بكيت لحصولي على المركز الأول بمهرجان الرحالة العرب وقطعت 30 ألف كيلو على ظهور الجمال


حوار : عبد الواحد البحري –
كرمت عالميا ورفعت علم الوطن ولم أتلق كلمة شكر من وزارة الشباب

بدأ حبه للجمال منذ نعومة أظافره حين كان شبلا وبدأ يمتطى الجمل في سن الطفولة حينها لم يكن يعلم انه سيقطع المسافات الطويلة ويفتتح القارات في القرن الواحد والعشرين على ظهور الجمال ..
تواضعه وحسن أخلاقه ووفاؤه مع زملائه جاء به من القرية ذات الطبيعة الخلابة والجبال الخضراء بمحافظة إب حيث وصل متنقلاٍ إلى المدينة حيث ضجيج وهدير السيارات وهو يخفي سر حبه لوسيلة النقل الخاصة به (لجمال) ولم تغريه الحياة المدنية بوسائلها الحديثة مما زاد من حبه وعشقه لصديقه (الجمل ) ليضع لنفسه مكانة متميزة ويضع لحياته فصولاٍ مختلفة ومستقبلاٍ مليئا بالمتاعب والمخاطر إلى العيش في واقع نراه نحن أشد مرارة مما كان عليه في القرية فهذه الايام يعيش المواطن القاسمي مع مجموعة من الجمال في منزله بوسط العاصمة صنعاء حياة سعيدة برفقة أجمل واوفى الحيوانات.
الرحال القاسمي لم تغرية الحياة العصرية بحداثتها لآنه يرى ما لانراه في السفر والترحال فوق ظهور الجمال فقد أخذ من صبرها وقوة تحملها وقطع الفيافي والقفار والصحراء ووعورة دربها فلماذا ذلك¿يجيب على كل تلك الاستفسارات الرحالة اليمني / احمد القاسمي (إبن بطوطة اليمن) كما تحب ان تعلق عليه بعض وسائل الاعلام العربية وسفير العرب على ظهور الجمال الذي قال أنه يسعى لتحقيق رقماٍ قياسياٍ في مجال الرحلات على الجمال في عصرنا الحديث ويقول أيضاٍ أنه عشق السفر للترويح عن النفس وتفريج عن الهموم وجني الثمار والفوائد العديدة وأيضاٍ بحثاٍ عن حلم يريد تحقيقه .

-نبدأ من اخر فعالية للرحال ماذا عن مشاركتك الاخيرة في دبي ومن كان صاحب الدعوة وما هي الفعالية ¿
حصلت على دعوة من الشيخ/ عوض بن مجرن رئيس ومنظم المهرجان الأول للرحالة العرب والعالم حيث جاءت هذه الدعوة وأنا أمر بظروف صعبة وشديدة حيث كنت أواجه مشكلة التمويل والدعم للرحلة القادمة التي كنت أعد لها من جانب ومن جانب آخر كانت الجمال قد أنهكتني من ناحية خدمتها وتغذيتها وهي المنزل الذي أسكنه والجمال بطبيعتها تحب الحرية والرعي في الأرض المفتوحة ولكن كنت منتظر لفرج قادم وخاصة وقد أصيب أحد الجمال بطلقة نارية من الاشتباكات اليومية التي تحصل على الأراضي في سعوان وزاد الألم وعانيت جراء ذلك رغم محاولتي لإنقاذ الجمل وللأسف لم أنجح مات بعد عشرة أيام وسافرت للمشاركة في دبي مباشرةٍ وتركت ثلاثة جمال في حوش فسيح مغلق الأبواب وحصلت أبنائي يقومون عليها و المهرجان أقيم خلال الفترة من 25- 30ديسمبر فهو خاص بالرحالة من مختلف قارات العالم الذين حضروا وشاركوا فيه .

