روحاني مخاطبا السعودية: الرد على المنتقدين ليس بقطع الرؤوس
طهران / وكالات
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن قطع السعودية لعلاقاتها مع الجمهورية الاسلامية لا يمكنه التغطية على “جريمة اعدام الشيخ نمر باقر النمر بحد السيف”، موضحا بأن الرد على المنتقدين لا يكون بقطع الرؤوس.
وخلال استقباله وزير الخارجية الدنماركي كريستين ينسن بمكتبه في طهران، قال روحاني “ان الشيخ النمر دفع حياته ثمنا لانتقاده الحكم في السعودية ومن غير المنطقي ان يكون ثمن توجيه اي نقد للسعودية هو قطع الرؤوس”.
وأعرب روحاني عن أمله ان يكون للدول الاوروبية ردة فعل حقيقية فيما يخص هذه الامور المرتبطة بحقوق الانسان.
وأضاف روحاني ان إيران تؤكد ضرورة وجود علاقات وطيدة مع دول الجوار لكنه من الطبيعي ان تكون هناك ردة فعل على هذه الجريمة غير الإنسانية لدى الرأي العام.
واعتبر روحاني ان حل الخلافات بين الدول يكمن في الحوار والدبلوماسية وخاصة في الظروف التي تمر بها المنطقة اليوم تحتم ضرورة التعاون من أجل التصدي للارهاب وتداعياته الخطرة على الامن والاستقرار الاقليمي.
وأشار الرئيس روحاني الى استعداد ايران للتعاون البناء مع الجانب الاوروبي بهدف مكافحة الارهاب وتحجيمه، داعيا للضغط على الدول الراعية للارهاب كخطوة أولية لضرب مصادره المالية والتسليحية.
ونوه روحاني الى ان مكافحة الارهاب يستدعي المزيد من الجدية ولابد من تبادل المعلومات بهذا الخصوص بين الدول.
وفيما يخص العلاقات بين ايران والدنمارك دعا الرئيس الايراني الى العمل بهدف تسريع وتيرة تنمية العلاقات بين البلدين بما يصب في مصلحة استقرار الامن على المستوى العالمي، مشيرا الى وجود طاقات كبيرة في ايران بشتى المجالات بامكانها ان تكون نواة تطوير هذه العلاقة.
من جانبه أشار وزير الخارجية الدنماركي كريستين ينسن الى ان بلاده من اول الدول التي نددت باقدام السعودية على اعدام الشيخ النمر.
وأكد ينسن ضرورة التصدي للارهاب بهدف اعادة الامن والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والعالمي.
وأكد الوزير الدنماركي عدم وجود ارهاب جيد وآخر غير جيد رافضا الآراء التي تساوي بين الاسلام والارهاب ومشددا على ان مرتكبي الافعال الارهابية لا علاقة لهم بالاسلام ولا بأي ديانة أخرى.
وفي سياق متصل أعلنت أنقرة عدم تأييدها لإعدام عالم الدين البارز الشيخ نمر باقر النمر من قبل السلطات السعودية، معتبرة أنه لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة.
وذكر المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش “إن تركيا لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل دين شيعي بارز في السعودية لأن أنقرة تعارض هذه العقوبة” مضيفاً “نحن نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام خاصة إذا كانت لدوافع سياسية… ومن المستحيل بالنسبة لنا تأييد عقوبة الإعدام في أي بلد”.
وشدد المتحدث التركي على ضرورة تهدئة الاجواء الاقليمية في الوقت الرهان والابتعاد عن المواقف المتسرعة والمتشنجة.
من جانب آخر اعتبر الدبلوماسي الايراني السابق حميد رضا آصفي، النظام السعودي بانه عرّاب التنظيم الارهابي داعش، مؤكدا بان الرياض هي التي تتضرر من قطع العلاقات بين البلدين وليس طهران.
وقال المتحدث الاسبق باسم وزارة الخارجية والسفير السابق في ابوظبي في تصريح للتلفزيون الايراني مساء الاثنين، ان السعوديين وفي ضوء الاجواء التي حصلت لهم سعوا للهرب منها وقد جاء الهجوم على سفارتهم (في طهران) كذريعة جيدة لهم.
واضاف، علينا القبول بان عددا ضئيلا قد ارتكبوا خطأ كبيرا شكّل عن قصد او من دون قصد ذريعة للسعودية للايحاء بالتظلم ولتقول ان ايران غير آمنة وان سفارتها لا تحظى بالامن، وقد كانت لنا في حادث السفارة البريطانية تجربة ادانها مسؤولو البلاد كلهم.
