دمّر العدوان منزله وفقد أغلب جيرانه وقطع مئات الكيلو مترات بحثاً عن مأوى
“شويعان” مواطن يمني من مئات الآلاف الذين أجبرتهم آلة القتل السعودية على ترك منازلهم وقراهم ومدنهم بحثاً عن منجى وملجأ يقيهم صواريخ العدوان الذي استهدف كل شيء حيّ ودمر كل مقومات الحياة ولم يفرق بين منزل أو مسجد أو مدرسة أو منشأة.
شويعان ومعه 25 فرداً من أسرته أغلبهم أطفال ونساء عزموا الأمر على مغادرة الركام المتبقي من منزله الوحيد في مديرية حرض, والذي دمره طيران العدوان السعودي ولم يبق منه شيئاً.
رحلة طويلة خطها شويعان وفي قلبه وأهله غصة على فراق أرضه ومسقط رأسه وجيرانه الذين أزهقت أرواحهم صواريخ العدوان, إلا أن الأمل لدى شويعان لا يزال يحتويه, ومشاعر الصمود والتحدي تتبدى عليه, حين يؤكد أن روحه وبيته وكل ما يملك فداء للوطن وعزته وكرامته.
تنقل شويعان هو وأسرته من مكان إلى آخر وقطع مئات الكيلو مترات حتى حطت به الأقدار في مدينة رداع محافظة البيضاء, ليكون ضيفاً عزيزاً على أهلها كما يعرف عنهم وعن أبناء اليمن ككل في الشهامة والأصالة والعون والسند, فوجد فيها المأوى له ولأسرته رغم أن المكان يفتقر لأبسط الخدمات التي تساعد على العيش وديمومة الحياة, إلا أن شويعان يراه جنة صمود ومنهج تحدٍ, ويقيهم أيضاً برد الشتاء ووحشية العدوان كما يقول شويعان.
شويعان وغيره من النازحين والمشردين الذين تعرضت منازلهم وقراهم ومدنهم لقصف هستيري, يطالبون الجهات المعنية النظر إلى حالهم المعيشي وتقديم العون لهم, مشيرين إلى غياب شبه كامل للمنظمات الإنسانية الإغاثية التي لم تزرهم, كما يقول شويعان, سوى مرة واحدة.