“الثورة”.. تتابع أوضاع النازحين من تعز وترصد معاناتهم واحتجاجاتهم

العدوان دمر مدينتنا.. والمرتزقة تحالفوا معهم للقضاء علينا
النازحون من تعز .. من مختلف الأعمار أسر بأكملها اضطرت لمغادرة مأوى كان يضمهم لعشرات السنين ولم يكن أمامهم خيار آخر غير ترك منازلهم ومسقط رأسهم بعد أن أصبحت مدينتهم غير صالحة للسكن الآدمي بفعل القصف الصاروخي المكثف للعدوان السعودي ولأسباب أخرى كثيرة كان وراؤها التحالف الغريب بين أبناء جلدتهم مع عدو خارجي جاء ليدمر كل شيء جميل في اليمن عامة وفي تعز بوجه خاص.
“الثورة” فتحت ملف النازحين من محافظة تعز إلى مدينتهم الأم العاصمة صنعاء هربا من الموت والقلق والرعب والقصف.

الثورة/ محمد عبدالله قائد

في شارع التحرير بصنعاء يتجمع المئات من النازحين من محافظة تعز يوميا.. هنا يحكي النازحون قصص وحكايات بعضها مؤلمة وأخرى أكثر ألما.. البعض هربوا بعد أن تعرضت منازلهم للقصف والدمار والبعض الآخر خوفا من أن يفقدوا أحد أركان العائلة بعد أن وصلت القذائف والرصاص كل شبر في محافظة تعز.
حكايات ستسجل في صفحات التاريخ تحكي قصصا واقعية أغرب من الخيال وأكبر من أن يصدقها عقل بشر.. كان حوارنا حيث التقينا بهم في موقع تجمعهم اليومي في شارع التحرير الذي يأتي اليه كل النازحين من تعز.. هنا حيث يحكي الجميع همومهم ويتبادلون الحكايات المؤلمة التي أدت الى النزوح.. وهنا أيضاً في شارع التحرير كان حديثنا الأول مع الأخ أكرم عبدالرحمن الذي بدأ قائلا: لم يكن أمامنا أي خيار آخر غير النزوح بعد أن تجرأ العدوان على قصف كل شيء بدون استثناء وأصبح القتل في مدينتنا أسهل شيء يمكن أن يفعله المرتزقة فمن لم يكن معهم فالقتال والخراب والدمار لابد أن يكون هو المصير ،لذلك فضلنا أن نترك منازلنا وممتلكاتنا وننجو بأرواحنا وأرواح عائلاتنا وأولادنا.
وواصل حديثه قائلا : جئنا إلى عاصمتنا صنعاء لأننا على يقين أننا سنعيش في وضع أفضل مما كنا عليه في تعز.. والحقيقة أن مأساتنا لم تنته حيث تغيرت ظروفنا ولم يعد أمامنا فرصة للدخل المادي ومواجهة أعباء الحياة حيث اضطررنا أن نسكن أنا وأخي في مسكن متواضع ولدينا زوجاتنا وأولادنا والمسكن ضيق جداً وليس لدينا الأثاث المطلوب بعد أن عجزنا عن إحضاره من تعز بسبب أجور النقل التي تصل إلى أكثر من مائة ألف ريال مقابل ذلك.
وطالب عبدالرحمن جهات الاختصاص في صنعاء والمتمثلة في قيادة اللجان الشعبية أن تنظر إلى مشاكل النازحين باهتمام كبير.

جرائم المرتزقة
ويحكي هاني أحمد عبدالله صور متعددة عن جرائم المرتزقة الذين أوصلوا مدينتهم إلى هذا الوضع المأساوي بسبب تحالفهم غير المشروع مع عدو خارجي لا يفرق بين أحد حتى أصبحت مؤسسات الدولة بتعز منتهية الصلاحية كما تسببوا في فقدان المواطنين مساكنهم وجعلوهم يعيشون في رعب متواصل وهذا ما أدى إلى نزوحنا رغم الظروف القاسية التي نعانيها.
وأضاف هاني: وللأسف الشديد أننا في صنعاء واجهتنا مصاعب كبيرة ولم نجد من يقف معنا حتى المؤجرين الكثير منهم توحشوا في قيمة الإيجارات بل أن البعض منهم أيضاً يرفض الإيجار إلا بشرط دفع ضمانات مالية تصل إلى مائة ألف ريال والبعض الآخر يرفض التأجير للأسرة التي يزيد أبناؤها عن اثنين دون أن يجدوا من يوقف هذا الجشع الكبير من قبلهم.
وطالب هاني الإخوة في قيادة اللجان الشعبية ضرورة التعاون في مساعدة الأسر النازحة وتحمل نسبة من أعباء الإيجارات أو إصدار قرار بتخفيض الشقق السكنية والمنازل بنسبة%50 عن الإيجارات التي تدفع في أيام السلم وتراقب المؤجرين وتعاقب كل من يزيد على النازحين حتى وإن كانت هذه أملاك خاصة نظرا لأن المرحلة صعبة على النازحين إلى درجة أن بعض الأسر لم تستطع الخروج من تعز بسبب ما يسمعونه من غلاء الإيجارات في صنعاء.