واضاف آصفي، ان الاموال السعودية قد اثرت هنا اذ جعلوا البحرين وجيبوتي والسودان مواكبة لهم، هذه الدول مهمة لنا من حيث الرمزية كدول وليس من حيث الوزن.
واعتبر السفير الايراني السابق في الامارات ذريعة السعودية لقطع العلاقات بانها واهية ولا اساس لها واضاف، لقد تعرض الكثير من السفارات الايرانية في الخارج ومنها في لندن وبون بالمانيا وهولندا لهجمات. اذ ان قطع العلاقات بحاجة الى ادلة جادة لم تتوفر لدى السعوديين.
واكد بان لا سبب يدعونا للتوتر والاضطراب تجاه التطورات الحاصلة وان السعوديين سيعودون هم انفسهم واضاف، ان السعوديين قاموا بهذا التصرف لالقاء المسؤولية (على ايران) والهرب الى الامام.
واكد آصفي ان جانبا كبيرا من هذه الاحداث يعود لمحاباة الغربيين للنظام السعودي، معتبرا ان مثل هذه الامور تقع حينما تتراس دولة منتهكة لحقوق الانسان لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة.
واعتبر هذا المحلل السياسي للقضايا الدولية ان النظام السعودي هو عرّاب داعش وهنالك ضغوط عليهم ولهذا السبب يسعون للخلاص من هذه الورطة.
واكد ضرورة ان تستفيد الجمهورية الاسلامية الايرانية من طاقاتها الدبلوماسية للحديث مع الدول الاخرى ومع الدول الاوروبية لازاحة السعودية عن رئاسة لجنة حقوق الانسان.
ولفت الى ان الكيان الصهيوني يسعى لتتنازع الدول الاسلامية فيما بينها ليستفيد من هذه التوترات والفرقة والخلافات ويعيش في امن واستقرار.
واكد بانه على المسؤولين في البلاد الحفاظ على الوقار وتبيان المواقف بحزم وان نوضح للعالم الاسلامي والدول العربية ان ما تقوم به السعودية يخدم مصالح الكيان الصهيوني.
واشار الى عدة قضايا ارتكبتها السعودية تجاه ايران وهي الاعتداء على شابين يافعين في مطار جدة وكارثة منى واعدام الشيخ النمر، واضاف، انه علينا اماطة اللثام عن الوجه القبيح لهؤلاء الحكام وان نستفيد من وسائل الاعلام حيث يسعون هم في وسائل اعلامهم لاطلاق حملة ضد ايران.
واكد آصفي بان السعوديين لا يمكنهم بمحاولاتهم الهروب من مسؤولية الرد تجاه الملفات الثقيلة الموجودة على عاتقهم.
من جانبه أكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، آية الله الشيخ محسن اراكي، ان حكام السعودية دمية بيد اميركا لبث الفرقة في العالم الاسلامي، وهم يعمدون على تقويض الوحدة الاسلامية، داعيا لفضحه “ال سعود” امام العالم.
ولفت الشيخ اراكي الى انه بعث برسالة الى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، داعيا اياه الى المضي قدما في مسيرة التقريب بين المذاهب والحد من الفرقة بين المسلمين من خلال الغاء حكم الاعدام الصادر بحق الشيخ النمر، لانه بريء من التهم الموجهة اليه، مشيرا الى انه حذر الملك سلمان من تبعات اعدامه وتفاقم الخلافات في العالم الاسلامي اذا ما اقدمت الرياض على ذلك.
وتابع ان السعودية تنفق مليارات الدولارات على اعلامها لتشويه سمعة الاسلام وهم يمولون الفضائيات المتطرفة لتامين الدعم الاعلامي للجماعات الارهابية في سوريا والعراق وافغانستان وحتى باكستان والهند، بالاضافة الى تاسيس مدارس دينية لتربية عناصر القاعدة وداعش.
وفي السياق نفسه، وجه امين عام مجمع التقريب نقدا الى شيخ الازهر على مواقفه التي تصب في دعم ممارسات الحكم في السعودية، مشددا على اهمية الدور الذي يمكن للازهر ان يقدمه في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية، منوها الى ان كبار الازهر القدامى امثال محمد محمد المدني والشيخ محمود شلتوت وابو زهرة كانوا من رواد التقريب.
وأضاف الشيخ اراكي ان الازهر بامكانه ان يكون مستقلا وليس تابعا لسياسات السعودية وان يسعى لحل قضايا الامة لا ان يعقدها، مشيرا الى انه يهيب بعلماء ومشيخة الازهر وحتى السياسيين في مصر ويكن لهم كل المحبة والوفاء والتقدير على ان يكونوا بمستوى المسؤولية.
Prev Post