تقرير/ إشــراق دلال
تكبد الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة نتيجة للعدوان والحرب التي تقودها قوات التحالف على اليمن من ضمنها خروج منظومة الطاقة الكهربائية عن الخدمة كلياً والتي ألقت بظلالها على بقية الخدمات الأساسية .
جهات خدمية وجدت صعوبة في توفير خدماتها الأساسية للمواطنين بسبب عدم توفر الكهرباء ، وجهات أخرى لا زالت تقاوم العدوان من موقعها وذلك بتحقيقها للاستمرارية في سبيل سير منظومة الحياة بشكلها الطبيعي لتقديم خدماتها للمواطنين..
تلك الجهات تستمد استمراريتها من شبابها الذين يقاومون العدوان من مواقعهم ويعملون على مدار الساعة حتى لا تتوقف الحياة عن النبض في الوقت الذي لابد من تضافر كل الجهود لإثبات صلابة أهل الإيمان والحكمة في وجه العدوان..
في هذا التقرير يسلط “الثورة الاقتصادي” الضوء على إحدى الجهات التي تناضل في أداء خدماتها دون انقطاع رغم اعتمادها لاستمرار خدماتها على التغذية الكهربائية في الوقت الذي تعاني اليمن فيه من شلل تام لمنظومة التيار الكهربائي إثر العمليات التخريبية والحرب التي تعيشها منذ ما يقارب العشرة أشهر..
ورشة الصيانة بالمؤسسة العامة للاتصالات أشبه ما تكون بخلية نحل رغم شحة الكادر من المهندسين الشباب الذين يعملون على مدار الساعة من أجل ضمان استمرار خدمة الاتصالات دون انقطاع ، يجري العمل في الورشة لعمليات صيانة للمولدات التالفة وإعادتها إلى الخدمة ليتم توزيعها والاستفادة منها لتوليد الطاقة الكهربائية بقطاع الاتصالات ..
يقول المهندس أمين الحرثي – مدير عام التشغيل والصيانة بالمؤسسة العامة للاتصالات: في ظل خروج التيار الكهربائي العمومي عن الخدمة كلياً ، أصبحت منظومة الاتصالات تعتمد في تشغيلها على المولدات التي تغذي سنترالات الشبكات على مدار 24ساعة وهذا ما لم يحدث في أي مكان بالعالم.. ولم تُصنع المولدات للعمل على مدار الساعة ، ما أدى إلى انتهاء عمرها الافتراضي والذي يقدر بـ 30 ألف ساعة ، وفي الظروف الحالية هناك صعوبة في شراء مولدات جديدة ودخولها للبلد في ظل الحصار والحرب وكان من الأهمية بمكان التفكير وإيجاد البدائل لضمان استمرار الخدمة، فما كان إلا أن عدنا لمخازن التالف والبحث عن المولدات القديمة وبالتالي توضيبها وتأهيلها وإعادتها إلى الخدمة بعمر افتراضي جديد يوازي العمر الافتراضي للمولدات الجديدة أي بمقدار 30 ألف ساعة جديدة بما يعادل من 3- 5 سنوات أخرى ، بجهود الكوادر المحلية من المهندسين المحليين في قطاع الاتصالات من مهندسين ميكانيك يعملون بشكل جماعي لتوفير ما يمكن توفيره من المولدات.
الفرق الهندسية من مهندسي الصيانة يقومون بالعمل على مدار الساعة حتى يتم إنجاز العمل بالتوضيب لهذه المولدات من عمليات فك كاملة للمولدات التالفة واستبدال ما يلزم بدلاً عن التالف بقطع غيار جديدة ومن ثم إصلاحها حتى يتم إعادة المولد لوضعه الطبيعي، وسيتم توضيب 12 مولد بنهاية شهر ديسمبر الحالي بقدرات تتجاوز 15 آلف دولار للمولد الصغير وحتى 35-40ألف دولاراً ، وقد يصل من 200-300الف دولار للمولدات الكبيرة ، أي أنه تم توفير مبالغ كبيرة من خلال إعادة تأهيل المولدات التالفة.
وأرجع مدير عام التشغيل والصيانة أن خدمة الاتصالات لم تنقطع لأكثر من سبب وإحدى هذه الأسباب ما تقوم به الفرق الهندسية من أعمال صيانة متواصلة حفاظاً على استمرار خدمة الاتصالات حيث وتعد التغذية الكهربائية من أهم العوامل الرئيسية لتشغيل شبكة الاتصالات واستمرار الخدمة دون انقطاع.
عمليات الصيانة استطاعت توفير المال للمؤسسة وحافظت على الاقتصاد الوطني في وقت الوطن بحاجة ماسة لذلك لاستمرار عجلة التنمية في ظروف استثنائية عصيبة من الحصار والحرب يمر بها اليمن.
من جانبه يقول المهندس أسامة الشعيلي – مدير إدارة القوى والتكييف بمؤسسة الاتصالات: العمل يجري بشكل مركز ومكثف بسبب الاحتياج الأكبر ولا توجد طريقة غير إعادة تأهيل التالف بسبب الحصار والحرب.. ورغم أن عدد المهندسين قليل ويعملون على كامل فروع الاتصالات بالجمهورية ، إلا أن مواصلة العمل عامل أساسي لضمان استمرار الخدمة ، حيث تؤخذ المولدات التالفة من المخازن والتي تعتبر منتهية ومعدومة بسبب تحول الزيت داخل المولدات إلى مادة أشبه بالأزفلت فيتم تفكيك كامل المولد وتجميع القطع السليمة وإخراجها وتركيبها وتبديل التالف ومن ثم استخدامها مرة أخرىاً.
المهندس يحيى الكوكباني رئيس قسم الأشغال الميكانيكية من جهته يقول : أعمال الصيانة أصبحت أعمالاً أساسية للمهندسين لتلافي أي انقطاع عن خدمة الاتصالات ويتم تغطية المؤسسة بحوالي 40مولداً في السنة ، وتعتبر المولدات التي يعاد صيانتها أفضل من الجديدة كونها صناعة ألمانية بالأساس، إذ يتم تأهيل المولدات ميكانيكياً وكهربائياً ومن ثم يتم توزيعه بحسب الاحتياج لتعمل على مدار 24ساعة ، أي بمقدار 35- 40 ألف ساعة جديدة بما يعادل العمر الافتراضي للمولدات الجديدة.
بهذه الطاقات والقدرات فشل رهان من يتربصون باليمن من أن انهيار اليمن اقتصادياً كائن قبل انهيارها أمنياً جراء الحصار والحرب والعدوان من قوات التحالف العربي ، لكن وبقدرات وطاقات الشباب النضالية والتي لا تنضب استطاعوا أن يسطروا لوحات نضالية مستمرة معلنة بذلك للعالم أجمع بأن اليمن لا يقهر وصامد بصمود جباله وشبابه.