هيومن رايتس ووتش: السعودية ألقت قنابل عنقودية على اليمنيين بشكل مفرط
الثورة / محمد عبدالسلام
صعد العدوان السعودي من عدوانه الوحشي ضد اليمنيين خلال العشرة الأشهر الماضية مستخدماً جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وابرز تلك الأسلحة القنابل العنقودية والارتجاجية والفوسفورية والتي خلفت المئات من الشهداء والجرحى ودماراً هائلاً ذلك البنى التحتية والمنشآت الخدمية بما في ذلك مزارع الابقار والمواشي. يأتي هذا التصعيد وسط صمت دولي مريب من قبل الأمم المتحدة.
وكان مكتب الأمم المتحدة قد اكد يوم امس، عن تلقيه تأكيدات بأن العدوان السعودي استخدم قنابل عنقودية في محافظة حجة بعد أن وجد فريق الأمم المتحدة بقايا 29 من الذخائر العنقودية في إحدى قرى محافظة حجة.
وبحسب تقرير منظمة “”هيومن رايتس ووتش””فإن العدوان السعودي كثف في عام 2015م من إلقاء القنابل العنقودية على الأهداف المدنية رغم وجود معاهدات دولية تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة المحرمة .
وقالت المنظمة :إن العدوان السعودي استخدم في منتصف أبريل/ 2015م مع وجود ادلة من صور ومقاطع فيديو تؤكد استخدام ذخائر عنقودية في الغارات الجوية التي شنتها على محافظة صعدة، كما لم تسلم محافظات مارب وتعز والحديدة من هذه القنابل المحرمة.
وخلصت هيومن رايتس ووتش عبر تحليل صور القمر الصناعي إلى أن هذه الأسلحة استخدمت في هضبة مزروعة على بعد 600 متر من عشرات المباني المنتشرة في عدد من القرى يتراوح عددها بين أربع وست.
وتتكون الذخائر العنقودية من عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة التي صممت كي تنفجر على مساحة واسعة، أحيانا تكون بحجم ملعب لكرة القدم، وتجعل المدنيين المتواجدين في تلك المنطقة عرضة للموت أو الإصابة بجروح.
إضافة إلى ذلك، قد لا تنفجر بعض الذخائر في وقتها فتتحول إلى ألغام أرضية فعلية.
وتفرض الذخائر العنقودية تهديدا مباشرا على المدنيين إذ تتناثر منها ذخائر صغيرة أو تنتشر على نطاق واسع مخلفة هذه الذخائر الصغيرة تمثل خطرا على المدى البعيد، لا سيما التي لا تنفجر لدى الارتطام بالأرض، التي تصبح كألغام تنتظر أي لمسة لتنفجر.
وفي 7 ديسمبر الماضي اقرت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” بشأن اتفاقية الذخائر العنقودية, القرار غير المُلزم بشأن القنابل العنقودية بتصويت 139 دولة لصالحه مقابل رفض دولتين، وامتناع 40 دولة عن التصويت. هناك نحو 36 دولة لم تحظر الذخائر العنقودية بعد لكنها صوتت لصالح القرار، ومن الدول الممتنعة عن التصويت الصين وإيران وإسرائيل والسعودية وسوريا والولايات المتحدة.
نبذة عن القنابل العنقودية:
الذخائر العنقودية والقنابل العنقودية هي سلاح يحوي أعداداً كبيرة (أحياناً مئات) من الذُخيرات أو القنيبلات الصغيرة المتفجرة.