أول رحالة عربي وعالمي
قدم لنا فكرة مختصرة عن المشاركة وماذا اضافت لك ¿ كيف كانت مشاركتك وماذا حضرت¿
كانت مشاركتي في هذه لفعالية ممتازة كونها تعد دعوة خاصة لحضور فعالية عالمية متميزة فالرحلات التي قمت بها سابقا على الجمال الى مختلف دول العالم هي في الحقيقة من دفعت بالمنظمين للفعالية عن الرحال اليمي احمد القاسمي وشعرت بالاهتمام بي من خلال توجه وسائل الاعلام العالمية نحوي خلال ايام الفعالية كما أحاطوني باهتمام كبيرة من قبل الباحثين حيث كان في معرض الحفل جناح خاص بالرحال اليمني أحمد القاسمي وقتها شعرت باهمية الرحلات التي قمت بها والمسافات الطويلة التي قطعتها على ظهور الجمال.
طبعا أصحبت معي الكثير من الادوات والمستلزمات التي لها علاقة برحلاتي على الجمال مثل الملابس الشعبية وملابس خاصة بالجمال ايضا كما حملت مجموعة من الكتب التي توثق رحالتي وأقمت ندوة على هامش فعاليات المؤتمر تحدثت فيها عن الرحلات التي قمت بها والمواقف والصعوبات التي تعرضت لها خلال ترحالي نالت استحسان كل الحاضرين, كما قمت بعرض فلم وثائقي أعددته سابقا وهو ما لفت اهتمام وسائل الإعلام ومراسلي القنوات الفضائية الخليجية والعالمية, وكان لذلك الاهتمام اثره الايجابي في الرفع من معنوياتي كثيرا عندها قررت ان اواصل مغامراتي في الرحلات على ظهور الجمال, وحصلت على اهتمام خاص من المنضمين كما تم تكريمي من قبل الشيخ / منصور بن محمد بن راشد بدرع وشهادة كأول رحالة عربي وعالمي يقطع (30) الف كيلو متر على الجمال وهذا التكريم والاهتمام في الحقيقة لم أكن أتوقعه حقيقة فقد واجهواني بأسئلة كثيرة لم أتنبه .. حينها حيث كانوا يقومون من صدق الفلم الوثائقي الإعلان عن حصولي على المركز الأول فاندهشت وبكيت كثيراٍ لتلك المشاعر والنظرات من كل المشاركين نحوي انتابتني موجة حزن لحظتها على الإهمال والجحود الذي واجهته ويواجهه كل مبدع في وطني وكان الأحرى أن يأتي التكريم من بلدي الذي أنطلقت رحلاتي منه وذهبت لتمثيله في المحافل الدولية بمجهود شخصي ولم يلتفت إلى انجازاتي أحد.

أغلى جائزة
-يقال أنك حصلت على جائزة مالية هل هذا صحيح وماهي هذه الجائزة¿
يكفيني فخراٍ اني حصلت على تكريم رائع وفرحة لاتقدر بثمن معوية طبعا ويكفيني اهتمام وسائل الإعلام المختلفة وما أبدوه نحوي ولا أنكر الاستضافة المقدمة من سكن وتغذية ومواصلات حتى تذاكر الطيران كانت من قبله وهذا أكبر تكريم لأني لم أحصل على بدل سفر من وزارة الشباب والرياضة الموقرة او اتحاد الهجن والفروسية في بلادنا الذين لم يكلفوا أنفسهم السئول عن القاسمي الذي شارك ورفع أسم اليمن عاليا وهو الرياضي الذي لم يذكر في سجلات الوزارة ولو حاولت البحث عن بدل سفر حين تلقيت الدعوة كان من المستحيل الحصول على بدل تذاكر حتى وكنت عارف بالنتيجة لو بحثت عن داعمين ولهذا أعتمدت على نفسي وعلى جهود بعض الزملاء ممن وقفوا إلى جانبي لنجاح مشاركتي.

