لقاء/ خليل المعلمي
أكد أمين عام جائزة رئاسة الجمهورية للشباب أن الأمانة العامة للجائزة قد أخذت على عاتقها رعاية الفائزين في مرحلة ما بعد الفوز، وبذلك تكون قد تجاوزت مهمتنا الرئيسية في البحث عن الموهوب أو المبدع وتكريمه والوقوف عند ذلك الحد، بل تجاوزت إلى رعايته وتبني مواهبه.
وأشار خلال لقاء أجريناه معه إلى أن مجلس أمناء الجائزة قد أقر حزمة من الخطوات والإجراءات الهادفة لرعاية الشباب في كافة المجالات منها رفع قيمة الجائزة وتقديم مقترحات حول توظيف المبدعين كل في مجاله، وتخصيص منح دراسية لمن يرغب بمواصلة دراسته العليا في مجاله، منوها إلى أن رعاية الشباب الموهوبين والمبدعين هي مسؤولية تكاملية لكل الجهات كل من خلال موقعه وعمله.
كما تطرق إلى عدد من الأعمال التي نفذتها الأمانة العامة خلال الفترة الماضية وتتمثل في طباعة أعمال الشباب الجديدة بإصدارات راقية، وتسجيل المصحف الشريف لفائزين بالجائزة في مجال القرآن الكريم، وإنتاج أكثر من أربعة أعمال مسرحية وعدد من الأعمال الغنائية الوطنية، وإقامة عدد من المعارض الفنية والملتقيات الثقافية، فإلى تفاصيل اللقاء:
– ما تقييمكم لأداء الأمانة العامة لجائزة رئاسة الجمهورية خلال السنوات السابقة منذ إنشائها؟
● بداية نترحم على شهدائنا الأبطال في الجيش الذين يذودون ويقدمون أرواحهم دفاعاً عن هذا الوطن الغالي، نحن في الأمانة العامة ننتظر التقييم من الآخرين، ولكننا نشعر بكامل الرضا أن الأمانة العامة بطاقمها المتواضع استطعنا أن نؤدي واجبنا الوطني تجاه المبدعين من الشباب، وفقاً لما أنشئت من أجله الجائزة في شتى المجالات، بروح الفريق الواحد وفي مختلف الظروف والمناسبات، وبانسجام كامل بين مكونات الجائزة الذي يتكون من مجلس أمناء الجائزة، وهو الجهاز الأعلى المسؤول عن تسيير ورسم سياسة الجائزة ونشاطها، والأمانة العامة للجائزة وهي الجهاز التنفيذي لكل أنشطة الجائزة وفعاليتها وخططها وبرامجها على مدار العام وتمثل الأمانة العامة نقطة التواصل والتنسيق بين لجان التحكيم ومجلس الأمناء واللجان الفرعية في المحافظات والشباب المتقدمين في كل المجالات.
ومن خلال هذه اللمحة البسيطة عن التعريف بأبجدية عمل الأمانة، استطعنا خلال الفترة السابقة أن ننفذ الدورات الخاصة بالجائزة في وقتها، تجاوزنا الترحيل من عام إلى آخر حتى وصلنا إلى الدورة السادسة عشرة لعام 2014م، واستطعنا خلال هذه المرحلة من منح الشباب الفائزين امتيازات أفضل مما كانت عليه، وتم رفع قيمة الجائزة النقدية إلى الضعف في كافة المجالات، كما قدمنا مشروع قرار لمجلس الوزراء بتخصيص درجات وضيفيه للفائزين كل بحسب تخصصه، إلا أن المعنيين في الخدمة المدنية نفذوا القرار بطريقة غير صحيحة، فبدلاً من أن يتم رصد الدرجات بحسب مجالات الفوز والتخصص مثلا الفائز في مجال العلوم سواء كان حاسوباً أو كهرباء أو زراعة…. إلخ، على تلك الجهات، والقرآن وعلومه على الأوقاف والآداب والفنون على الثقافة، لكنهم حملوا وزارة الشباب والرياضة تلك الدرجات رغم تنبيهنا لذلك الخطأ، وتضمن القرار تخصيص منح دراسية لمن يرغب بمواصلة دراسته العليا في مجاله، كما ألزم الثقافة والشباب وكافة الجهات بتخصيص مقاعد خاصة بالمشاركات الخارجية في أي فعاليات ثقافية للفائزين بالجائزة خصوصاً أنهم يمثلون النخبة في المجالات الأدبية والفنية وغيرها.
