انحطاط ورفعة …!!
عاش المجتمع العربي قبيل الإسلام وبعثة النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حياة منحطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , فكانوا عبارة عن قبائل متنافرة متناحرة لها في البيت الحرام 360 صنماً بعدما ما ابتعدت عن منهج الله سبحانه وتعالى القويم ، فلم تجتمع لهم كلمة لا سيماء أعراب قريش ، ولم ترفع لهم راية هذا في المجال السياسي أما في الجانب الاجتماعي سأتحدث وبلا حرج حيث كان هناك اضطراب في العلاقات الاجتماعية ومصدرها التفريق والتمييز بين الجنسين – الذكور والإناث – حيث كانت المرأة تزدرى والدليل على ذلك أنهم غالوا عملياً في احتقارها فوأدوها حية ودسوها في التراب باعتبارها ” كما يزعمون ” جالبةً للعار والفضائح .
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن انحطاط الأعراب أن ننوه إلى مسألة الإرباك السياسي والاجتماعي بحيث أبت البيئة العربية آنذاك ورفضت من سويداء قلبها أي إصلاحات سياسية واجتماعية ، وليس أدل على ذلك من تمنع قبائل قريش في بادئ الأمر من الإذعان والقبول بدعوة الإسلام المحمدية بل ومحاربتها والتنكيل بأتباعها وتعذيبهم ، إلى ذلك حري بنا أن نقول إن أبرز ما يميز تلك الحقبة الزمنية من التاريخ العربي في ظل الانحطاط المروع قبيل الإسلام أن الأعراب كرسوا شريعة الغاب ، فكان القوي يلتهم الضعيف حيث لا توجد تشريعات ولا قوانين تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع ، فلما جاء الدين الإسلامي الحنيف بالتشريعات المنيرة حقق العرب والأعراب جميعهم رفعةً حضارية سامقة تحدت لأواء ومشاق الجاهلية الأولى ، فشيد المسلمون أعظم حضارة عرفها التاريخ البشري حيث أرسيت مداميك العدالة الاجتماعية والمساواة وضمان حقوق الإنسان بالتشريعات الإلهية من قرآن وسنة بثوابت مشرفة ثم باجتهاد علماء الإسلام في المسائل المتروكة للاجتهاد والتي لم يتطرق إليها القرآن أو السنة النبوية المطهرة .
وبعد رفعة الإسلام وحضارته الشماء بعد انحطاط الجاهلية الأولى عاد العرب من جديد إلى الانحطاط في جاهلية الآلهية الثالثة وما أشبه الليلة بالبارحة حيث تخلى المسلمون عن وحدتهم وتجزأوا إلى دويلات متنافرة متناحرة كقبائل قريش في الجاهلية الأولى ، وكرسوا شريعة الغاب وليس أدل على ذلك من ذلك العدوان البربري الوحشي من قبل آل سعود وأمريكا ومن لف لفهم في سابقة خطيرة تبئ عن اختلال في التوازن في المنطقة وفي العالم أجمع وتشرعن للقرصنة السياسية والعسكرية ، وهذا انحراف خطير عن مسار التعايش الأممي بين شعوب ودول العالم قاطبة ، كما أنه علامة سوداء في جبين الأمم المتحدة التي تغض الطرف عن الممارسات الوحشية
المحظورة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي لاتقرها جميع الأعراف والأديان السماوية المتعددة ذلكم أن السلام في المنطقة والعالم لن يتأتى من خلال قتل الأبرياء والمدنيين في طلعات وغارات ليلية ونهارية لطيران التحالف السعو أمريكي لتختطف حياة الآلاف من أبناء الأمة اليمنية الواحدة الموحدة التي تصمد صموداً أسطورياً يزلزل عرش الطغاة من آل سعود الملاعين والأمريكان فقبح الله خلقتهم
مع دخول العدوان شهره العاشر والذي نحن على تخوم ومشارف انقضائه بعدما كان يعتقد في السعودية أو في البيت الأبيض أن تدمير الوطن اليمني وإفساد السلاح الذي بحوزة الحوثي لن يتجاوز الأسابيع القليلة المعدودة فهنيئا لكل الشهداء الذين سقطوا في أرض الجبهات في مواجهة العدو اللدود ونسأل من الله أن يتقبلهم ويسكنهم الجنة، وهنيئاً للمدنيين الذين سقطوا قتلى وهم في منازلهم جراء القصف بالصواريخ ونسأل من الحي الذي لا يموت أن يتقبلهم في الشهداء قبولاً حسناً ويسكنهم فسيح الجنان مع النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، فالأرواح والدماء أصبحت رخيصة عند خونة الحرمين حيث لا يعقل أن يكون خادم الحرمين عميلاً لأعداء الحرمين والأمتين العربية والإسلامية، وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما تصفون.