بالحبر الأسود
عبدالله بجاش
أكتب هذا بالحبر الأسود .. والقلب ليدمي على كل قطرة دم يمنية سالت وتسيل في الاقتتال الداخلي وعلى كل روح بريئة أزهقت في المنازل أو الأسواق أوفي حفلات الزفاف أو في الطرقات بوحشية وقسوة عدوان أل سعود المتزعم قطيع التحالف العربي .. أكتب هذا وعقلي وقلبي مشحونان بالغضب من هول الجرم وعمق الوجيعة.. أكتب هذا من وسط أنيين الناس وغضبهم على كل خائن للوطن يساعد آل سعود على ارتكاب المجازر بحق أبناء جلدته .. وهنا أتساءل كيف يضع أولئك الخونة رؤؤسهم على وسائدهم للنوم أواخر الليل؟ وكيف ينظرون إلى أنفسهم صباح كل يوم وهم يطالعون وجوههم القذرة التي فقدت بريقها بسبب الخيانة العظمى لوطن وشعب أبي .. ولا أدري كيف أولئك النفر يقدمون أنفسهم لزوجاتهم أم أنهن يشاركن معهم الخيانة والعمالة على حساب شعب يتطلع إلى حياة كريمة يرافقها الأمن والسكينة .. ولا أدري كيف يراهم أبناؤهم الصغار ؟ وهل؟ يرونهم أباء صالحين أم أنهم يحتقرونهم ويشعرون بالعار من خيانتهم لوطنهم وشعبهم الصامد تحت الحصار وصواريخ قطيع التحالف العربي أي ( العبري ) .. ولا أدري ماهو معيار الشرف لديهم؟ .. وهل يشعرون أنهم شرفاء أو خونة أم أنهم باتوا يخضعون تصرفاتهم لنسق قيمي خاص بهم يجعلهم يتعاطون مع الخيانة والعمالة عملا عاديا في نظرهم أم يشعرون أنهم دون حرج في مزبلة التاريخ .. لقد حاولت أن أراجع تصرفات عدد من العملاء الصغار الذين يباهون بالسلاح أدوارهم في خيانة الوطن قد غيرت حياتهم .. فلم أستطع أن أصل إلى نتيجة .. بعضهم يفعل ذلك بمقابل والبعض الآخر بلا مقابل أي مجانا .. المهم أن يكون في الصورة .. ولا أدري أي صورة حتى ولو كانت قبيحة مشينة منحطة يدمر بها وطنا ويقتل بها شعبا له تاريخ وحضارة .. لكن مع التطور الطبيعي للحياة أصبحت الخيانة بمقابل كبير وفي سبيلها يدمر وطن ويقتل شعب ، والمصيبة أن الخونة متنوعون وعلى درجة عالية من التعليم والثقافة والحزبية والسياسة وبالرغم من كون الخيانة ليست مرتبطة بمستوى ثقافي إلا أنها مع الأسف الشديد وظائف مهمة بالنسبة لهم فمنهم الطبيب والصحفي ومن كبار موظفي الدولة وفي مقدمتهم من أختاره الشعب رئيسا للدولة وكذا من كبار شيوخ القبائل, جميعهم مشاركون بالخيانة ويجيدون التزوير في حب الوطن وهم لا يفقهون كيف حب الوطن وإنما يفقهون في تدبير المكائد والدسائس والتآمر على الوطن والشعب المغلوب على أمره .. هذا يشهده اليمن اليوم في واحدة من أكبر جرائم الخيانة الوطنية التي ضاق بها سجل الجرائم التي يرتكبها أولئك الخونة منذ أن بدأ ظهورهم في قمة هرم الدولة وأوساط المجتمع المحاصر من الغذاء والدواء وكل مقومات الحياة.