كذلك عملنا على تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات المختلفة كرست جميعها لتقديم الشباب إلى كل الجهات المعنية بما لديهم من إمكانات وقدرات في مجالاتهم.
– هل من الممكن إعطائنا فكرة حول مجالات الجائزة؟ وأين يكمن الجانب العلمي في هذه المجالات؟
● قرار إنشاء الجائزة تضمن ثلاثة مجالات رئيسية المجال الأول: حفظ وتلاوة القرآن الكريم، المجال الثاني: مجال العلوم بفرعيها العلوم التطبيقية بمختلف فروعها، والعلوم الطبيعية بمختلف فروعها، والمجال الثالث: في مجال الآداب والفنون بفروعها الستة (الشعر، القصة، النص المسرحي، الفنون التشكيلية، الغناء والموسيقى)، ويأتي الاهتمام بالجانب العلمي في مجالي العلوم التطبيقية والطبيعية وهي حاضرة بنسب متفاوتة، ليس بذلك الحضور الكبير والزخم المتفرد في مجال الآداب والفنون، وخصوصا الشعر والقصة الأكثر حضوراً بعد مجال حفظ وتلاوة القرآن الكريم الذي لم تحجب الجائزة عنه في أي دورة من دوراتها، بل هناك منافسة شديدة في هذا المجال، ومن مختلف المحافظات.
– هل هناك كثافة في عدد المبدعين المتقدمين للجائزة؟
● بصفة عامة هناك كثافة في المتقدمين في كافة المجالات لنيل الجائزة، وهم بدون استثناء مبدعون وموهوبون ويمتلكون مهارات وقدرات إبداعية تصل في بعض اللجان إلى مرحلة العجز عن المفاضلة في الفوز، نظراً لقرب نقاط المفاضلة وجودة العمل، فالجائزة محكومة بمعايير علمية دقيقه في منح الجائزة بأن تكون منفردة أو مناصفة.
وتجد لجنة التحكيم نفسها في حرج أمام تلك المواهب، وفي ختام تقريرها توصي بمنح عدد من المبدعين جوائز تشجيعية، ويتم اختيار اللجان بدقة وعناية فائقة من قبل مجلس الأمناء وتتكون من شخصيات ذات كفاءات عالية من مختلف الجامعات اليمنية وفي مقدمتهم الدكتور عبدالعزيز المقالح والدكتور عبدالله البار وآخرون.
– للجائزة دور في إبراز المبدعين في شتى المجالات، ما الدور الهام الذي تقوم به الأمانة العامة للجائزة من أجل رعاية هؤلاء المبدعين والاهتمام بهم مستقبلاً؟
● منذ أكثر من ثلاث سنوات أخذت الأمانة العامة للجائزة على عاتقها رعاية الفائزين فيما بعد الفوز، وبذلك تجاوزنا مهمتنا الرئيسية ولم نقف عندها وهي البحث عن الموهوب أو المبدع وتكريمه، فقد أقر مجلس الأمناء حزمة من الخطوات والإجراءات الهادفة لرعاية الشباب في كافة المجالات تتمثل في طباعة أعمال الشباب الجديدة بإصدارات راقية لعدد ألف نسخة من كل إصدار يسلم للشاب الكمية كاملة ونحتفظ بجزء منها لغرض الأرشفة أو لمشاركتها في أي معارض بهذا الخصوص هذا فقط فيما يخص الشعر والقصة.
وبقية المجالات مثلا القرآن الكريم سجلنا لثلاثة من الفائزين مصحفاً كاملاً ووزعنا عدداً من السيديهات إلى كافة القنوات والإذاعات المحلية بقراءة الشباب تحت إشراف لجنة برئاسة الشيخ الحافظ يحيى الحليلي وعضوية الشيخ محمد جمعان والحافظ صادق محمد علي كتب الله أجرهم على ذلك الجهد والمراجعة والتدقيق، وأخذ منا ومنهم أكثر من شهرين في العمل حتى تم إخراجه بالشكل السليم.