الإعلام
-وبماذا تفكر أن تعمله مستقبلاٍ ¿
هناك كثير من الأفكار ُُُُُوالطموحات التي أعد نفسي للقيام بها منها التواصل مع وسائل الإعلام كونها الوسيلة التي توثق ما أنجزه لتحقيق أهدافي من رحلاتي المتميزة على ظهور الجمال وسبق وان وثقت بعض اللقاءات التليفزيونية السابقة والاستفادة من الافلام التي اقوم بتصويرها في رحلاتي وأجريت بعض اللقاءات مع قناتي ( B.B.C) وقناة (العراقية) .
وحاليا أخطط للوصول إلى تحقيق إنجاز كبير ورقم قياسي في مجال الرحلات على الجمال في عصرنا الحديث وأنا على وشك الانطلاق من اليمن إلى القارة الأفريقية من شرقها إلى جنوبها كمرحلة أولى ومن ثم في العام القادم سأتجه إلى داروين وأنطلق منها إلى سدني لقطع القارة الاسترالية كمرحلة ثانية ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة عام 2015م نحو القارة الأوروبية من تركيا إلى لندن وهنا سأكون قد قطعت مسافة تصل إلى 54.000 كم وسيكون انجازا غير مسبوق وحلما تحقق سيدهش العالم إن شاء الله تعالى وهذا لن يحقق إلا بعون من الله سبحانه وتعالى الذي يمدنا بالقوة والعافية .

-ماذا أعددت للرحلة الطويلة والكبيرة التي تقوم حاليا بالتحضير لها¿
أعددت لها الكثير من المتطلبات الضرورية والمهمة وهي كثيرة حيث قضيت فترة كبيرة تصل إلى ستة شهور وأنا أقوم بتدريب الجمال وتجهيزها وقد طال البرنامج بسبب الظروف والدعم الذي تأخر وخاصة مقابلتي بفخامة / رئيس الجمهورية الذي دعمني في رحلتي الأولى على الجُمال حين كان وزيرا للدفاع وكرمني في رحلتي الثانية وهو نائب لرئيس الجمهورية والآن منتظر دعمه ورعايته لهذه الرحلة التي ستنطلق يوم أواخر فبراير وهو الشهر الذي شهد إنتخاب رئيس توافقي أجمع عليه كافة أبناء الشعب وهو الأخ المناضل / عبد ربه منصور هادي والذي قطع شوطاٍ كبيراٍ في إرساء السلام وتجاوز كل المعوقات والصعاب لهذا الشعب وستكون انطلاقتنا في هذه الذكرى الأولى لأننا نحب السلام ورحلتنا تحمل رسالة السلام إلى البشرية جمعاٍ نحن على ثقة كبيرة بأن فخامة الرئيس سيولي هذه الرحلة جل اهتمامه لما تحمل من أهداف وطنية وإنسانية نبيلة وثانياٍ لما هو معروف عنه سلفاٍ بالدعم والتشجيع لكافة أبناء الوطن.

نحمل هدفا ساميا
-لماذا رحلتكم إلى أفريقيا وإلى الدول أشد فقراٍ وخطراٍ ¿
نريد أن نوجه رسالة إلى الداخل في اليمن وإلى الخارج وخاصة الدول الغنية حيث يقوم البعض من الناس الذي لا هم لهم سواء جمع الفلوس بطلب الدعم والتمويل بحجة انهم رياضيون وهم يذهبون لتشويه اليمن صحيح هناك رحالة وهم معروفين لهم أغراض وقد أخفقوا بالأهداف, ونحن لنا مواقف كَتبت على المؤلفات التي أعددناها والذي طلب منا بعض التعديلات على أشيا في الشعارات واعتبرناها أساءة للوطن ورفضنا ذلك.. جملةٍ وتفصيلاٍ وذهبنا وغادرنا بدون دعم وهذه مواقف نعتز بها ونفتخر وهم أيضاٍ نظروا إلينا باحترام ولا داعي لذكرها لأنها حساسة ورحلتنا إلى القارة الأفريقية دليل على أننا نحمل هدفاٍ وغاية وهذه الرحلة مليئة بالمخاطر الكبيرة ثقتنا كبيرة بالله سبحانه وتعالى وتجاربنا عديدة ومليئة بالمواقف لنا خبرة ودراية ومعرفة وسنكون على حذر وسنستخدم أسلوبا ذكيا لحل مشاكل قد تطرى وتحدث وقت الرحلة و فنحن في الحقيقة نثق بانفسنا وبما أعددناه للرحلة كذلك رحلتنا إلى أفريقيا ستكون مليئة بالغرائب والعجائب من عادات ومن طبيعة خلابة وجميلة وبين صعوبات وخطر من الإنسان والحيوان والفقر والمجاعة سنصور وسنكتب وسنكتشف الجديد وستكون أمامنا مواد غنية بالنشر في وسائل الإعلام وهذا كافي لأننا نبحث عن المعرفة وننمي مواهبنا بعيداٍ عن المال الذي يزعم البعض عنه فهذه الرحلة وما تحمل أكبر من المال ومن أي شيء آخر.

