ن …والقلم.. أمين الأمين ؟؟
هل رأيتم في نطاق هذه البلاد التي نحبها ونتمناها دولة عادلة حلمنا بها , هل سمعتم , أو حتى حلمتم بمسؤول من مسؤولي الصف الأول من رئيس مجلس إدارة ومطلع , وفي إحدى مؤسسات (( الزلط )) وفي لحظة ما قال : خلاص أنا تعبت , وسأترك مكاني لغيري !! , هل سمعتم ؟ لا , هل تتوقعون ؟ لا …هل تحلمون ؟؟ لا .., الذي نعرفه ونعلمه وخبرناه أن الكراسي الرسمية في هذه البلاد كانت في آخر لحظة قد قررت أن تعلن حزبها الخاص بها والذي يقوم برنامجه على المطالبة بالتغيير , أي أن كل الكراسي التي يجلس عليها من التصقوا بها سنين طوال تطالب بتغيير من يجلس وقد تعبت منهم !!! , لكن الوقت الديمقراطي لم يُسعف الكراسي , وفقدت الأمل . يتخيًل البعض هنا دوما أن الأمل قد غادر البلاد في سفرة طويلة لن يعود منها , أي أنه قرر الاغتراب أو الهجرة أيهما اقرب إلى الحاجة المرتبطة بالظرف الراهن أو الذي لا لون له وقد يأتي أو لا يأتي , لكنني متأكد أن الأمل كان هنا ذات يوم , وحين كان ما يزال عند أطراف المدن كان ثمة رجال بمستواه موجودين , هم من حلموا ذات لحظة بالأفضل للبلاد والعباد . أمين الشيباني كان أمينا مع نفسه , وهو أحد من قدموا يحملون بين أضلعهم حلم ببلد آخر , بيمن آخر , بمستقبل آخر , كان ضمن كتيبة بغداد , من الذين كنا نراهم في شارع علي عبد المغني وكأنهم هبطوا من الفضاء , كنا نحسد الخريجين القادمين إلى بلد كان يحتاجهم , كان طه عُبيد رحمه الله يطبق حكمة الشًيَابِنه (( الطباخ يعرف وجه المتغدي )) , كان طه مدير مطعم فندق الأنوار لصاحبه مرشد , ما أن يدخل الزبون فيمسحه من أخمص قدميه حتى رأسه , يتغدى , يقوم , يجد طه وقد فتح له مقدما صفحه : اكتب هنا على نفسك مبلغ كذا !!! , كان يعرف أن هذا خريج قادم أما من مصر من بغداد من موسكو من الكويت من دمشق الفيحاء , كان هو يفخر بهم , يفتح له صفحه دين إلى أن يأتي المرتب آخر الشهر , فتجد الحيدري وصلاح عزيز والمساح ووووو أول من يأتي للحساب و (( شكرا يا عم طه )) , كان علي عبد المغني يومها عالم رائع قائم بحاله حلما بالآتي الذي سُرق للأسف الشديد !!! . أمين إسماعيل الشيباني تقلب في مواقع عمل مختلفه , حتى انتهى رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الاسمنت , من كان لعاب كثيرين جدا يسيل على نهر العددي الذي يتدفق من المصانع والمعارض وبلا حدود , تولاها بكل المقدرة , حتى وصل إلى القرار الذي اتخذه عن قناعة , قالها : (( ما عاد اشتيش , يكفيني )) , يكفيني وسأترك لغيري , خرج أمين الشيباني من مؤسسة الاسمنت بقناعة شخصية كما دخلها , والآن في بيته محترما قديرا و((…..)) شكرا أمين .