وزير الدفاع الكولومبي: جنود قواتنا الخاصة يتم إغراؤهم من الدول العربية النفطية

*اعترف بوجود مرتزقة كولومبيين في الإمارات:

متابعة/ محمد عبدالسلام
أكد وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس أن تطهير كولومبيا سيحتاج زمنياً لجيل كامل وعشرات الآلاف من الخبراء وتعاون دولي كبي.
واضاف في المقابلة التي اجريت أمس الأول : إن “الالغام هي التحدي الاكبر في مرحلة ما بعد النزاع الكولومبي وسننتقل من 600 جندي تم تدريبهم الى عشرة آلاف في النصف الاول من العام المقبل”.
واكد ان صناديق خاصة تمول من التعاون الدولي جزئيا، ستخصص لمرحلة ما بعد النزاع.
وتشهد كولومبيا منذ اكثر من خمسين عاما حرباً بين حركات مقاتلة يسارية متطرفة وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والقوات الحكومية ويضاف كل هذا الى تهريب وتجارة المخدرات.
واسفر هذا النزاع عن سقوط اكثر من 220 الف قتيل وفقدان عشرات الآلاف ونزوح اكثر من ستة ملايين شخص.
وبلغ عدد ضحايا الالغام المضادة للافراد اكثر من 11 الف شخص بينهم اكثر من الفي قتيل في 31 من مناطق البلاد الـ32، كما تقول منظمة “لاندماين اند كلاستر ميونيشن مونيتور” غير الحكومية.
وتحدث وزير الدفاع الكولومبي عن انجازات العام المنصرم, مؤكدا انه “كان مهما جدا للسلام” إذ شهد توقيع اتفاق قانوني متعلق بالمقاتلين السابقين والتعويضات الخاصة بالضحايا.
وقال: ان “هذا النظام يتمتع بدعم القوات المسلحة، بدعم قطاع الدفاع وهذا يعطي فرصا كبيرة لانهاء النزاع”.
لكن في ما يتعلق بوقف اطلاق النار الثنائي الذي تطالب به اكبر حركتي تمرد في اطار اتفاق السلام، استبعد فييغاس امكانية ان يتحقق ذلك في يناير كما جرى الحديث من قبل.
وقال: ان “الامر يتطلب تسوية عدة تفاصيل يناير يبدأ غداً. علينا ان نرى السرعة التي تتقدم فيها المفاوضات”.
وفييغاس سفير كولومبيا في الولايات المتحدة من 2013م الى 2015م كان مفاوضا باسم الحكومة في محادثات السلام التي بدأت في نوفمبر 2012م مع متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك). وقد تعهد الجانبان بتوقيع اتفاق سلام قبل نهاية مارس 2016م.
وفي الوقت نفسه تجري محادثات استكشافية لفتح حوار منذ يناير 2014م ايضا مع حركة التمرد الاخرى وهي جيش التحرير الوطني التي تتبنى مبادىء تشي غيفارا وتضم 2500 رجل.
وصرح زعيم هذه الحركة نيكولاس رودريغيز باوتيستا الملفب “غابينو” السبت الماضي لصحيفة “غارا” الباسكية ان جدول اعمال المفاوضات حدد ويأمل ان تبدأ هذه المحادثات في 2016م.
إلا ان وزير الدفاع قال : إن الجيش لن يوقف عملياته ضد جيش التحرير الوطني الحركة التي اوقف ثمانية من قادتها ليلة عيد الميلاد “طالما استمر في عملياته الابتزازية وتورطه في النشاط المنجمي غير المشروع وارتباطاته بتجارة المخدرات” وخصوصا الكوكايين الذي تعد كولومبيا اول منتج له في العالم.
وفي هذا المجال، اكد فييغاس انه تمت مصادرة “كمية قياسية” من الكوكايين تبلغ 230 طنا و”تدمير نحو 3500 مختبر لانتاجها”.
ومع انه يرى ان “2015م كانت سنة بداية الانتقال” في كولومبيا مع تراجع جرائم القتل بنسبة 6 % بالمقارنة مع كانت عليه في 2014م والى “نصف ما كانت عليه قبل 15 عاما”، يؤكد فييغاس ان الاجرام هو التحدي الآخر.
وتابع: ان “التهديد الجديد في كولومبيا ما بعد النزاع هو الجريمة المنظمة الهدف الجديد لقواتنا”، موضحا انه في حال تم توقيع السلام فإن هذه القوات ستتم اعادة توزيعها” لمكافحة الجرائم.
وردا على سؤال عن وجود مرتزقة كولومبيين في الخارج، قال فييغاس : إن عددهم لا يتجاوز “بضع مئات”. لكنه اكد على ضرورة وجود معاهدات تنظم تبادل هذه القوات مع الامارات العربية المتحدة مثلا.
وقال: ان “حكومات الشرق الاوسط هذه يجب ان تدرك اننا استثمرنا الكثير في قواتنا الخاصة التي نحتاج اليها لكن لا يمكن الوقوف في وجههم مع الاموال التي تدفعها لهم الدول النفطية”.
واضاف : إن الامر يحتاج الى تعاون، مؤكدا: ان “الشريك الكولومبي مستعد في الجانب الآخر لا يبدو ان هناك اهتماما كبيرا”.

قد يعجبك ايضا