اليمنيون والعالم تابعوا اليمين الدستورية لرئيس اليمن الجديد


تقرير‮:محمد العزيزي‮ ‬ –

بن عمر‮ : ‬لدى اليمنيين عزيمة للخروج من الأزمة والمرحلة الانتقالية فرصة لبناء

اليمن‮ ‬
‮> ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬25‮ ‬فبراير‮ ‬2012م‮ ‬يوما عاديا بالنسبة للشعب اليمني‮ ‬º بل‮ ‬يوما مشهودا وفاصلا لكثير من القضايا الشائكة والمعقدة التي‮ ‬حدثت في‮ ‬البلاد وكادت أن تعصف بها خلال فصول تلك الأحداث‮ ..

‬لم‮ ‬يكن اليمنيون وحدهم من‮ ‬يترقبون ويتابعون وينتظرون هذا الحدث لحظة بلحظة º فقد توجهت أنظار العالم‮ ‬صوب اليمن وركزت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية في‮ ‬تعاطيها الإعلامي‮ ‬º ترصد وتترقب الحدث‮ ‬ذلك الحدث وليس‮ ‬غيره‮ .. ‬إنها لحظات أداء الرئيس عبد ربه منصور هادي‮ ‬لليمين الدستورية أمام البرلمان ليصبح رئيساٍ‮ ‬للبلاد º وذلك بعد مخاض عصيب من المفاوضات والشد والجذب بين فرقاء العملية السياسية وأطرافها ليتجاوز هؤلاء والشعب اليمني‮ ‬الامتحان الأصعب في‮ ‬التاريخ السياسي‮ ‬لليمن بأن خرج من عنق الزجاجة والوصول إلى التسوية السياسية المعروفة بالمبادرة الخليجية‮ .‬
وبحسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي‮ ‬وقعت عليها الأطراف السياسية اليمنية في‮ ‬العاصمة‮ ‬السعودية الرياض‮ ‬يْعِدْ‮ ‬الرئيس هادي‮ ‬ثاني‮ ‬رئيس‮ ‬يمني‮ ‬لدولة الوحدة بعد أكثر من‮ ‬22‮ ‬عاما من تحقيقها في‮ ‬22‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮ ‬º ومرور عام كامل على حدوث عملية التغيير لأعلى هرم في‮ ‬الحكم وتولي‮ ‬الرئيس عبد ربه منصور هادي‮ ‬منصب رئيس الجمهورية‮ .‬

25‮ ‬فبراير
‮> ‬في‮ ‬تمام الساعة العاشرة صباحا من‮ ‬يوم السبت الموافق‮ ‬25‮ ‬فبراير‮ ‬2012م دخل الرئيس المنتخب رئيس الجمهورية الجديد‮ ‬عبدربه منصور هادي‮ ‬قاعة مجلس النواب وسط تصفيق حار من قبل أعضاء المجلس احتفاءٍ‮ ‬بقدومه إلى قبة البرلمان‮.. ‬وفور وصوله الى منصة البرلمان أدى الرئيس الجديد اليمين الدستورية‮ ‬بحضور رئيس وأعضاء مجلس الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى ورئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات‮ ‬ولجنة الشؤون العسكرية وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬والاتحاد الأوروبي‮ ‬والدول دائمة العضوية في‮ ‬مجلس الأمن الدولي‮ ‬وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة‮.‬

لحظة تاريخية فارقة
‮> ‬الرئيس هادي‮ ‬وعقب أدائه اليمين ألقى كلمة‮ ‬حدد فيها ملامح الفترة المقبلة وأولويات العمل الوطني‮ ‬عندما قال‮: ‬أقف هنا في‮ ‬لحظة تاريخية فارقة في‮ ‬عمر اليمن بعد أن اكتملت العملية الانتخابية بنجاح‮ ‬‮ ‬لم‮ ‬يكن متوقعاٍ‮ ‬ما صنعه أبناء هذا الشعب اليمني‮ ‬الذي‮ ‬أكد للعالم أجمع تفرده وقدرته على تجاوز المحن ومشاق الصعاب بإرادة لم تنل منها تقولات المرجفين وكيد الكائدين‮ .‬
ولا‮ ‬يسعني‮ ‬هنا إلا أن أتوجه إلى كل أبناء الشعب اليمني‮ ‬دون استثناء ومن منحوني‮ ‬أصواتهم وثقتهم‮ ‬بجزيل الشكر وعظيم الامتنان وهو ما‮ ‬يحملني‮ ‬مسؤولية ثقيلة أدعو الله أن‮ ‬يعينني‮ ‬على أداء حقها والوفاء بتبعاتها‮.‬
وتابع الرئيس قائلا‮ : ‬لقد مثلت الانتخابات الرئاسية الجسر الذي‮ ‬عبر عليه الناس من ضفة اليأس إلى ضفة الأمل‮ ‬‮ ‬وهو ما‮ ‬يحمل الأحزاب السياسية بتمثيلها الحكومي‮ ‬‮ ‬وكذا كل من هو صاحب صوت مسموع من المنتمين إلى هذا البلد‮ ‬أمانة المسؤولية في‮ ‬أن‮ ‬يعبر ومع الناس إلى المستقبل بقلوب بيضاء صافية متسامحة بخطاب‮ ‬يحمل بشارات أمل وملامح مستقبل واعد واضح المعالم حتى نتمكن من تعويض ما فات ومحاولة اللحاق بمن سبق‮ ‬‮ ‬إذ أن التحولات الكبرى لا‮ ‬يمكن أن تصنعها الصدفة أو تأتي‮ ‬بها الأمنيات‮ ‬لأنها ستظل مجرد أمنيات عاجزة في‮ ‬حال ما أثقلنا كواهلنا بأثقال الماضي وتبعات عداوته .
إننا نعلم جميعاٍ أن قوة استقرار أي بلد مرهون بمدى تماسكة الاجتماعي والتقائه حول مشروع وطني كبير تصغر امامه المشاريع الذاتية والطموحات الصغيرة وأن من يتقدم لها بتصورات زائفة ومنطق خادع وقد جرب وخبر شعبنا كل ما له علاقة بألاعيب كهذه بما فيها الأخذ بمنطق القوة الذي‮ ‬يتوجب إسقاطه من رؤوس كل من مازال‮ ‬يجاري‮ ‬خداع نفسه باعتبار أن السلطة اليوم صارت مسنودة بشرعية شعبية لا‮ ‬يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها‮ .‬

