جنيف2..الحنكة اليمنية عرت السعودية وفضحت أدواتها
جنيف2 كان بمثابة إشهار عالمي تمثل في شهادة العالم بأن آل سعود هم من يعطلون الحلول والحلحلة في اليمن قبل وبعد العدوان بعيدا عن موقف الأطراف الداخلية والحساسية العالية واقعيا وشعبيا الرافضة لأي عودة لمن هربوا للرياض أو أي إشراك لهم أو شراكة فإننا نظل بحاجة لقراءة الأحداث من واقع المنطقة أو واقع العالم وإن تقاطعت بأي قدر مع حسابات أو حساسيات داخلية ربطا بإجرام وجرائم عدوان غير مبرر وغير مسبوق في التاريخ البشري أو الصراعات في هذا العالم.
وكان ما أدلى به المندوب الأممي في اليمن جمال بنعمر أمام مجلس الأمن بعد العدوان هو بمثابة شهادة تاريخية للشرعية الدولية حين أكد أن الأطراف اليمنية كانت قد وصلت إلى حل أو كادت أن تصل إلى حل في”موفنبيك” ولكن عدوان آل سعود عطل الحوار وعطل الحل معا”.
ولما كانت شرعية هادي جاءت من التوقف السياسي وما حدث كان تزكية شعبية لشرعية التوافق السياسي أساسا” وبعد ذهاب المندوب الأممي إليه ووفد من الحوار حيث صمم على الاستقالة ورفض بتصميم العدول عنها فالحل كان المجيء ببديل من ذات الشرعية التوافق السياسي وتم التوافق على”خالد بحاح” وذلك ما أشار إليه جمال بنعمر أمام مجلس الأمن.
بعد تسعة شهور من العدوان القبول الشعبي لبحاح كبديل لم يكن كما قبل العدوان بل يمكن الجزم أن الأغلبية الشعبية ترفض وبقوة، ومع ذلك فإن هذا العالم المتواطئ مع السعودية كأثقال الشرعية الدولية لم يجد حلا” يستطيع فرضه لصالح السعودية واصطفافها غير الحل الذي كان معروضا قبل العدوان ومحوريته “بحاح” كبديل والوفد الوطني ظل يبتعد عن التعاطي في هذه المحورية خوفا” من الحساسية الشعبية ورد الفعل الشعبي فيما اعتقد أنه لم يفاتح في ذلك فقط بل مورست ضغوط للقبول به.
هذا الحل الذي تبنته الإمارات وجد قبولا”وتفاعلا”ودفعا وضع الوفد الوطني في قدر من الإحراج في ظل الموقف الشعبي المعارض بل الرافض.
الوفد الوطني أحسن التصرف بعد الرفض المتطرف في العودة إلى حل “موفنبيك” ليتصرف على ضوء ما يحدث في حوار أو جلسات جنيف2.
اجزم أن أكثر ما كان يهتم به الوفد الوطني ويقلقه هو كيف سيتصرف وكيف سيتعامل مع طرح هذا الحل أو كحل من قبل وفد الرياض وماذا ستكون نتائج رفضه دوليا ومن نتائج القبول به شعبيا”
ذات العدوان الذي نسف هذا الحل وعطل الحوار في موفنبيك قبل العدوان أو بالعدوان هو الذي نسف هذا الحل وعطل الحوار في جنيف2.
العالم تجاوز “حدوتة” شرعية هادي والسعودية تعاملت مع الدفع لبحاح كبديل مجرد مؤامرة إماراتية عليها نجحت في الحصول على تأييد أثقال العالم بما في ذلك أمريكا ولأن السعودية”آل سعود” لا بدائل لديهم فهم أرسلوا وفد الرياض إلى سويسرا ليفاوض فقط على إطلاق خمسة سجناء والسماح بإدخال حاجيات حارتين أو أكثر في تعز.
عندما يمارس مثل هذا وبعد تسعة شهور من العدوان ففي ذلك استهتار بالعالم وعمد الفضح للشرعية الدولية بحيث لم تعد الشرعية الدولية قادرة على تبني هذا الموقف أو الدفاع عنه حتى لو ظلت في التواطؤ مع آل سعود وهي كذلك لا زالت.
هذا ما أعطى لرئيس المؤتمر الشعبي كسياسي محنك في توقيت والتقاط المواقف حقاً وقد بات القول بأن الحوار لم يعد إلا مع السعودية بشرط إيقاف العدوان أولا”، فالسعودية ومن حيث لا تعي تخدم فقط الوفد الوطني إلى سويسرا برفع حمل بحاح والذي كان يضايقها ويقلقها ويثقل كاهلها بل خدمت الموقف الوطني الذي سارع رئيس المؤتمر للتعبير عنه وهو خبير لا يضاهى في التعامل مع المحطات والتقاط المواقف وتثبيتها كحق وهكذا فالزعيم “عفاش”مارس من خلال هذا الالتقاط المحنك والحكم تصعيد الخيارات السياسية في موازاة التصعيد في الخيارات الإستراتيجية من طرف الشريك أو الحليف”أنصار الله” زعيم أنصار الله وقائد المسيرة القرآنية.
وهكذا بات الأمر الواقع وهو أن جنيف2 باتت المدخل لحوار يمني سعودي لإمكانية مخرج إن وافقت السعودية وأنهت العدوان أولا ليمارس أي نوع يتفق عليه من الحوار أو تصبح”جنيف” هي تحول إلى حرب يمنية سعودية مفتوحة وطويلة المدى ويصعب على الشرعية الدولية في ظل ذلك أن تظل في ذات التواطؤ مع آل سعود وما كان حدث كحل قبل العدوان عطل بالعدوان وشهادة المندوب الأممي الموثقة بمجلس الأمن ثم تعطيل جنيف2 وتعطيل ذات الحل من قبل آل سعود يجعل السعودية تتحمل كامل مسؤولية ما حدث وما سيحدث.
لا أعتقد أن وضع الملك “الزهايمر” وصبيه “المدمن” يسمح بقبول الحوار مع اليمن بل إن وقف العدوان كشرط يمني للحوار هو بمثابة هزيمة تدفع لانقلاب عليهما داخل الأسرة في ظل خلافات عاصفة غير مسبوقة داخل الأسرة.
لعلي من ذلك أرجح أن سلمان ونجله سيسيران في مغامرة استمرار العدوان وإن ظل من أمل أو آخر رهان فهو أن تساعد سلطنة عمان في مخرج يحافظ على ماء الوجه.
ومع ذلك فدور السلطنة هو أن تقرب لحوار أو تقارب في حوار وتلك تظل علاقتها بأي خروج أو مخرج فسلطنة عمان التي تجاهلها آل سعود في المداخل بل واستهدفوها إعلاميا وسياسيا منذ بدء العدوان تمارس واجباتها الأخوية تجاه الأخوة ومثلما هي لا علاقة لها بالمداخل ولا تتحمل مسؤولية فهي من الحنكة والحكمة بما يجعلها تتجنب مسؤولية مداخل أو مخارج.