل من أجل هذا”.
ونوّه الرئيس الروسي بأنه “لا يشير إلى الإرهاب فحسب، وإنما أيضًا إلى الجريمة وتهريب البشر وحماية البيئة وتحديات كثيرة أخرى مشتركة”.
وأضاف: “ومع ذلك فهذا لا يعني أنه يجب علينا الموافقة على كل شيء يقرره الآخرون في هذه الأمور أو أمور أخرى”.
وأعلن بوتين أن روسيا حذرت الناتو من خطأ سلوكه تجاه ليبيا والعراق، لكنها لم تلقَ آذانًا صاغية، بل اتهمت بمعاداة الغرب.
وقال: “عارضنا بشدة ما جرى في العراق وليبيا وبعض البلدان الأخرى، وقلنا لا يجوز فعل.. لاينبغي عليكم التدخل.. يجب عدم ارتكاب أخطاء، لكنّ أحدًا لم يصغِ إلينا! بل اعتبروا أننا نتخذ موقفًا معاديًا للغرب”، وتساءل الرئيس بوتين “كيف تعتقدون الآن حين أصبح لديكم مليون لاجئ، هل كان موقفنا معاديًا للغرب؟”.
وذكّر بوتين بمنظومة الدرع الصاروخية التي تنشر في أوروبا بذريعة مواجهة الخطر النووي الإيراني، وبحديث باراك أوباما العام 2009م حول عدم ضرورة الدرع الصاروخية في حال زال الخطر النووي الإيراني.
وأوضح أن “الاتفاقية مع إيران وقعت، وتبحث الآن مسائل رفع العقوبات، وكل شيء يخضع لرقابة منظمة الطاقة الدولية، وبدأ نقل اليورانيوم إلى روسيا، لكن الدرع الصاروخية يستمر بناؤها”، وفق اتفاقات وقعها الأمريكيون مع تركيا ورومانيا وبولندا وإسبانيا.
واعتبر بوتين أن توسع حلف الناتو شرقًا يرتبط برغبة الغرب في “ممارسة السلطة القيصرية”، لاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي الذي كان يمثل المركز الثاني للقوة على الساحة الدولية.
وتابع قائلاً: “ولم يبدِ أحد أي رغبة في الرجوع إلى القانون الدولي أو ميثاق الأمم المتحدة، وحين أصبحت أحكام القانون الدولي تعرقل هؤلاء، قيل فورًا إنها لم تعد تتوافق مع الوقائع الراهنة”.
وأضاف بوتين: “هل هناك بند في ميثاق الناتو يقول إنه ملزم بقبول أي جهة ترغب في الانضمام؟ لا وجود لمثل هذا البند”، مشددًا على أنه كان بإمكان قيادة الحلف أن تتصرف تجاه هذه المسألة بصورة مختلفة، لو كانت لديها الإرادة السياسية.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده مستعدة للبحث عن حلول وسط بالتعاون مع أوروبا، ولكن شريطة الالتزام الصارم بالقانون الدولي وعدم الاختلاف في تفسيره، قائلاً: “إننا مستعدون (للدفاع عن المصالح القومية) بعيدًا عن المواجهة”، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة احترام مصالح الطرف الآخر والالتزام بقواعد متطابقة.
واعتبر الرئيس بوتين أن روسيا أخطأت حين لم تعلن عن مصالحها القومية منذ ربع قرن، ولو فعلت فلربما كان العالم اليوم أكثر توازنًا.

وأعاد إلى الأذهان بروز عمليات معقدة داخل روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي مثل تراجع الإنتاج الصناعي وانهيار النظام الاجتماعي والانفصالية، والهجمة الواضحة للإرهاب الدولي.
وأكد بوتين أن الإرهاب الدولي استخدم ضد روسيا دون أن يعير البعض الأمر اهتمامًا، بينما أيّد البعض الآخر القوى المعادية للدولة الروسية بدعم سياسي وإعلامي ومالي وحتى بالدعم العسكري.
ورأى بوتين أن على قادة ألمانيا وفرنسا المشاركين في “الرباعي النورماندي” لتسوية الأزمة الأوكرانية، دراسة التفاصيل بتعمق وعدم مطالبة موسكو بما يجب أن تقوم به كييف.
وتحدث بوتين حول القرم منوهًا بأنه يعني مصير 2.5 مليون إنسان أثار الانقلاب في كييف خوفهم وانزعاجهم، “تلك القوى المتطرفة التي جاءت إلى السلطة، ولحسن الحظ أتوا إلى السلطة بشكل جزئي، باشروا بتهديد الناس مباشرة، تهديد الروس والناطقين بالروسية القاطنين في أوكرانيا عامة وفي القرم خاصة.

قد يعجبك ايضا