صنعاء عاصمة الروح والفؤاد

قدرية الجفري

صنعاء هي العاصمة السياسية والتاريخية لليمن وواحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار.
تقع في وسط البلاد في منطقة جبلية عالية على جبال السروات ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 2300 متر.
ويقال أن تاريخ بنائها يعود إلى سام بن نوح عقب الطوفان وكان من أسمائها “مدينة سام” نسبة إلى مؤسسها الأول.
وتعتبر إحدى مدن دولة سبأ اليمنية في الألف الأول قبل الميلاد. وقد عرفت صنعاء بأسماء أخرى مثل “آزال” الذي ورد في العهد القديم لأحد أبناء يقطن بن عار الذي يقال إنه حفيد سام بن نوح ومعنى آزال في اللغة اليمنية القديمة هو القوة والمنعة ومعنى صنعاء أيضاً الحصون والقلاع، وقد يعود ذلك إلى تحصنها وراء سورها الذي يعد من أبرز معالمها التاريخية القديمة, وقد احتلت صنعاء على مدار تاريخها أإما عاصمة لليمن أو أهم مدينة فيها.
وقد اتخذها ذو نواس آخر ملوك الدولة الحميرية عاصمة لملكه في بداية القرن السادس الميلادي, وكذلك جعلها الأحباش عاصمة لهم عند احتلالهم لليمن, حيث أنشأوا فيها الكنيسة الشهيرة “القُلّيس” والتي بناها أبرهة الأشرم لتكون قبلة العرب وتصرفهم عن الكعبة المشرفة.
ولهذا جهز جيشاً لهدم الكعبة في مكة المكرمة في قصة معروفة وردت في القرآن الكريم.
أبنية صنعاء تبدو تحفة فنية غاية في الجمال، فيها نقوش حميرية عجزت عبقريات الفن عن فك رموزها الموغلة في جمالها ورمزيتها.
وتعد مباني مدينة صنعاء القديمة حالياً من أقدم ناطحات السحاب في العالم.
هي إذن صنعاء عاصمة الروح والفؤاد التي دأب العرب على تصويرها غاية الغايات ومنتهى المآرب في قولهم المأثور “لا بد من صنعاء وإن طال السفر ولو تحنى كل عودٍ وانكسر”, وعند دخولك إلى باب اليمن كأنك تلج عالماً آخر وزمناً مختلفاً.
وقديماً كانت المدينة لا تحتل سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح الذي يمتد من جبل نقم شرقاً حتى جبل عيبان غرباً, ولكنها تزايدت في العهود الإسلامية واتسعت دائرة سورها, وفي القرن الأخير استحدثت في غربها بير العزب تلاصقها وتفوقها مساحة وكان للوجود العثماني اليد الطولى في إنشائها، وفي غربي بير العزب أقيم في القاع في القرن السابع عشر حي يهود صنعاء.
ومنذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بدأت صنعاء تشهد تغيرات هائلة وامتدت صنعاء القديمة وبير العزب خارج أسوارها وتكثف زحفها العمراني في جميع الاتجاهات.. ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين ونصف نسمة.. ويتميز مناخ أمانة العاصمة صنعاء بالاعتدال في فصل الشتاء وفي فصل الصيف.
وصنعاء القديمة من مواقع التراث العالمي لليونسكو ولها طابع مميز بسبب الخصائص المعمارية الفريدة, وبالأخص المباني المتعددة الطوابق المزينة بأشكال هندسية.