ن ..والقلم..سترو سترو ما درًاج !!!
تشتهر منطقة سامع بتعز بصناعة الفخاريات , وبالذات (( المَدَر )) , وهي صناعة (( تؤكل )) صاحبها ذهب )) , لو تعلمون ويدرك هو , لا أدري لم أرتبط الأمر بالعيب ؟؟ , كما هو الحال في منطقة الصلو حيث يٌشار إلى الصلوي (( مُبَصٍل )) ويتوارى من يُشار إليه كذلك خجلا ؟؟؟ لماذا لا أدري !! , يسري الأمر على قرية أخوالي حيث مسقط رأس والدتي حيث انتشرت ذات زمن معاصر الصليط الأجود في المنطقة (( ترتر , جلجل )) , وكنا في طفولتنا نتسابق على أكل (( العُصًارة )) التي تأتي من المعصرة , لا أدري لم يتوارى الكثيرون في قرية أمي خجلا عندما تشير إلى الصليط , كمن يتوارى خجلا من تقول له : أبوك بتول , بينما البتول أنبل خلق الله مهنه , كيف لا وهو يحرث الأرض بأجمل حيوانين (( الثيران )) ويغرس في عمق التربة بذرة الخير , وفي صنعاء يقولون لك (( القشًام )) بطريقة ……… بينما القشام رجل مهنة شريفة وهو شريف, لا تدري أين العيب في الأمر !!! , أعود إلى قرية أمي لأقول أن صناعة الصليط وقد تركتها الأجيال الجديدة تعاليا , هي أيضا مهنة نبيلة , ومن أمتهنها نبيل , ويكفي أنه ذرذر عرقة بعد جَمَلِة بحثا عن الرزق , ثم أن الصليط دخل إلى كل بيت للحاجة الماسة له , وفي صنعاء أذهب إلى معصرة باب اليمن من أجل الصليط تذوقا مع الوجبات , ودواء للركب المتعبة, وتنويرا للوجوه الكالحة , فأين العيب ولم الخجل ؟؟؟ لم . أنا هنا بانتماء أمي إلى قريتها أعتبر نفسي (( مُصَلِطًا )) وبكل فخر . قيل أن ((سامعيا)) – وهم في جملتهم محترمون – إذا صح التعبير كان يذهب بفخارة إلى السوق ويمر في طريق صعب , لكنه حفاظا على بضاعته فيتروى ويحرص على اختيار موضع أقدامه صعودا وهبوطا حتى لا يتكسر الفخار , حالنا في هذه البلاد يشبه حال السامعي وما حدث له , وهل علينا أن نقول مثلما قال , فقد فوجئ ذات ذهاب إلى السوق بأن هناك من أشاد درجا في الصعود المرهق , فطلع مطمئنا وهو يتمهجل (( سترة سترة ما درًاج )) حتى وصل إلى ماقبل النهاية لتنزلق رجله ويُسقط كل ما كان على كتفيه من فخار فلم يبق منها ولا واحدة , عاد يلقط المبعثر قطعا وهو يتمهجل (( أي……..بأمه ما درًاج )) ويكررها صعودا وهبوطا بينما يضرب كف بكف , هل علينا ووضعنا على ماهو عليه أن نقول مثلما قال ؟؟!! .