إطالة الحرب لصالح من ؟؟

 

أحمد الأكوع
من هو المستفيد من إطالة الحرب في اليمن .. هل هي السعودية أم هي أمريكا .. أم دول الخليج . أم المستفيد هي إسرائيل ؟؟ عندما نتأمل الحرب على سوريا نجد أن هناك لعبة تدور منذ أكثر من خمس سنوات بدأت اللعبة بانشقاق نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام عن النظام السوري في الوقت الذي لم يكن يصدق احد لا في سوريا ولا غيرها أن شخصية كبيرة مثل خدام قد يتخلى عن وطنه ووطنيته ويلوذ بالفرار هاربا من بلده تحت إغراءات الأجانب الذين يستقطبون لأنفسهم عملاء من داخل الدول العربية, ثم لم يكن أحد يصدق أيضا أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يفر هاربا بما غلي ثمنه وخف وزنه إلى المملكة السعودية تاركاً الشعب التونسي بين لهيب الفتنة الطائفية والفقر المدقع كما لم يكن أحد يصدق أن يحدث ما حدث للرئيس المصري محمد حسنى مبارك وما ناله من عقاب وذل رغم كبر سنه وتدهور صحته حيث أنه ظل رئيساً لمصر نحو ثلاثين عاماً وثار عليه الشعب وبدون أي مراعاة لكبر سنه ولا طول خدمته, ثم أيضا جرجرته من قبل تلك الثورة إلى المحاكم مما أوحى وكأن الشعب المصري لا قيم ولا أخلاقيات عنده وياليت وكان ذلك من قبل الشعب دون أن يوعزه احد من الخارج, لأن الفوضى الخلاقة التي بدأت في تونس تلتها مصر وليبيا وسوريا واليمن انتهت الآن بشن حرب بشعة ضد الشعب اليمني لأكثر من عشرة أشهر منذ 26 مارس من السنة الماضية لتحمي نظاماً اعتلى تلك الفوضى في عام 2011م وفر هارباً في عام 2015م ويراد لهم العودة في 2016م على جثث الأطفال والنساء من أبناء الشعب بتحالف عشرين دولة, بالإضافة إلى المملكة السعودية ضد اليمن, وشعب اليمن, ولا ينكر العدوان انضمام العدو الصهيوني والأمريكي لهذا التحالف سواء بالدعم اللوجستي أو الترسانة الكبيرة من الأسلحة الحديثة والمتطورة وأسلحة الدمار الشامل والقنابل العنقودية وأخطر ما أنتجته المصانع الأمريكية والبريطانية والفرنسية بمعدل 200 طائرة تحلق بشكل يومي على سماء اليمن وتضرب بالصواريخ المدن الآهله بالسكان لتدمر كل البنية التحتية والمنازل والمزارع والهناجر والعربات والمركبات بحيث دمرت كل مظاهر الإنسانية والحضارة حتى المقابر ومكبات النفايات لم تسلم من الدمار الذي خلفه العدوان الغاشم على اليمن وكل شئ موثق بالصور ويلاحظ ان السعودية تعادي اليمن منذ عهد قديم ولا أدله على وقوفها ضد الثورة اليمنية حيث يقول القاضي عبدالرحمن الارياني في مذكراته أن السعودية استطاعت أن تعمل اتفاقية مع الرئيس جمال عبدالناصر للضغط على اليمن وعلى الثوار وإعادة العجلة إلى الوراء. حيث قرر الثوار رفض ما جاء في الاتفاقية من البنود التي تهدد النظام الجمهوري الذي هو المكسب الوحيد الذي تحقق في اليمن حتى ذلك التاريخ من وراء تضحيات الشعب اليمني عبر كفاح أكثر من ربع قرن إذ اخبروا المشير عامر حينذاك انه لا يمكن بحال من الأحوال ان وضع النظام الجمهوري في المزاد. وإذا كانت الاتفاقية تعطي الدولتين حق فرض تنفيذ الاتفاقية فالشعب اليمني امامهم وعليه ان يختار لنفسه الاستسلام أو الدفاع عن النفس. ويقول الارياني: لما عرف موقف الثوار بتلك الشجاعة قال لقد تهللت اساريري الأمر الذي دلنا على ان الانفعال ليس مفتعلا وقد قال عامر وأنا أيضا سأقسم معكم وكنا قد أعددنا صيغة القسم ونصه كالتالي :
نقسم بالله العظيم أن ننسى خلافاتنا ونوحد كلمتنا وأن نسير صفا واحداً ونعمل بكل جهودنا للحفاظ على النظام الجمهوري وألا لا يرضى أي فرد منا بالضرر على الآخرين مهما كان الأمر وأن نحافظ على كرامة كل واحد من المكافحين وان ننسى أنفسنا وننسى المناصب في سبيل المصلحة والمحافظة على النظام الجمهوري ومكاسب الشعب ومن خان أو خدع فالله حسبه وينتقم الله منه . .
وقال القاضي الارياني : وقد أدى هذا القسم في قصر الحرية في القاهرة كل من المشير عبدالحكيم عامر والرئيس السلال ورئيس الوزراء الفريق حسن العمري والقاضي عبدالرحمن الارياني والأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ مصطفى يعقوب والأستاذ محسن العيني والعميد حسين الدفعي والقاضي عبدالكريم العنسي والسفير محمد المطاع والسفير العزي أحمد شكري وقد اتفقنا على مغادرة القاهرة إلى صنعاء في اليوم التالي ووعدنا المشير عامر بالتعاون في كل ما نحتاج إليه لبناء الجيش اليمني ..
وهكذا نرى ان الشعب اليمني لا يمكن له أن يفرط في قيمه وكرامته وأن هذه الحرب مهما طالت فسيقف قوياً قادراً على التحدي والصمود من أجل عزته وكرامته واستقلاله وإن كان هناك من متابعين عسكريين وسياسيين لمجريات الحرب منذ مارس 2015م إلى بداية يناير 2016م سيلاحظ ان القوة الصاروخية والقوة الهجومية لجيشنا ولجاننا الشعبية في ازدياد أفضل مما كانت عليه في بداية الحرب .. فكلما طالت مدة الحرب كلما استطاع جيشنا ولجاننا الشعبية من ابتكار وتطوير في قاذفات الصواريخ وتحسين مستوى الأداء الصاروخي لدينا .
الحطيئة ..؟
كان شاعرا مقتحما لا يقف امامه عائق حتى ان ابن الخطاب أجرى له مرتبا ليكف لسانه الفتاك عن الأعراض فشهرة الحطيئة جاءت من الخطورة التي تميز بها لمرتين الأولى حين شايع المرتدين والثانية حين هجا الزبرقان بن بدر ودخل السجن إلى جانب أنه كان جيد الاحكام وقالت ملكة ابنة الحطيئة ما أحكم شعر أبي لولا خبث لسانه وقد هجا أمه وراحلته ونفسه قال في نفسه :
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما
بسوء فلا أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله
وقد سجنه عمر أياما ثم استعطفه بقوله :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
زغب الحواصل لاماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة

فاغفر عليك سلام الله يا عمر

قد يعجبك ايضا