اليوم العالمي لظلم الإنسان اليمني

 
د/محمد حسين النظاري
والعالم يحتفل قبل أيام بما يسمونه باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتحت هذه التسمية علينا وضع أكثر من خط، وبعدها الكثير من علامات الاستفهام؟؟؟ فعن أي إنسان يتحدثون؟ بالتأكيد أن الإنسان اليمني الذي هو مهد الحضارات القديمة وأصل العرب ليس منهم، والدليل على ذلك أن الإبادة تطاله منذ أكثر من 8 أشهر، ولا يوجد في العالم أي حر يقول لدول التحالف التي تحاربنا كفوا أيديكم، لقد أمعنتم في القتل ، وصيرتم اليمني ما بين قتيل وجريح وشريد ولاجئ ، لقد هدمتم المدارس والمعاهد والجامعات فساعدتم على اتساع رقعة الجهل فوق ما كامت متواجدة، وخربتم المشافي فلم يعد احد من مرضى الفشل الكلوي بقادر على الغسيل المعتاد.
أين المدعين بحقوق الإنسان وهم يرون الإنسان اليمني يقتل في سوقه وعرسه ومسجده وطرقاته، ناهيك عن مقتله وهو بين أولاده وتحت سقف منزله..بالتأكيد هم لا يتحدثون عنا كبشر نستحق أن نستظل تحت لجانهم الكاذبة والمدعية زورا بأنها راعية وحامية للحقوق الادامية.
لم نطلب من تلك الدول الناعقة ليل نهار بالدفاع عن هذه الحقوق أن تحمينا من العدوان الذي نتعرض له، فقط طلبنا منها أن ترسل لجانا تعاين وتكشف وتعلم العالم بالجرائم التي نتعرض إليها، هذا ما طالبنا به مرارا ولكن المال المعادي أصم الأذان واخرس الألسن وأعمى الأعين، وانكشفت أمامنا نحن اليمنيين الكذبة المبيرة والمسماة بحقوق الإنسان.
على أمريكا ومعها الغرب ومعهم كل المنظمات الحقوقية والإنسانية الخجل من أنفسهم، ودفن رؤوسهم في الرمل من الأطفال والنساء والشيوخ اليمنيين، فقد كانوا أشجع من لجانهم، وصمدوا رغم أن العالم كله أدار وجهه عنهم، وأغمض عينيه وهو يعلم تماما أي ظلم وجور يتعرض له اليمنيون.
العار كذلك لكل المنظمات اليمنية وهي بالآلاف والتي ارتدت عباءة الصمت، في حين كانت في العام 2011م تتاجر بدماء اليمنيين أمام وسائل الإعلام، لتستلم حصتها من الدعم الخارجي، وهي اليوم تنام في العسل وبثمن مدفوع أيضاً، حتى يقال ولم يشهد شاهد من أهلها، بمعنى انه لم يرتكب جرم في اليمن طيلة هذه الأشهر.
لا يظن احد منا أن هناك من تألم لألمنا حتى إيران كذلك كان موقفها سلبياً فهي بعدما اشتد بنا الكرب، وأنهت مفاوضاتها النووية ، اكتفت بقناة العالم والميادين ليمسحا حمرة الخجل عنها، نحن نعاني ما نعانيه من ظلم أشقائنا وجيراننا لنا بتهمة موالاتنا لإيران، وهي فرية كاذبة، فالناظر للاتفاقيات الخليجية الإيرانية سيعرف جليا من يوالي إيران هم أم نحن، ومع هذا ماذا فعلت لنا إيران ؟
ونحن مقبلون على محادثات السلام في جنيف 2 ، نقول للعالم نحن من أجبرنا كل الأطراف على التفاوض، نعم نحن الشعب اليمني الذي لا دخل له بالصراع الخليجي الإيراني ، أجبرنا الجميع بصبرنا الذي أذهل العالم وشجاعتنا التي أفزعت العالم وحكمتنا التي أفشلت ما كان يراد لنا، ولكن العار على المتحاربين الذين كانوا يعلمون أنهم سيلتقون على طاولة الحوار مجددا، ولكن تحسين شروط التفاوض كان يتطلب زيادة قتل اليمني وتدمير بنيته ومقدراته، وبعد أن عجز الجميع على إركاع الشعب اليمني، كان لا مفر من الذهاب للمفاوضات، بعد أن يأسوا من تحقيق مآربهم.
أن اليمني بعزيمته داس على كل الزيف والكذب الذي تحويه صفحات الحقوق والواجبات لدى منظمات حقوق الإنسان، وعراها من محتواها، بل وفضحها أمام الخيرين في العالم، فحقوق الكلاب أعزكم الله هي أكثر قدسية عند من يدعي القداسة من دماء الشعب اليمني، وفي مقدمة هؤلاء حاملة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان التي حطمت بلادها في 2011م لتحصل بمساعدة دول أخرى على اقتناص الجائزة، ومع اشتداد وجع اليمنيين جراء الحرب الظالمة التي تشن عليهم، كانت هي وبنو وبنات حزبها أول الفارين من الأرض التي دعت لإحراقها في 2011م ونجحت في ذلك فنيرانها لازالت تلتهم كل بيت في اليمن.
إننا نكفر بكل حق إنساني تدعيه أمريكا والغرب في بلادنا، فمواثيقهم هي من قيدتنا وأطلقت أيدي من يعتدون علينا، ومساعداتهم الاغاثية ما هي إلا صوراً إعلامية بينما هي في الحقيقة لا تعدو من عن كونها كراتين لا تساوي قيمة ما بداخلها ولا كلفة الطائرات التي حملتها، فاليمنيون في شرق البلاد وغربها وجنوبها وشمالها لم يصله شيء منها، ولولا اعتماد اليمنيين على الله ثم في قدرتهم على الصبر تحت وطأة الحرب دون استجداء الآخرين، لما استطاعوا الصمود طيلة الأشهر الماضية وبلادهم محاصرة برا وبحرا وجوا.
إن كلفة الحرب التي شنت علينا وهي باهضة جدا لم توجع من حاربنا، أما إعمار ما دمروه فهو يحتاج لمؤتمر عالمي، في دليل كبير عن عجزهم في التعمير وقدرتهم على التدمير ، وهذه رسالة واضحة لمن كان عونا في تدمير بلاده ، ونحن نقول لهم أن ما دمرتموه انتم وليس العالم مجبراً على إعماره، هذا في ما يتعلق بالحجر والشجر، اما دماء البشر فهي اللعنة التي ستظل تطارد من سفكها، وسيحاسب عليها في الدنيا والآخرة.
اللهم يا رحيما بخلقه ارحم اليمنيين، ارحم موتاهم واشف مرضاهم وعاف مبتلاهم وفك أسراهم، ورد غائبهم وتكفل بأيتامهم وأراملهم وتول حمايتهم، وانتقم ممن عاداهم وأطفئ نار الحرب عليهم، اللهم ول ليهم خيارهم واصرف عنهم شرارهم..أمين اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا