سيول تعلن الاستنفار وفزع دولي من بيونج يانج
سيول /وكالات
اعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت أمس أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية في خطوة تشكل تقدما مهما في برنامجها النووي في حال تأكدت.
وأثارت التجربة ذعرا شديدا في اليابان وكوريا الجنوبية الدولتين الجارتين لكوريا الشمالية، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها بحاجة للتأكد من صحة التصريحات بيونج يانج.
وقال التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي :ان “أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح يناير 2016م على أساس التصميم الاستراتيجي لحزب العمال” الحاكم.
وأضاف المذيع الذي كان يتلو النبأ: “بالنجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة”.
وقالت بيونج يانج إنها ستواصل تعزيز برنامجها النووي لتحمي نفسها من سياسات الولايات المتحدة العدائية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية في بيان بعد أن أجرت كوريا الشمالية رابع تجربة نووية إنها لن تتخلى عن برنامجها النووي مادامت الولايات المتحدة تواصل ما أسمته “موقفها العدواني”.
وأكدت بيونج يانج أيضا إنها ستتصرف كدولة نووية مسؤولة وتعهدت بعدم استخدام أسلحتها النووية ما لم يحدث اعتداء على سيادتها. وقالت أيضا :إنها لن تنقل قدراتها النووية إلي أطراف أخرى.
وأجريت هذه التجربة التي آمر بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون قبل يومين من عيد ميلاده.
وكان كيم قد ألمح خلال جولة تفقدية لموقع عسكري ان بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية لكن واشنطن شككت في صحة تصريحاته.
وأجرت بيونج يانج ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في 2006 و2009 و2013م. وأدت هذه التجارب إلى فرض عقوبات دولية عليها. اما القنبلة لهيدروجينية فيستخدم فيها الاندماج النووي وتسبب انفجارا اقوى بكثير.
وقال التلفزيون أمس :ان “هذه التجربة الأخيرة التي جاءت ثمرة لتقنيتنا ويدنا العاملة تؤكد أن الوسائل التكنولوجية التي قمنا بتطويرها جيدة وتدل علميا على تأثير قنبلتنا الهيدروجينية المصغرة”.
وحملت الولايات المتحدة بعنف على “الاستفزازات” الكورية الشمالية لكنها أكدت في الوقت نفسها أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونج يانج قد أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.
وقال نيد برايس الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في بيان ليل أمس الأول: “لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليا لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية”. وأضاف :إن الولايات المتحدة “سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية”.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس انه إذا تأكدت انباء إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة فإنها ستكون “استفزازا سأدينه بلا تحفظ” و”خرقا خطيرا” لقرارات مجلس الأمن.
وفي تغريدة على تويتر، قال هاموند اثناء زيارة إلى الصين تستمر يومين: “إذا صحت التقارير عن تجربة كورية شمالية لقنبلة هيدروجينية فانها ستكون خرقا خطيرا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واستفزازا أدينه بلا تحفظ”.
وأدان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية معتبرا انها تشكل “تحديا خطيرا” لجهود العالم للحد من الانتشار النووي و”تهديدا جديا” لليابان.
وقال آبي للصحافيين: “ادين هذه التجربة”، مؤكدا ان “التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية تهديد خطير لأمن بلدنا وتحد خطير للجهود الدولية لمنع الانتشار” النووي.
وأدانت سيول بشدة أمس التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية معتبرة انها “تحد خطير” للسلام العالمي، واكدت انها ستتخذ كل “الإجراءات الضرورية” لمعاقبة بيونج يانج.
وقالت الحكومة الكورية الجنوبية في بيان تلاه رئيس مجلس الأمن القومي عبر التلفزيون :”ندين بشدة اجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيرات الأسرة الدولية”.
وأضافت “:سنتخذ كل الإجراءات الضرورية بما في ذلك فرض عقوبات أضافية من قبل مجلس الأمن الدولي ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية”.
وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي الى اجتماع عاجل لمجلس الامن القومي.
وقال دبلوماسيون بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن المجلس يعتزم الاجتماع لمناقشة انباء أحدث تجربة نووية لكوريا الشمالية.
الفرق بين القنبلة الهيدروجينية والذرية
تعتبر “كل من القنابل الذرية والهيدروجينية هي أنواع من القنابل النووية، وهذا يعني أن الطاقة تأتي من التفاعلات النووية، لكن الطرق التي تطلق منها هذا الكم الهائل من الطاقة مختلفة وتؤدي إلى اختلافات هائلة في القوة التي تتولد عندما يتم إطلاقها”.
الفارق الكبير هو أن القنابل الذرية تستخدم الانشطار النووي، الذي يقسم أكبر ذرة إلى قسمين أصغر حجمًا لخلق الطاقة، أما القنابل الهيدروجينية تستخدم الانصهار، والذي يتم عن طريق دمج اثنين أو أكثر من الذرات إلى واحدة أكبر.
كما أن القنابل الهيدروجينية لديها سلاح انشطار داخلي أيضًا، والذي يستخدم لتشغيل إطلاق الطاقة من اندماج جزء من القنبلة، وهذا ضروري لأن أسلحة الانصهار في حاجة إلى أن يتم تحريكها عن طريق كمية هائلة من الطاقة، التي لا يمكن تنطلق إلا من خلال قنبلة ذرية.
والقنابل الهيدروجينية عادة ما تكون أقوى بكثير من نظرائها الذرية، وهذا هو السبب وراء ذعر العالم من إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية.