صالح.. أسطورة الحكايات المتضادة
الأساطير لم تمت بعد، وفرسان الأساطير مايزالون يصنعون الحكايات ويقاسمونا الحياة والأيام ويصنعون الأحداث ويسكنون التفاصيل والعناوين والمدونات والروايات المتدفقة من شفاة الباحثين عن اليقين والشك والحقيقة والزيف والمعقول واللامعقول..
اليوم ورغم أننا نعيش زمن الفضاء المفتوح وثورة المعلومات ونمتلك الكثير والكثير من وسائل الحصول على المعرفة أو جزء منها، إلا أننا كمجتمع وشعب نأبى التعايش مع واقع الحياة الجديد بل ونحرص على استخدام وتوجيه وسائله وأقنيته لإشباع فضولنا السياسي وترجمة رغباتنا واحتياجاتنا الشديدة للعودة إلى زمن الشك المليء بالخرافة والأساطير المتباينة والحكايات المبنية على التخمين والاجتهاد وأحيانا الافتراء الموجه لخدمة الزيف وحجب الحقيقة..!
يكفي أن نتوقف لقراءة الروايات والأساطير المتداولة لنتعرف على أبرز فرسان أساطير الواقع اليمني وأبطال الزمن الجديد وصناع أحداثها وتفاصيلها..
لن نبحث طويلاً ولن نجد مشقة في التعرف على أبطال اليمن الذين تدور حولهم فوضى أساطير اليوم..
.. لن نبحث طويلاً لأننا سنجد الرئيس السابق صالح يسكن أسطورة الواقع اليمني ووحده مايزال فارساً وبطل الحرب والسلام والانتصار في شفاة الكثير المحب، وهو نفسه من أشعل فتيل الحرب والمدبر والمخطط لمعاركها وسيناريوهاتها وهو المتسبب والمتهم الأول إن لم يكن الوحيد في كل ماتحمله التفاصيل المتدفقة من شفاة القليل المبغض..
لكن وفي الوقت الذي يحرص الكثير المحب على معايشة الواقع ويضمنون قراءتهم للمشهد السياسي القليل من الإنصاف لـ”صالح“ المواطن والرئيس والإنسان سواءً من خلال استعراض ايجابياته التي لا يمكن إغفالها أو تجاهلها بل ويعتبرون ذلك حقاً عليهم وأقل مايمكن تقديمه كنوع من رد الجميل تجاه رجل أنهى مهمته كرئيس للبلاد وعاد ليمارس حقه الطبيعي كإنسان ويعيش مواطنا مثله مثل بقية المواطنين، أو من خلال الدفاع عن الرئيس صالح والنظر إليه كرمز وطني وسياسي محنك ورجل اليمن الأكثر دهاء وحكمة وخبرة ودراية بتفاصيل لعبة السياسة والحكم والحرب والسلام، وهي النظرة التي يأبى الطرف الآخر المبغض مشاركتهم فيها بل وينكر على “صالح“ أي نوع من الإنجاز السياسي أو الاقتصادي والوصول لدرجة الكفر ب”صالح“ حتى وإن كانوا يؤمنون في أعماقهم بإن الرجل لا يستحق منهم كل هذا العداء الذي وصل حد التزييف والافتراء وهي الحقيقة التي تجلت من خلال ما تتداوله حكاياتهم وأساطيرهم التي نسجوها حول “صالح“ وسعوا من خلالها لاستهداف تاريخه السياسي وتشويه سنوات حكمه وتصويرها وكأنها أسوأ ما عرفه وعاشه اليمنيون..
وإذا كان “صالح“ في نظر الكثير المحب هو الرجل المنقذ الذي أخرج اليمن من زمن الصراعات والانتكاسات السياسية والاقتصادية والثقافية إلى زمن الاستقرار والوحدة والحرية والديمقراطية واستقلالية القرار السياسي، فإن البعض المبغض لا يراه كذلك بل ولم يتوقفوا عند حدود دحض كل مايراه ويقوله الطرف الآخر -المحب-، ووصلوا حد الاجتهاد واختراع ما لا يتفق مع الواقع من حكايات تتجاوز حدود العقل والمنطق..
.. الرئيس صالح عند البعض المبغض بطل حكايات وأساطير الانهيار السياسي والاقتصادي والعسكري، ويكفي أن تتخلى عن المنطق قليلاً وتجلس مع أحد المبغضين وتناقش معه فترة حكم الرئيس صالح وتبدي تقبلك لما يؤمن به من قناعات وما يطرحه من رؤى واستنتاجات وزيف وافتراء وستكتشف أن الرئيس صالح الذي يسكن عقول وضمير المجبولين على عدم التفكير لا يشبه الرئيس صالح الذي تعرفه ويعرفه الكثير من اليمنيين..
الرئيس صالح في حكايات وأساطير المبغضين بطل من نوع آخر وشماعة يعلقون عليها كل أنواع الفشل السياسي والاقتصادي ولولاه لانطلقت اليمن وحققت إنجازات في مختلف المجالات..!!
..يكفي أن تتناقش مع أحدهم وتستمع لإطروحاته في جلسة مقيل وستكتشف قبل بلوغ الساعة السليمانية أن الرئيس صالح ليس السبب الرئيسي في كل ما عاشته وتعيشه اليمن اليوم من مشاكل، بل إنه هو المتسبب في انهيار الحضارة اليمنية القديمة وهو المتسبب في انهيار سد مارب وتباعد أسفار اليمنيين، وهو المتسبب في هزيمة ذي نواس ودخول الاحباش، وهو الذي استقدم الفرس وحاك المؤامرة ضد الملك سيف وهو المتسبب في إدخال اليمن عصر الدويلات والكيانات الصغيرة وهو المخطط والمنفذ لنهب “ماريا دولت“ وادخال الانجليز إلى عدن ومنحهم السبب لاحتلال نصف الوطن وهو من أدخل الأتراك وقسم اليمن إلى دولتين..!! وهو…. وهو…. وهو……!!
ولأن “صالح“ كذلك في نظر مبغضيه في الداخل والخارج فلا تستغربوا ولا تحاولوا إقناع من لا يؤمنون إلا بما يملى عليهم ويكفرون بصالح وبكم وبكل ما تؤمنون به..
هذه هي الحقيقة كما تراها أطراف الحب والكراهية فلا تستغربوا ولا تعجبوا إن وجدتم الرئيس السابق صالح البطل الحقيقي والبطل المفترى عليه في حكايات وأساطير زمن الحقيقة والزيف والمتناقضات..