أقول قولي هذا.. لأنها اليمن
عبدالمجيد التركي
تسعة أشهر وهذا الشعب العظيم يستقبل صواريخ وقنابل آل سعود، بصبر لا حدود له، ويتوقع أن يتوقف الجار الباغي عن عدوانه وبغيه، وأن يعيد حساباته، لأنه يعلم أن لهذا الشعب أبواباً إليه، وأن نافذة الجيرة ما زالت مفتوحة..
وقف العالم كله مع السعودية لأنها تجيد ضخ المال وشراء الذمم.. واليمن لم يقف معه أحد لأنه لا مال له، ولم يُعرف عنه شراء المواقف، لأن مواقفه مع كل جيرانه وغير جيرانه بيضاء، ويده ممدودة، يجود بما فيها رغم فقره.. فالمظلوم لا يحتاج أن يشتري المواقف ليثبت للعالم مظلوميته، لأن هذا العالم القذر يعرف هذا جيداً، لكن بريق المال يجعل الرؤوس تتحول إلى أحذية.. ورؤوس اليمنيين دائماً مرفوعة، حتى حين تتساقط الصواريخ، لأن الإنسان اليمني لا يعرف ثقافة الاختباء والملاجئ..
تكلمت صواريخ آل سعود فسكتَ العالم، وسكتت منظمات حقوق الإنسان، وسكت المثقفون، وسكت المنادون بحقوق الإنسان، بعد أن تواطأ الأعراب وجمعوا كلّ حقدهم ليمطروا به جبال اليمن وإنسانها وحضارتها ومساجدها ومتاحفها وبنيتها التحتية.
لا نراهن على شيء قدر رهاننا على اليمن، الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ الموغل في ذاكرة الدهر.. وعلى الصمود ورد الصاع صاعين، فالدنيا أدوال، ولا بد أن تدور الرحى ويكون القطب في اليد اليمنية التي هي المركز، بعد أن توحَّش الهامش وصار يمتلك الحديد والنار والفتاوى الجاهزة ليهلك الحرث والنسل.
نراهن على اليمن، وعلى اليمنيين.. فعلامَ يراهن آل سعود وهم يستأجرون القتلة والمرتزقة، لانعدام ثقتهم في جيشهم ورجالهم.. فالشعوب التي ينوب عنها سواها لن تصمد أمام الحقيقة.. وليس نصراً ما يحرزه آل سعود حين يقاتلون شعباً أعزل بعد أن دمروا طائراته وصواريخه ومعسكراته ومخازن أسلحته، ورغم ذلك ما زالوا يخشون مواجهة هذا الشعب وجهاً لوجه، رغم امتلاكهم لأسلحة حديثة وفتاكة، لأنهم يعرفون حجمهم جيداً أمام اليمن الفقير والـمُستثنى من اهتمامات العالم.