صعدة.. عنق الزجاجة
عبدالمجيد التركي
الموت لآل سعود.. أجدر بهذه العبارة أن تكون شعار المرحلة..
نعم.. الموت لهذا القبح الطارئ والطافح بالنفط، والحقد الأسود الذي يصبُّونه فوق اليمن، أرضا وإنساناً وحضارة.
تعرضت صعدة، ولا تزال، لأبشع قصف سعودي، في محاولة لإبادة جماعية لم تشهدها منطقة في الخارطة العربية.. ومع كلِّ ذلك ستنهض صعدة من تحت الركام.. لأنها صعدة، وستستمر في صعودها.
قُصفت صعدة بمئات الصواريخ، وآلاف الطلعات الجوية العشوائية، بعد أن أعلنها العدو السعودي هدفاً عسكرياً بأكملها.. إنها سياسة الأرض المحروقة، لكن السعودية لن تنجو، وسيصل شرر النار إلى مشالح آل سعود. وستحرقهم صعدة، لأنها بوابة الجحيم المطلة على السعودية.
بإمكان صعدة أن تمد يدها إلى الرياض، وبإمكانها أن تمد رجلها إلى جدَّة.. فما دامت في حدود السعودية فهي بوابة النصر، ولن يقدر الحقد الوهابي على إبادتها. لأن صعدة هي عنق الزجاجة الذي سيعلق فيه آل سعود..
كان بإمكان السعودية حماية نفسها بكسب ودِّ كلِّ المناطق الحدودية، لأنهم جيرانها وسيكونون سندها، وقت شدتها، لكنها اختارت أن تكسب عداءهم، وتحوِّلهم إلى سهام موجَّهة صوب نحرها، ولا بد لهذه السهام أن تنطلق مهما طال سكونها.
إبادة صعدة مُبيَّتة.. من يتذكر كيف أمهل العدو السعودي محافظةً عدد سكانها يتجاوز تسعمائة ألف مواطن، ثلاث ساعات فقط، لإخلائها لكي يقوم بقصفها!! وكيف سيتم إخلاء مدينة، في ثلاث ساعات، وأنت قد قطعت عنهم الوقود والاتصالات وكل ما له علاقة بالحياة؟
لا يزال تدمير صعدة مستمراً، وبشكل يومي، ولا تزال تتلقَّى القنابل المحرمة دولياً حتى اليوم، دون أن ترفع شعارات الاستغاثة أو الاستنجاد.. لكنها ستظل بوابة الجحيم التي ستنفتح على آل سعود.. وستظل تصعد فوق كل هذا الحقد، وفوق كل هذا الباطل، لأنها حقيقية أكثر مما يتوهَّمون.