الإعاقة السمعية تستجدي الوعي المجتمعي للحد من تفاقمها

قضايا وناس – معاذ القرشي
طالت آثار العدوان ووحشيته كل شيء وزادت من الآلام والجراح.. وتسببت بتفاقم الأوضاع وارتفاع معدلات الإصابات والأمراض بالحالات النفسية والجسدية، فكان أطفال اليمن الهدف الرئيسي للعدوان فبين أكثر من ألفي طفل شهيد وأربعة آلاف جريح هناك الآلاف ممن تعرضوا لإصابات وإعاقات جسدية دائمة منها الإعاقة السمعية نتيجة الصواريخ والأسلحة الفتاكة والمحرمة التي يستخدمها النظام السعودي في عدوانه على اليمن يقابله صمود أسطوري لأبناء اليمن في مواجهة التحديات والصعاب.. من أجل ذلك تعمل عدد من مراكز التدريب والتعليم على الحد من تفاقم الإعاقات السمعية للأطفال والحد من آثار وأضرار العدوان على الأطفال، من بينها المركز الوطني للتخاطب والتدريب النطقي الذي أنشأ في العام 2008م.
حيث أوضحت لـ”الثورة” المدير الفني للمركز إيمان هائل القدسي إلى أن المركز استقبل ما يقارب 510 من المعاقين سمعيا من الأطفال ذكورا وإناثا وهناك بعض من استقبلهم المركز وخضعوا للعلاج من الكبار عمر 20 سنة.
وأوضحت إلى انه ليس هناك إحصائيات لعدد المعاقين سمعيا في اليمن كما ان هناك قصوراً في وعي الأسرة, الآباء والأمهات, في كيفية التعامل مع الطفل الذي يعاني من مشاكل في السمع أو النطق حيث تحرم بعض الأسر الأطفال من الذهاب إلى المدرسة متعللين بصعوبة إدماج الطفل المعاق سمعيا أو لديه مشاكل في النطق مع الطلاب في المدرسة وقالت هذا الاعتقاد خاطئ ويحرم الطفل من الاندماج مع اقرانه ويؤدي إلى تفاقم حالته الصحية.
وأضافت: معاناة الكثير من الأطفال تحديدا من مشاكل السمع تعود إلى الكثير من الأسباب منها الوراثي أو إصابة الطفل بالحمى وعدم حصوله على العلاج سريعا أو من خلال الصدمات خصوصاً مع العدوان على اليمن واستهداف الاحياء السكنية ودوي الانفجارات العنيفة التي تفقد الأطفال حاسة السمع إضافة إلى الكثير من الاسباب التي ترتبط بالجانب الاجتماعي والمعيشي للأسرة وكيف تناقش مشاكلها الذي من المفروض ان تتم بعيدا من الأطفال.
من جهته أكد جميل مدير المركز الوطني للتخاطب والتدريب النطقي جميل الأسودي ان المركز استطاع تقديم الكثير من الخدمات للمعاقين سمعيا حيث وزع اكثر من 5500 سماعة ذات الجودة العالية بنسبة سماعتين لكل معاق سمعي استفاد منها 2700 معاق في مختلف المحافظات والمركز هو الوحيد الذي يهتم بمن يعانون بمشاكل في السمع حيث يمكن ان يستمر الطفل من سنة إلى 3 سنوات بتلقي العلاج في المركز ، مشيراً إلى أن المركز يعمل حاليا على إعداد قسم التربية الخاصة واستقبال الأطفال الذين تلقوا العلاج والتدريب على النطق في صفوف دراسية خاصة يتوفر فيها نفس البرامج.
وقال الاسودي ان الكثير من الحالات التي تعاني من أمراض السمع والنطق بعيدة من برامج العلاج بسبب قصور الوعي في إطار الأسرة اليمنية بكيفية التعامل مع المريض السمعي أو من يعانون من مشاكل في النطق وابقائهم في البيت يكبرون مع ما يعانوه من أمراض دون عرضهم على اخصائيين يستطيعون معهم تجاوز الإعاقة السمعية التي يعانون منها.
مضفيا ان هناك غياباً لمراكز مماثلة تواجه مشاكل الإعاقة السمعية في إطار كل مدينة وتعمل على تقديم يد العون للمعاقين سمعيا إلا مركز واحد هو المركز الوطني للتخاطب والتدريب النطقي فالتخصص في مواجهة الإعاقة ينعكس على تحقيق كثير من النجاح في البرامج بالتعاون ودعم صندوق المعاقين.
داعيا في ختام تصريحه بدعوة وسائل الإعلام للتركيز على قضايا الإعاقة وتحديدا قضايا الإعاقة السمعية وخلق رأي عام بضرورة ان تقوم الأسرة بدورها بمساعدة المعاق سمعيا من أفراد الأسرة على تجاوز الإعاقة من خلال التفاعل الايجابي وإدماجه في المجتمع في البيت في المدرسة في الشارع عبر التأهيل والعلاج الضروري .
وتشير التقارير الرسمية إلى أن الآلاف من المواطنين اغلبهم من الأطفال والنساء تعرضوا لإعاقات جسدية وحشية منها الإعاقة السمعية، إزاء انفجارات الصواريخ والأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان السعودي في عدوانه البربري على اليمن.

قد يعجبك ايضا