2015م :الأكثر جدلاً في التاريخ التركي المعاصر

تركيا على صفيح ساخن … يبدو أن تلك الكلمات هي الأكثر تعبيرا عن الوضع الذي تشهده تركيا عام 2015م، والتوترات المتصاعدة بين حزب العمال الكردستانى والنظام التركى، وخيبة الأمل التى ألحقت بحزب العدالة والتنمية بعد فشله فى الحصول على النسبة التى تمكنه من تشكيل الحكومة فى الانتخابات فى شهر يونيه الماضي مما استوجب إعادة الانتخابات فى نوفمبر الماضى ونجح حزب العدالة والتنمية فى تحقيق المطلوب وشكل الحكومة.
ومما لا شك فيه أن الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية سيؤهل تركيا لتصبح من اللاعبين الأقوياء فى العديد من الملفات الإقليمية كملف الأكراد والملف السورى وملف فلسطين.
أردوغان فى موقف حرج بسبب خسارة حزب العدالة والتنمية فى الجولة الأولى
جاءت نتائج انتخابات مجلس النواب التركية فى جولتها الأولى لتؤكد تراجع حزب العدالة والتنمية وتلقيه ضربة قوية، مما جعل الرئيس التركى رجب طيب اردوغان فى موقف حرج نظراً لعدم قدرتة على احداث تغيرات فى الدستور لمنح رئيس الجمهورية صلاحيات أكبر لصالحه .
وعلى الجانب الأخر أعتبر الأكراد هذة الإنتخابات إنتصار كبيراً متوقعين بهذا أنة تم كبح جماح اردوغان وكسر شوكته وحضوه السياسي على الساحة الاقليمية .
وقد فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بـ41%من الأصوات ما يعني حصوله على 259 مقعدا في البرلمان، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد على 25%من الأصوات وهو ماضمن له 131 مقعدا، وفشلت كل المحاولات لتشكيل حكومة إئتلافية مما استوجب الدعوة لانتخابات مبكرة.
فوز حزب العدالة والتمنية بالأغلبية فى الإعادة
وفى الانتخابات المبكرة التى جرت فى نوفمبر، فاز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية الساحقة وخالف كل التوقعات، وأظهرت النتائج زيادة هائلة فى الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية مقارنة بالانتخابات السابقة.
وهذ الفوز الساحق أعطى الرئيس التركى دفعة قوية لتحقيق كل طموحاته فيما يخص تعديل الدستور وكذلك فى الملفات الإقليمية والدولية.
الحلم الكردى
واعتبر البعض أن فوز أردوغان سيقتل الحلم الكردى الذى  يهدف لإنشاء إقليم كردى يعد بمثابة دولة موحدة للأكراد فى المنطقة الشمالية  الشرقية بسوريا المحاذية لتركيا .
وتخضع منطقتى شمال سوريا “عفرين وقراها” والشمالية الشرقية”منطقة الجزيرة” تحت اشراف الهيئة الكردية بعد “المجلس الوطني الكردي، ومجلس شعب كردستان، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا التابع لحزب العمال الكردستاني”بعد انسحاب الجيش السورى النظامى عام 2012م.
ويعتبرالاقليم الكردي بيئة حيوية لاستقطاب مقاتلى حزب العمال الكردستاني الذى تعتبره تركيا ارهابي، مما يتير الذعر والخوف لدى حزب العدالة والتنمية .
وبالنسبة للصراع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني تصاعدت الأزمة  نتيجة نوايا تركيا بناء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية.
تركيا والقضية السورية
لا أمل فى تراجع الموقف التركي تجاه القضية السورية ولا يزال الصراع بين اردوغان والأسد مستمراً .
وتستمر نبرة أردوغان الحادة التى تقف بجانب الشعب السورى ضد نظام يهدف الوصول إلى السلطة مقابل التضحية بشعبة ، ويتضح هذا من خلال تصريحات أردوغان التى توضح أن مشلكة تركيا ليست مع الداخل السورى لكن مع نظام الاسد مطالباً برحيل الاسد ليتمكن المجتمع الدولى من القضاء على التنظيمات الارهابية الناشطة فى سوريا .
تركيا والقضية الفلسطينية
يعتير أردوغان الداعم الرئيسى للقضية الفلسطينية ، حيث ينظر للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية تركية مندداً بالمذابح الاسرائيلية فى قطاع غزة .
ويعتبر الموقف التركي من القضية الفلسطينية رد فعل طبيعى لما يربط البلدين من مصالح سياسية واقتصادية، حيث تمثل فلسطين العمق الاسلامى من خلال وجود المسجد الاقصي، وتكتسح البضائع التركية الاسواق الفلسطنية.
ومن خلال دعمها للقضية الفلسطنية ، تنظر تركيا لهذا الملف باعتباره الورقة الرابحة لدعم دورها الأقليمى فى المنطقة .
تركيا و داعش
هناك حديث دائم عن علاقة قوية بين تركيا وتنظيم داعش الارهابي، وتأكيداً على ذلك  ما يتردد عن شراء تركيا النفط من داعش وأنها تبيع النفط السورى والعراقي فى السوق السوداء بسعر اقل من سعرة الرسمى .
الجدير بالذكر أن تركيا تعتبر نقطة تجنيد للمهاجرين من عناصر التنظيم فى كل بقاع العالم .
وعلى الرغم من ذلك تأمل تركيا فى تغير هذا الفكر وقامت بارسال مقاتلاتها للمشاركة مع التحالف الدولي الجوية لشن ضربات ضد تنظيم داعش.
الطائرة الروسية
ولم ينتهى عام 2015م، إلا وشهدت حادثا أثار ضجة فى العالم كله، حيث أسقطت المقاتلات التركية، طائرة مقاتلة روسية على الحدود السورية، وتصاعدت ردود الفعل والاتهامات المتبادلة والتثعيد بين أنقرة وموسكو إلى حد التلويح بالحرب.
وفرضت روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا ، مما جعل انقرة تلجأ  إلى احياء علاقات مجمدة مع اسرائيل، بحثا عن الغاز التى تعتمد على استيراده من روسيا
العلاقات مع اسرائيل
قبل أن ينتهى العام بأيام ترددت أنباء عن اجتماعات روسية اسرائيلية على أعلى مستوى، لبحث بعض ملفات التعاون وإزالة الخلافات التى تفجرت منذ حادث السفينة مرمرة فى غزة .
ويبدو أن تشديد الخناق من جانب روسيا على انقرة ، كان سببا مباشرا فى أن تلقى أنقرة نفسها فى أحضان إسرائيل .

قد يعجبك ايضا