لحظة يا زمن.. تنويم.. في لوحات الكترونية
في ذلك المزيج من الألوان المبهرة والصورة المتحركة على شاشات لوحات الإعلانات الالكترونية التي زرعت فوق أعمدة صلبة في منحنيات وتقاطعات شوارع المدن.. والبعض الآخر علقت أو ثُبتت على جدران العمارات وسقوفها حيث تجذب العيون للعابرين سيارات ومشاة في الشوارع الرئيسية والميادين والساحات.. تلك اللوحات بالأضواء بالنيون.. تنقلك وأنت تتابع بالبصر إلى عوالم النوكيا، الموتورولا وأحدث ما انتجته تكنولوجيا العولمة من وسائل الاتصالات.. السيار الموبايل.. الخليوي منتجات الشركات العابرة والمقيمة بلا جنسيات عبر القارات.
ليس ذلك وحسب.. إعلانات لماركات تجارية بضائع.. سيارات.. أغذية ألبان كل منتجات العالم.
تصبح العين للإنسان بعدها مستسلمة لا حول لها ولا قوة.
أسيرة لثقافة الإعلان الذي غزا شوارع المدن.. ودخل المنازل عبر الشاشات والفضائيات والهوائيات من كل الأشكال والأحجام.. حينها والآن تبدأ هذه المدن في العالم المائه والفقر والجوع مع شعوبها تتغذى بثقافة الإعلان.. وبالتدريج وعلى حبة حبة تصبح شعوب هذه البلدان مغلوبة على أمرها تتآكل ثقافتها الوطنية وتضيع الهويات القومية.. ويصبح الحال مجرد أسواق لتصريف المنتجات لمن يصنعون السلعة ويفرضون إعلاناتها بأحدث المؤثرات الضوئية واللونية.
وتتحول شوارع المدن مزروعة بلافتات الكترونية لعلامات تجارية.
وعلى حبة حبة تصبح ملايين منومة ومسحورة بالأضواء والألوان المثير.. تصير بعدها والحال شاهد غير قادرة على إنتاج غذائها وكسائها مجرد كم من الملايين البشرية تستهلك ومن لا يقدر تكفيه الفرجة والفرجة ببلاش وبعدها با “البيس”.
تصاحبها مصمصات الشفاه وجفاف اللعاب في الحلوق.