الجنيد نموذج آخر..
ن ……………..والقلم
النادرون كُثر , من يبحث عنهم يجدهم !! , والنادرون موجودون في كل مناحي الحياة , عليك – ان أردت- وبوحي من واجب وليس تفضلا منك أن تنقب عنهم وتحاول أن تفيهم حقهم , طالما وهم نادرون ليس كأشخاص بل كأفعال , لتتحول سيرتهم إلى جزء من منهج التربية الوطنية , تستفيد بها الأجيال اللاحقة , زادا لرحلة تنمية الإنسان تربية عامة قائمة على القيم الشخصية النبيلة , وقيم العمل التي يُفترض أن تكون زادا لكل من يريد أن يتزود بها فائدة طوال الطريق عبر كل المراحل . وأجمل ما في النادرين أنهم ما إن ينتهوا من أداء واجبهم يعودون إلى منازلهم بكل هدوء , ولا تسمع لهم صوتا , بل لسيرهم الذاتية المشرفة , خذ محمد احمد الجنيد نائب رئيس الوزراء الأسبق , من عاصر وواكب مراحل عامة مختلفة , كنت لا تراه في موقف مزايدة ولا ضجيج بل اقترن اسمه بالأدب الجم كشخص , وفعل بقيم عامة جميله بالفعل العام , والأجيال الجديدة لا تعرف من هو الرجل وهذا أحد أوجه قصور العمل العام , حيث لا تجد جهة تقدم النماذج الجيدة ومن يفترض أن تتحول إلى نماذج يقتدي بها إلى الأجيال اللاحقة , لا تجد لوحة شرف في أي جهة !!! , المهم انه خرج من المكان فوداعا لنحل محله , ولا ضرورة للإشارة إليه حتى لا يظهر الخلف ضعيفا كأداء , وقدره على ملء المكان . شخصيا أكن احتراماً بلا حدود للرجل , وادر ك أن كثيرين يحتفظون له بنفس التقدير , وعند كثيرين مناقب له وأفعال تستحق أن تروى . محمد احمد الجنيد تسنم مواقع مختلفة , لسنا هنا بصدد حصرها , بل أن مهمتنا هنا أن نشير إليه , كونه احد النادرين في هذه البلاد , ونُسي , فلم يعد يشار إليه في تكريم محتمل , أو حتى مجرد أن تحتفي به جهة ما بيوم يمكن ان نطلق عليه من التسميات ما نشاء , الغرض منه التأسيس لنادرة لا وجود لها في حياتنا (( تكريم من يستحق التكريم )) ولكن في حياته , أما أن ندبج بعض القصائد في النادرين حين يذهبون فأفضل لنا أن (( نبلها ونشرب ميتها )) كما يقول إخواننا المصريون !!! . المهندس محمد احمد الجنيد , احد من يستحقون التكريم بأي شكل من الأشكال , ادر ك أن الظرف الحالي ليس وقته , وان كانت الحياة لا بد أن تستمر عجلتها في الدوران برغم الألم الذي يقف لنا في كل منحنى , ولذا لا يمكن لنا أن نقول لمن يستحق انتظر حتى على المستوى الشعبي , بمعنى أن منظمات المجتمع المدني وان كان استولى عليها أفراد كذلك الذي يمتلك عشرات منها , عليها أن تذكر بالنادرين في كل مناحي الحياة , وليس مثل ذاك الذي كرم صاحبه مرتين فقط لأنه وجد في الطابور زميلا لا يستسيغه كشخص فأعاد التكريم كلاكيت مرة ثانية , انعكاسا لعقد شخصيه لا تفرق بين ما هو عام وما هو شخصي …, محمد أحمد الجنيد نيابة عن الانقياء في هذا البلد : شكرا .