منسق “أطباء بلا حدود” بمحافظة حجة لـ”الثورة”:
لقاء/ وائل شرحة
تجدها في الدول المنكوبة بالكوارث والحروب.. تؤدي مهامها وواجبها الإنساني الطبي لكافة جرحى الحروب بعيدا عن التوجهات والانتماءات السياسية والحزبية.. مؤخراً دخلت اليمن ضمن قائمة نشاطها ومحافظة حجة على وجه الخصوص.
منظمة “أطباء بلا حدود” دشنت مشروعها في محافظة حجة بداية أغسطس الماضي من العام 2015م.. وقدمت الخدمة العلاجية لـ3984 حالة مجانا.
أهم ما تقوم به المنظمة وكيف ساهمت في تحسين أداء المستشفى الجمهوري بالمحافظة وغيرها من الجوانب في تفاصيل اللقاء المقتضب الذي أجرته “الثورة” مع منسق المنظمة بمحافظة حجة هشام الدواء.. فكان اللقاء التالي:
* في البداية هل لكم أن تعطوا القارئ نبذة مختصرة عن منظمة “أطباء بلا حدود”.
ـ “أطباء بلا حدود” منظمة دولية إنسانية مستقلة محايدة تقدم خدمات طبية لكل الشعوب المنكوبة في العالم، بسبب الكوارث الطبيعية أو تلك التي يصنعها الإنسان وكذا الأماكن والبلدان التي تشهد مجاعة وسوء تغذية.. وكل ما تقدمه المنظمة من أعمال تعتبر إنسانية بحتة.. حيث تقوم المنظمة بتقديم المساعدات والخدمات للمتضررين بشكل عام ودون أي فوارق أو النظر لأي حسابات أو انتماءات سياسية أو طائفية أو منظورات اجتماعية أو غيرها من الفوارق التي هي من صنع البشر.
مشروع حجة
* ماذا عن مشروع حجة الطبي الذي تنفذه المنظمة خلال هذه الفترة؟
ـ مشروع حجة قمنا بتدشينه بداية أغسطس من العام الماضي 2015م.. بهدف مساعدة الجرحى في اليمن بشكل عام وحجة على وجه الخصوص كونها منطقة حدودية.. تدخلت المنظمة في المحافظة بعد مسوحات عدة أجرتها وخاصة بالمستشفى الجمهوري، بعد دراسة الجوانب التي يعاني منها مستشفى الجمهوري.. ووجدت المنظمة بعد الدراسة أن الجانب المالي هو أكثر الصعوبات التي تواجهها هيئة المستشفى.. حيث يقوم المستشفى بصرف ميزانية هائلة وكبيرة سواء من إيراداته أو من ميزانيته لمعالجة الجرحى والرقود وإجراء العمليات اللازمة لهم.. فقررنا سد هذه الفجوة بهدف استمرار المستشفى في تقديم خدماته للمرضى، وتقديم الخدمة أيضا للجرحى حتى يتلقون خدمة علاجية جيدة.. ونجحنا في ذلك منذ تدشين المشروع وحتى الآن، حيث قمنا بتقديم الخدمة للطرفين المستشفى والجرحى بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.
خمسة أقسام
* ما هي الأقسام التي تدعمها المنظمة حالياً في المستشفى الجمهوري؟
ـ ندعم منذ تدشين المشروع خمسة أقسام.. بداية بقسم الطوارئ الذي نستقبل فيه الحالات الطارئة الناتجة عن قصف الطيران أو الحوادث المرورية أو الإصابات النارية, ويتم تقديم الخدمات الطبية لهم حتى تستقر حالتهم المرضية.. ونستمر في معالجة الجرحى فقط, بينما الحالات الأخرى تنتهي مهمتنا بعد استقرار الحالة.
* هل هناك مصابون تستقبلونهم ضمن برنامج دعم الجرحى من خارج محافظة حجة؟
ـ نعم.. هناك حالات جرحى تعرضوا للقصف من قبل الطيران استقبلناهم من معظم المحافظات المجاورة لحجة.. وكذا من المناطق الحدودية مثل مديريات “حرض, ميدي, بكيل الميل, عبس, كشر, وشحة” ونسعى جاهدين لتوفير الخدمات الطبية للجرحى والمصابين.
