القاضي/محمد الباشق
* التاريخ له شواهد من الحاضر فلا تقل اليوم منقطع عن الامس والمستقبل عنهما غريب فما في الحاضر هو متعلق بشعاع من الماضي ومنه يتنفس صباح الغد وهذا مشاهد في حال الفرد والجماعة والأمم والشعوب فقد غفلت أمة ثمود عما حل بعاد وقوم نوح من قبل فحل بهم ما حل بمن سبق.
لما تشابهت قلوبهم وتنوعت سلوكيات كفرهم وجاء الخطاب من الحق للخلق في سورة القمر بأن هذا منهج مستمر في كل الطغاة قوله تعالى ( أكافركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر أم يقولون نحن جميعٌ منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر))
فالآيات في ماض وحاضر ومستقبل يتساقط فيه ويتهافت إليه المجرمون والمترفون وجميع أصناف الطغاة فمن أدرك ان التاريخ شاهد على أحوال الأمم وجد أن غفلة الناس عن آيات الانتقام واتباعهم لطغاة وطاعتهم على مستوى تاريخ الأفراد والأسر والجماعات والشعوب والامم نجد ان منهج (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) يخضع الكل له ولا يخرج عن هذا المنهج الرباني أحد، فسبحان العزيز الجبار المنتقم وتأملوا أيها القراء الكرام في أحوالكم وأحوال من حولكم ومن قبلكم تجدون أن أي موقف أو سلوك أو كلام صدر بدون وعي نتج عنه ندم وخسارة ومشاكل.
وهذا واقع قبل أن يكون مشاهداً فالتاريخ يقدم النماذج تلو النماذج. واليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية انطلقوا في مجال التكنولوجيا فأثبتوا وجودهم في عالم المال والأعمال.
بينما أصحاب البنايات الإسمنتية فقط دول البترول لم تنتج ولم تبدع الا في التطاول في البنيان وبث ونشر جماعات القتل والإفساد في الأرض بحال مباني الإسمنت في نجد والإمارات وقطر والكويت وبقية دول العدوان وهم في الحقيقة يحملون قلوب الشياطين ويسلكون سلوك البهائم بل هم أظل فتراهم لاهمّ لهم الا المأكل والمشرب شاهت وجوه المعتدين وتعساهم وسحقاً ألم يكن لهم عظة وموعظة مما حل بالأمم السابقة ممن كانوا أعظم أموالاً واوسع حضارة وأطول آثاراً وسلطانا.
ولكنه الكبر والطغيان الذي ما حل في أمة إلاّ هلكت.
وهل سار سلمان وأطفاله في الأرض ليشاهدوا آثار المعذبين وما خيبر عن سلمان ببعيدة وقد حافظ هو وأسلافه على آثار أجدادهم اليهود.
وحاربوا وهدموا آثار الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم في أرض الحجاز وغيروا أسماء المناطق.
فما هدموه هو لعنة عليهم وما أبقوه هو حجة عليهم ولعنة حلت بهم.
وفق الله كل حر مجاهد لما يحبه ويرضاه. والخزي على سلمان ومن معه من الأعراب والمرتزقة.
وإن شاء الله للحديث بقية.