التقويم اليمني
ضرار الطيب
بدأ العام الجديد ، وإذا كانت أحداث العام الفائت ستدون في التقويمات تحت بند “في مثل هذا اليوم” فيجب أن يكون لنا تقويمنا الخاص لأنه سيكون الأكثر ازدحاماً بالأحداث .
سندون في تقويمنا كل ما ارتكبته السعودية وحلفها العدواني في اليمن ، وسندون أيضاً كل صفعة تلقتها قواتهم وحشود مرتزقتهم ، وسنحول أوراق التقويم إلى أصابع اتهام أبدية ، ومحاضر إدانة تقدم إلى محكمة الأجيال ، كما هي شواهد انتصارات وملاحم صمود لا تنسى .
سنكتب تحت كل رقم في التقويم : في مثل هذا اليوم قتل آل سعود أبناءنا ، وفي مثل هذا اليوم دمروا منازلنا ، وفي مثل هذا اليوم قصفوا أعراسنا ، وحاصرونا وحشدوا العالم كله ضدنا .. وأيضاً في مثل هذا اليوم تفحمت جثثهم بنيراننا وعادوا من حيث أتوا ولكن بلا ملامح .
ليسوا سوى لقطاء على التأريخ يحتفلون برأس كل سنة فقط ليتذكروا بأن لديهم نفطاً غزيرا ، فهم لا علاقة لهم بالتأريخ ولا بالمناسبات ، ولا تعني لهم السنة أكثر من جدول زمني تزداد فيه النقود بلا جهد .
ليحتفلوا إذن وليطلقوا مفرقعاتهم في الهواء ولكن ليتذكروا أيضاً أن كل سنة سيحتفلون ببدايتها لن تكون في أحسن الأحوال الا أجراساً مزعجة تذكّر الجميع بجرائمهم وهزائمهم في اليمن .
نحن منذ الآن سنكتب التأريخ الذي يحتفلون بمروره كل سنة ، ولن يستطيع نفطهم تغيير ذلك ، ولو على الأقل بالنسبة لنا ولأجيالنا التي لن تنسى كل هذا الدمار .. لن ننسى إلى أن ننتقم كما يجب.