إضافة إلى أننا أنتجنا أكثر من أربعة أعمال مسرحية آخرها “مبدعون ولكن” للشاب أبوبكر الهاشمي من محافظة عدن، تم إنتاج وتسجيل العمل وبثه وتوزيعه على مختلف القنوات مجاناً، وهو عمل رائع وراقي بامتياز يعالج قضايا اجتماعيه كثيرة وفي مقدمتها الإرهاب، شارك في أدائه أكثر من 15 شخصية، كما نفذنا معارض كثيرة لأعمال الفائزين في الفنون التشكيلية.
كذلك أنتجنا أعمالاً غنائية وطنية لعدد كبير من الفائزين في مجال الغناء وزعناها مجاناً في القنوات الفضائية والإذاعات رغم أنها كلفتنا مبالغ كبيرة في إنتاجها وتصويرها “فيديو كليب”.
كما تم تنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية والإبداعية “صباحيات شعرية وقصصية وحفل لإصدارات جديدة، وورش فنية مختلفة ومرسم حر” ونفذنا أربعة ملتقيات شبابية للمبدعين في محافظتي عدن وصنعاء لأكثر من ثمانمائة شاب وشابة في مختلف المجالات بدء من حفظ وتلاوة القران الكريم وانتهاء بالمجالات الأدبية والفنية والعلمية جسدنا خلال هذه الفعالية وحدة الشباب فيما بينهم حيث تشكلت عدد من الحواضن الثقافية والإبداعية من الشباب أنفسهم، التقى فيها المبدعون من جميع المحافظات من المهرة مع صعدة وشبوة مع ريمه وعدن مع مارب، جسدوا تلك الوحدة الرائعة من خلال أعمالهم.
– هل لديكم تنسيق مع جهات أخرى في دعم المبدعين سواء الفائزين أو من لم يحالفهم الحظ؟
● رعاية الشباب الموهوبين والمبدعين هي مسؤولية تكاملية لكل الجهات، كل من خلال موقعه وعمله، وأجدها فرصة من خلالكم أن ندعو المؤسسات والجهات ذات العلاقة بتحمل مسؤولياتها تجاه الشباب والأخذ بأيديهم وتمكينهم من تفجير طاقتهم في مجالاتهم خصوصاً وأن 70 % من عدد السكان في وطننا من فئة النشء والشباب إلا أن هذه الفئة للأسف الشديد مغيبة في أغلب الجهات مع أن تلك الجهات هي معنية بتقديم كافة التسهيلات والإمكانات لأبنائنا الشباب، وهذا ليس منية أو هبة بل إن بعض الجهات تم أنشاؤها من أجل ذلك الغرض.
– كم بلغ عدد الأعمال الصادرة عن الأمانة العامة؟
● بلغ عدد الإصدارات التي اصدرتها الأمانة العامة ما يقارب 183 عنواناً في مجال العلوم والآداب والفنون وإصدارات خاصة بالتوثيق لكل الفعاليات والأنشطة السنوية.
– ما هي طموحاتكم في تطوير أداء الجائزة مستقبلاً؟ وما المعوقات التي واجهتكم خلال العام المنصرم؟
● طموحاتنا أن نحافظ على ما تم انجازه والاستمرار بدعم ورعاية الشباب بالوتيرة نفسها، ونأمل من الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتهم صندوق رعاية النشء والشباب الاهتمام الجاد والاستمرار في برامج الرعاية التي تنفذها الأمانة العامة للجائزة لعدد كبير من شريحة الشباب المبدعين، حتى نتجاوز ما حصل العام المنصرم، وتسبب في حرمان الشباب من عدم تنفيذ أنشطة الجائزة لعدم صرف موازنتها المعدة لذلك الغرض الذي أنشئ الصندوق من أجلها وهو رعاية الشباب، ولا أريد القول بأننا نكاد المؤسسة الوحيد التي تعمل وفقا لما أنشئت من أجله وهو رعاية ودعم وتشجيع الشباب في مختلف المجالات على أمل أن يتفهم الأخوة من المعنيين في الصندوق بالدور الايجابي الذي تقوم به الأمانة العامة نحو شريحة واسعة من المبدعين والمتميزين الشباب من الجنسين ومن جميع محافظات الوطن.