* ماذا عن الأدوية.. هل تمنح مجانا لكافة المرضى؟
– الأدوية نمنحها للمرضى الذين يصلون إلى الطوارئ سواء كانوا جرحى قصف الطيران أو الحوادث أو الإصابات النارية حتى تستقر حالاتهم الصحية.. ونستمر في إعطاء الدواء لجرحى قصف طيران التحالف حتى يتعافوا ويستمر منحهم الدواء حتى بعد خروجهم من المستشفى.. بالإضافة إلى أننا نعطي الدواء لمن هم عاجزون عن دفع ثمن الدواء بسبب فقدهم مصادر دخلهم الناتج عن حصار وعدوان قوات التحالف.. كما أننا نغطي بالأدوية الأقسام التي نشرف عليها “الطوارئ، العناية، العمليات، الرقود للذكور والإناث”.
حافز للكوادر الطبية
* هل تدعمون المستشفى بكوادر طبية؟
– معظم كوادر وجراحي المنظمة من منتسبي المستشفى الجمهوري.. وتم اختيارهم من قبل قيادة المستشفى ونحن ندفع لهم مبلغاً مالياً شهريا كحافز فقط.
* ماذا أضفتم من خدمات للأقسام التي تشرفون عليها؟
– بالنسبة لقسم الطوارئ لدينا كوادر على مدار 24 ساعة تعمل وتستقبل الحالات المرضية والجرحى وتقوم بواجبها الطبي والإنساني لأي مريض.. كذا العناية المركزية قمنا بتوسيعها واستحداث ثلاثة أسرة بالغرفة إلى جانب الخمسة السابقات بالتعاون مع وزارة الصحة، وسنعمل على استغلال الحواجز الموجودة بين الغرف ونضيف أسرة حتى تكون عشرة.. وبالنسبة للعمليات فلدينا جراحون ونغطي أدوية وتكاليف إجراء العمليات لجرحى قصف الطيران.. أما قسم رقود الرجال يوجد فيه 15 سريراً للمرضى والجرحى وخمسة أسرة في قسم النساء وذلك بإجمالي 20 سريراً.. وتقوم المنظمة في قسم الرقود بتوفير وجبات للمرضى مع مرافق واحد لكل مريض منهم.
الحالات الحرجة
* كيف تتعاملون مع الحالات الحرجة وإمكانية المشفى لا تسمح بعلاجها؟
– هناك حالات وإصابات بالغة لا يمكن علاجها هنا نظراً لانعدام الإمكانيات الفنية والكوادر البشرية.. لذا نضطر لإرسالها وتحويلها إلى العاصمة صنعاء، والأغلب يتم تحويلهم إلى مستشفى “الثورة، والجمهوري” بصنعاء، ومن يصعب علاجها أيضا في هذه المستشفيات نقوم بإرسالهم إلى مشافي خاصة بالعاصمة وعادة يكون مستشفى “العلوم والتكنلوجيا”، ويتم علاجهم على نفقة المنظمة حيث تقوم المنظمة بدفع تكاليف العلاج والدواء حتى يعود سالما ومعافا إلى أهله.w
مشاكل مالية
* بحسب مسوحاتكم.. ما هي أبرز مشاكل الهيئة؟
– أغلب مشاكل الهيئة مالية بحتة، منها حجز بنود من ميزانيته من قبل وزارة المالية وانخفاض الإيرادات وارتفاع الحالات والجرحى التي يستقبلها المستشفى بشكل يومي، بالإضافة إلى تقديم الخدمات مجانا للمرضى الذين فقدوا أعمالهم بسبب قصف الطيران.. كل ذلك أثر سلبا على سير أداء المستشفى وخدماته.
* ماذا تقول في نهاية هذا اللقاء المقتضب؟
– أتمنى أن يعم الأمن والأمان اليمن الحبيب وأن يتوقف قصف طيران التحالف على الشعب اليمني وتحل كل المشاكل الحالية وأن يعيش اليمنوين حياة يسودها الاستقرار والازدهار والتطور.. ومن خلالكم أشكر أبناء محافظة حجة وقيادة السلطة المحلية وإدارة هيئة المستشفى الجمهوري على تسهيلهم لمهامنا وتهيئة الأجواء لتقديم واجبنا الإنساني على أكمل وجه.