240 يوماٍ حول افريقيا
-هل تلقيت دعماٍ إلى الآن وكم ستقضون من أيام لقطع المسافة¿
إلى الآن لم نحصل على دعم كافي للرحلة سواء القليل الذي أنفقناه في شراء الملابس والجمال وجزءٍ من الذي نحتفظ به من الأخ/ عبد القادر علي هلال أمين العاصمة وكنا نتمنى أن يكون هذا الدعم كافياٍ ويكون الحكومة هي الداعمة للرحلة خاصة وزارة الشباب والرياضة التي غاب دورها واختفى تماماٍ أما المسافة والزمن للرحلة فهي مدروسة ومخططة حيث تصل مسافتها إلى (8300كم) وستستغرق زمناٍ يصل إلى (240) يوما حيث ستنتهي في 25/سبتمبر 2013م كمرحلة أولى ثم نعود إلى اليمن لنرتب للمرحلة الثانية وأما بالنسبة للميزانية التي نستغرقها في هذه المرحلة تصل إلى مبلغ (أربعون ألف دولار ) أمريكي مع التجهيز وشراء مستلزمات الرحلة والتغذية وأي طارئ قد يحدث ولا زلنا نتواصل وننسق مع وزارة شئون المغتربين لتقديم خدمة للمغتربين ورسل للوزارة من خلال الالتقاء بالمغتربين اليمنيين وإيصال معلومات صوتية وبالصورة الحية وتسجيل بيانات ومعلومات تخدم الوطن ولا ننكر أننا نبحث عن القطاع الخاص المتمثل بالشركات والتجار الذي لابد أن يكون له دور في تقديم الدعم لمثل هذه الرحلات الثقافية والرياضية.

كل منا يكمل الآخر
-هل يعني سفرك بالجمل في الأدغال بمثابة الحماية لك , وكيف سيتم ذلك ¿
الجمل له صفات عديدة ومعاني عظيمة وسفري بالجمال ليست أول مرة ولكن للتوضيح أن الجمل يقوم بأكثر من أربع مهام في الرحلة حيث يقوم بحملي وحمايتي وحمل الأغراض بأي وزن كانت, كما أنه يقوم بعمل أخر الكثيرون يعرفون ولديه جهاز استشعار وتنبؤ يكتشف الخطر قبل حدوثه أياٍ كان الخطر سواءٍ من الإنسان أو الحيوان وخاصةٍ في الليل أو من طبيعة خطره يرفض السير عليها, وأيضاٍ تخافه جميع الحيوانات وسأكون حامي له وهو حامياٍ لي أي كلاٍ منا له دور ومهمة تكمل الأخر وللعلم إن الجمال انتشرت في أفريقيا عندما دخلت إليها من الجزيرة العربية قبل وبعد الميلاد وهي هجرة للجمال وأيضاٍ للتذكير بهجرة القبائل اليمنية التي هاجرت إلى شرق وجنوب وشمال أفريقيا على فترات من الزمن .

-كلمة أخيرة للرحال أحمد القاسمي (بن بطوطة) ¿
أتوجه برسالة أخوية إنسانية إلى كل الشباب اليمني أن ينهض من الكبوة وأن ينفض غبار الخذلان والعجز والكسل وأن يترفع عن بعض التصرفات والسلوك غير الحضارية في أي مكان لأنه يعكس صورة بلده ووطنه الذي نحن من نتحمل المسئولية الكبيرة نحوه والذي أيضاٍ هو بحاجتنا أكثر من أي وقت مضى وأن نترك العصبيات والعنف ويكون شعارنا (( الوفاء للوطن والحب لكل الناس)) كما أوجه رسالة للأخوة المسئولين الذين على عاتقهم أمانة ومسئولية عدم التهرب من واجباتهم تجاه الغير وإغلاق المكاتب أن يفتحوا صدورهم قبل مكاتبهم ليسمعوا ويبادروا كل حسب ما يخص عمله.

قد يعجبك ايضا