“230”منزلا تاريخيا تضررت جراء التفجير الإرهابي في شبام والسحيل
الثورة – عبدالباسط النوعة
¶ نفتقر إلى الدعم لمعالجة الأضرار و”6″ منازل بحاجة إلى تدخل سريع ولا تحتمل التأخير
سجلت المنظمة العالمية للتراث (اليونسكو)ضمن قائمة التراث العالمي (445)موقعا ثقافيا منها 54 موقعا عربيا حصة بلادنا ثلاثة مواقع هي شبام حضرموت وصنعاء القديمة وزبيد قبل سنوات تم ادراج مدينة زبيد في قائمة الخطر المهددة بالشطب من القائمة العالمية نتيجة الإهمال وإزدياد المخالفات والبناء المشوهة لطابع هذه المدينة إلا أن الوضع الذي تمر به اليمن والعدوان الذي يمارس عليه من مارس الماضي جعل منظمة اليونسكو وفي اجتماعها 39 المنعقد في يوليو الماضي تم وضع صنعاء القديمة وشبام حضرموت في قائمة التراث المعرض للخطر إضافة طبعا إلى زبيد .
وكما يقول المعنيون أن هذا الإجراء طبيعي في ظل الصراعات والحروب حيث يتم توقع أن يلحق الضرر في المواقع والمعالم التراثية وهو بالفعل ما حدث في الكثير من المواقع التراثية اليمنية التي استهدفها العدوان بشكل مباشر حتى المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي لم تسلم من العدوان في صنعاء القديمة التي تم استهدافها مرتين بشكل مباشر ناهيك عن الاستهداف غير المباشر بالإضافة إلى مدينة زبيد. أما مدينة شبام حضرموت فلم تسلم من العدوان ولكن عبر أدواته من الجماعات الإرهابية والتي عملت أواخر نوفمبر الماضي على تفجير سيارة مفخخة في نقطة أمنية لا تبعد سوى ثلاثين متراً عن أسوار مدينة شبام حضرموت .
يبلغ عدد منازل مدينة شبام التاريخية حوالي (500) مبنى مضاف اليها المنشئات والدوائر الحكومية والمساجد التي يبلغ عددها سبعة مساجد منتشرة في مختلف شوارع وأحياء المدينة , وبحسب مدير عام هيئة الحفاظ على المدن التاريخية في شبام حضرموت حسن عيديد فإن التفجير الإرهابي أدى إلى تضرر ما يقارب (160) منزلا في مدينة شبام أضرارها متفاوتة منها 10 منازل أضرارها جسيمة و(65) متوسطة و(85) أضرارها بسيطة , فضلا عن تضرر ما يزيد عن (70) منزلا في منطقة السحيل الواقعة بالقرب من مدينة شبام التاريخية وهي ضمن الحمى التاريخي لمدينة شبام وضمن مخطط الحفاظ لانها تحوي على مبان تاريخية وحجم الاستحداثات فيها محدودة جدا وهذه المنطقة تبعد حوالي (70) مترا فقط عن موقع التفجير الإرهابي فقط تفصلهما سايلة صغيرة , وبالتالي يبلغ إجمالي عدد المنازل التي تضررت جراء هذا الحادث الإرهابي (230) منزلا في شبام حضرموت ومنطقة السحيل .
بعض الأهالي تركوا منازلهم
وعن حجم الأضرار التي لحقت بالمنازل وإمكانية أن تزداد الأضرار إذا لم يتم سرعة إنقاذها أكد (عيديد) أن هناك معظم المنازل المتضررة يمكن أن تتحمل وتصمد لان اضرارها ليست خطرة ولكن بالمقابل هناك (6) منازل بحاجة إلى تدخل سريع وعاجل لإنقاذها لان أضرارها خطيرة جداً والأهالي اضطروا إلى ترك تلك المنازل وهو ما واضحناه في التقرير المرفوع الى السلطة المحلية وديوان عام الهيئة بصنعاء وتم ترجمة التقرير إلى اللغة الانجليزية لكي يسهل التواصل مع الجهات الداعمة وتضمن التقرير مبالغ وكميات تم وضعها بشكل دقيق جداً ولكن للاسف حتى الأن لم نجد الدعم اللازم للقيام بهذه المعالجات الضرورية وتم التخاطب مع الهيئة ولكن كان الرد أن هناك جهات دولية قد تدعم ولكن نظرا للأوضاع الأمنية يتعذر ذلك حتى الصندوق الاجتماعي للتنمية رد بالاعتذار.
الأضرار في الجهتين الجنوبية والغربية
وأشار إلى أن أكثر الأضرار تتركز في الجهتين الجنوبية والغربية ولا يوجد مسميات لحارات في المدينة حيث تم تقسيمها إلى مربعات (a-b-c-d) وتركزت الأضرار في مربع (c).
وناشد عيديد الجهات المعنية وزارة الثقافة وهيئة المحافظة على المدن التاريخية إلى سرعة توفير التمويل أو البحث عن تمويل من جهات أخرى ولو لانقاذ المنازل المتضررة بشكل كبير والتي إذا لم يتم انقاذها قد تزداد فيها الأضرار وقد تسقط في أي لحظة.
ودعا إلى ضرورة أبعاد النقطة الأمنية من محيط المدينة ووضعها في مكان بعيد لا تشكل فيها خطرا على المدينة حيث وقد سبق أن استهدفت نقاط عسكرية جوار شبام (مرتين) ولكن لم تتضرر المدينة لأن التفجيرات كانت صغيرة وليست سيارة مفخخة كما في الانفجار الأخير كذلك كانت النقاط التي استهدفت تبعد عن المدينة وليست في محيطها , وقال : عقب التفجير عقدنا اجتماعا مع السلطة والمحلية والوجاهات في المدينة ووطالبنا كهيئة بإزالة النقطة الأمنية من محيط المدينة وبارك الأهالي هذا المطلب إلا أن السلطة المحلية اوضحت أن هذه إجراءات أمنية لابد منها وأن ابعاد النقطة حاليا لا يمكن الفصل فيه.
مبادرات مجتمعية
وأشاد مدير هيئة الحفاظ بشبام بالدور المجتمعي الذي قامت به جمعيتا الرأفة وروافد الخيريتان في شبام حيث قامتا بتوفير دعم لإصلاح زجاجات المنازل التي تضررت .
لافتا الى أن الأهالي يمكن أن يساهموا بالدعم إذا توفرت الجهة التي يمكنها أن تقدم نسبة من الدعم اللازم لصيانة وترميم المنازل المتضررة خاصة تلك المنازل التي لحقت بها أضرار جسيمة , مضيفا بالقول : نحن في فرع الهيئة بمدينة شبام نواجة الكثير من الضغوط والانتقادات من قبل الأهالي بأننا لم نعمل لهم شيئاً، فقط اكتفينا بحصر الاضرار ورفع تقرير بها ولم يلمسوا منا أي أعمال على الميدان وعبر صحيفة الثورة نتوجه لوزارة الثقافة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية بسرعة توفير الإمكانيات ولو على أجزاء ومراحل متعددة حتى نتجنب الوضع الذي أصبحنا فيه امام الأهالي .