أعلم ماذا‮ ‬يعني‮ ‬عامين‮ ‬
‮> ‬وأكد الرئيس في‮ ‬تلك الكلمة التاريخية‮ : ‬أعلم‮ ‬يقيناٍ‮ ‬ماذا‮ ‬يعني‮ ‬العامين القادمين للناس الذي‮ ‬تشرفت بحمل ثقتهم‮ ‬مثلما أعلم بأن الأزمات المعقدة والمتشابكة اقتصادياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬وأمنياٍ‮ ‬وإنسانياٍ‮ ‬أيضاٍ‮ ‬‮ ‬ولذا فإن البلد ليست بحاجة إلى أزمات كيدية تهد حيلها‮ .. ‬لأن الفترة القادمة تحتاج منا إلى حوار جاد‮ ‬يرسم معالم الحكم القادم عبر دستور جديد‮ ‬يلبي‮ ‬الطموحات الوطنية التي‮ ‬تنقله من الشرعية التقليدية إلى الشرعية الوطنية المبنية على أسس ومبادئ الحكم الرشيد وبناء دولة حديثة من خلال إيجاد وتفعيل المؤسسات التي‮ ‬لا تقوم على الشخصنة‮ ‬‮ ‬وبناء الإنسان اليمني‮ ‬القوي‮ ‬يتوجب‮ : ‬توظيف طاقاته الإنسانية‮ ‬غير المحدودة في‮ ‬مختلف مناحي‮ ‬الحياة العملية والحياتية‮ ‬‮ ‬وجعل الأمن واقعاٍ‮ ‬يلمسه المواطن باعتباره سابقاٍ‮ ‬لأي‮ ‬تنمية مطلوبة وقوة لأي‮ ‬قانون‮ ‬يراد تطبيقه‮.. ‬فور انتهاء خطاب هادي‮ ‬‮ ‬عزفت الفرقة العسكرية السلام الجمهوري‮ ‬ليرحل الجميع من تحت قبه البرلمان‮ ‬مغتبطين بالدور الإيجابي‮ ‬وخطاب هادي‮ ‬المفعم بيمن جديد‮.‬

حدث تاريخي‮ ‬
‮> ‬ظل هذا الحدث المهم‮ ‬علامة فارقة تمثل المرحلة الانتقالية التي‮ ‬تعتريها الكثير من المصاعب والمشاكل المتشابكة‮ ‬كما أكد عليها الأخ الرئيس في‮ ‬خطابه وتحدث عنها عدد من السفراء وأهل السياسة وتوالت ردود الأفعال حول انتخاب الرئيس وتسلمه زمام السلطة بالبلادحيث قال السفير الأمريكي‮ ‬جيرالد فايرستاين في‮ ‬تصريحات صحفية إن الرئيس هادي‮ ‬بعد أدائه اليمين‮ ‬يتحمل مسؤولية كبيرة مستقبلا‮ .. ‬ووصف هذا الحدث بالتاريخي‮ ‬والمنقذ لليمن‮ .. ‬وأضاف بالقول‮ : ‬من خلال الحوار الوطني‮ ‬نأمل حل المشكلات وخصوصاٍ‮ ‬قضيتي‮ ‬الجنوب والحوثيين‮ ‬‮ ‬وإصلاح النظام الانتخابي‮ ‬‮ ‬والعمل من أجل توحيد الجيش اليمني‮ ‬لحماية الحدود اليمنية‮ ” .. ‬معتبرا‮ ‬المرحلة المقبلة هي‮ ‬من ستضع حكومة الوفاق أمام إيجاد فرص للشباب العاطلين‮ ‬‮ ‬وتنمية الاقتصاد‮ .. ‬متعهدا بالعمل من أجل الأمن في‮ ‬اليمن‭,‬مؤكدا استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لليمن في‮ ‬مجال مكافحة الإرهاب وفي‮ ‬كافة المجالات‮ .‬

هناك عزيمة‮ ‬
‮> ‬أما المبعوث الأممي‮ ‬إلى اليمن جمال بن عمر‮ ‬فقد أعرب عن سعادته الغامرة لتحقيق أهم بنود المبادرة الخليجية بانتخاب الرئيس هادي‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬أداة من أدوات التغيير الحقيقي‮ ‬للسلطة‮ .. ‬واستطرد جمال بن عمر في‮ ‬أحاديث صحفية نشرتها حينها وسائل الإعلام المختلفة حيث قال‮ : “‬هناك عزيمة وأمل لدى اليمنيين في‮ ‬الخروج من الأزمة‮ ‬والمرحلة الانتقالية هي‮ ‬فرصة ثمينة من أجل بناء اليمن‮”. ‬

قد يعجبك ايضا