وتلقى القنابل العنقودية من الجو أو تقذف من الأرض . وهي مصممة لأن تفتح في الهواء قاذفة ما تحويه من ذُخيرات، والتي قد تغطي مساحات شاسعة قد تبلغ مساحة عدة ملاعب لكرة القدم. وهذه المساحة المتأثرة تعرف بـ “الأثر”. والقنابل العنقودية هي أسلحة تأثير منطقة. أي أن أثرها لا ينحصر في هدف واحد محدد، كدبابة مثلاً. فبدلاً من ذلك، فإن منطقة بالكامل تغطى بالقنابل العنقودية. وفي هذه المنطقة هناك خطر لا يميز بين عسكريين ومدنيين. وبما أن عدداً كبيراً من القنابل العنقودية لا ينفجر مثل ما هو متوقع له بعد سقوطه، تبقى كميات كبيرة من القنابل العنقودية على الأرض جاهزة للانفجار، حيث تشكل مثل الألغام الأرضية تهديداً مميتاً لأي شخص في المكان ولفترة طويلة بعد انتهاء النزاع. إن الذخيرات غير المنفجرة تقتل وتجرح الناس الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد انتهاء النزاع. وهي تمنع الناس من استخدام أراضيهم أو من الوصول إلى المدارس والمستشفيات، حيث يمكن أن تبقى تهديداً لعقود من الزمن.
وتنص المادة 2 فقرة 2 من اتفاقية الذخائر العنقودية على أن: (يراد بتعبير”الذخيرة العنقودية” الذخيرة التقليدية التي تصمم لتنثر أو تطلق ذخائر صغيرة متفجرة يقل وزن كل واحدة منها عن 20 كيلوغراماً، و هي تشمل تلك الذخائر الصغيرة المتفجرة. ولا يراد بها ما يلي:
الذخيرة أو الذخيرة الصغيرة المصممة لتنثر القنابل المضيئة أو الدخان أو الشهب أو مشاعل التشويش؛ أو الذخيرة المصممة حصراً لأغراض الدفاع الجوي؛
الذخيرة أو الذخيرة الصغيرة المصممة لإحداث آثار كهربائية أو إلكترونية؛
الذخيرة التي تتسم بجميع الخصائص التالية، تفادياً للآثار العشوائية التي يمكن أن تتعرض لها مناطق واسعة، وللمخاطر الناشئة عن الذخائر الصغيرة غير المنفجرة:
تحتوي كل قطعة ذخيرة على ما لا يقل عن عشر ذخائر صغيرة متفجرة؛
تزن كل قطعة ذخيرة متفجرة ما يزيد على أربعة كيلوغرامات؛
تكون كل قطعة ذخيرة متفجرة مصممة لكشف ومهاجمة غرض مستهدف واحد؛
تكون كل قطعة ذخيرة متفجرة مجهزة بآلية إلكترونية للتدمير الذاتي؛
تكون كل قطعة ذخيرة متفجرة مجهزة بوسيلة إلكترونية للتعطيل الذاتي.)
كما تنص المادة 2 فقرة 3 من اتفاقية الذخائر العنقودية على أن: (يراد بتعبير”الذخيرة الصغيرة المتفجرة” ذخيرة تقليدية تحتاج لكي تؤدي وظيفتها إلى ذخيرة عنقودية تنثرها أو تطلقها، وهى مصممة لتعمل بتفجير شحنة متفجرة قبل الاصطدام أو عنده أو بعدة.
وحتى الآن هناك 28 دولة انتهت من تدمير مخزونها من الذخائر العنقودية بمقتضى الاتفاقية، إذ اتلفت أكثر من 1.3 مليون ذخيرة عنقودية فيها أكثر من 160 مليون ذخيرة صغيرة. مع اقتراب عام 2015م من نهايته، أتمّت دولتان أخريان تدمير المخزون بمحسب مقتضيات الاتفاقية، وفي الحالتين كان هذا قبل الموعد النهائي الذي تحدده الاتفاقية لتدمير المخزون المقرر بثماني سنوات.إلى الآن، انتهت 28 دولة من تدمير مخزونها من الذخائر العنقودية بمقتضى الاتفاقية، إذ اتلفت أكثر من 1.3 مليون ذخيرة عنقودية فيها أكثر من 160 مليون ذخيرة صغيرة.