بشكل عام!!
أما الأخ / محمد غالب أحمد موظف فقد تحدث قائلا: المشاكل التي يعاني منها النازحين بشكل عام يمكن تقسيمها إلى نوعين من المشاكل هما: مشاكل معنوية.. ومشاكل مادية.. ومن أبرز المشاكل المعنوية القلق النفسي المصاحب للنازح على منزله وممتلكاته ومن تبقى من أهله في المكان الذي نزح منه.. والقلق عموما من وضع البلد وتطورات الأوضاع إلى الأسوأ من ذي قبل في ظل انعدام وغياب تاَفاق الحلول.. والاكتئاب النفسي المصاحب للنازح وأفراد أسرته نتيجة تغير الجو العام والخاص، وافتقاد الأبناء أقاربهم وجيرانهم وزملائهم ومدارسهم وجامعاتهم والانتقال المفاجئ من بيئة إلى أخرى يصعب التكيف معها سريعا، وتوقفهم عن الدراسة.. ومن المشاكل أيضاً المشاكل المادية.. ومن أبرزها التكاليف والمصروفات المالية غير المتوقعة وغير المخطط لها في الموازنة التقديرية اليومية والشهرية المعدة من أرباب الأسر النازحة، والمتمثلة على سبيل المثال لا الحصر، بالإيجارات والتأثيث ونفقات التغذية في ظل غلاء الأسعار والمواصلات والاتصالات والمصروفات الدراسية والملابس والكماليات المختلفة، ومشاكل الكهرباء وتبعاتها السلبية والمتنوعة.
وأضاف: نتمنى من قيادة الجيش الوطني واللجان الشعبية أن يسرعا في تأمين تعز وينظروا إلى مشاكل النازحين بعين الاهتمام وبما يخفف من آلامهم.

مكان ضيق
يقول رشيد عبدالله: اضطررت إلى السكن في بيت شقيقتي وفوجئت أن العديد من عائلتنا وعائلة صهيري قد لجأوا إليه.. وأصبحنا في مكان ضيق جداً لكن مرغمين على ذلك فظروفنا المادية لا تساعدنا على دفع إيجار منزل كما أن ذلك يتطلب التأثيث وكل ما يلزم السكن من أشياء أساسية.
وأشار رشيد إلى أن الظروف المادية أيضاً جعلته عاجزاً عن إلحاق أولاده بالمدارس بسبب المتطلبات الدراسية التي دفعته إلى اتخاذ قرار عدم ذهاب أولاده إلى المدرسة.. متمنيا من قيادة اللجان الشعبية التعاون معه ومع جميع الأسر النازحة دون تفريق فالجميع يعانون من نقص في المال والغذاء والأثاث بل أيضاً وفي دفع الإيجارات.

متطلبات
أما نبيل محمد مدير مدرسة في تعز فقد قال: لم يكن أمامي خيار آخر سوى النزوح إلى صنعاء أنا وكامل عائلتي ومعنا والدينا.. بصراحة نحن نعاني كثيراً بسبب المتطلبات الكثيرة وعدم وجود الدخل سوى مرتبي وقد اضطررنا إلى بيع الذهب ولم يعد أمامنا أي شيء نبيعه سوى منزلنا في تعز.
وأضاف محمد: نعم ليس هناك من يقف معنىا حتى رجال المال والأعمال في تعز لم يكن لهم أي دور يذكر ولم نسمع عن أحد منهم وقوفه مع أبناء تعز بل ولم نشاهد لهم أي موقف ولو بالكلمة.
وأضاف نبيل قائلا: يجب أن يكون لقيادة اللجان الشعبية دور فاعل أمام النازحين الذين فرضت عليهم قوات العدوان السعودي ومرتزقته الذين عاثوا في الأرض فسادا وأوصلوا المدينة إلى الخراب والدمار وما زالوا مصرين على تدمير مدينتنا الحالمة.. واستغلها فرصة هنا للمطالبة بتوفير بعض الأشياء الأساسية للنازحين خاصة ونحن في فصل الشتاء ولا يوجد لدينا ما نواجه به البرد القارس هذه الأيام.. كما نتمنى أن نسمع عن قرارات من القيادة الثورية تلزم المدارس الأهلية بتخفيض %50من التكلفة الباهظة التي تفرضها هذه المدارس.
صحيفة الثورة فتحت هذا الملف ليتنفس من خلاله النازحين لتصل أصواتهم إلى جهات الاختصاص لتلبي حاجاتهم الضرورية بعد أن تناسى الجميع مأساتهم ومشاكلهم وسوء ظروفهم.

قد يعجبك ايضا