عصابة أحداث الحصبة تروي تفاصيل ت◌ْهم اعتبرتها باطلة


تحقيق / زكريا حسان –
الجهل والفقر والتشتت الأسري قواسم مشترة لأفرادها
ما تناولته وزارة الداخلية من أن إدارة امن أمانة العاصمة ألقت القبض على عصابة أطفال في حوش احد الأشخاص كان يقوم باستغلالها بالقيام بسرقات ترك عندي فضول في معرفة هل صار هناك شبكات أطفال للجريمة المنظمة ولها أناس يديرونها.
صباح السبت الماضي اتجهت إلى دار التوجيه الاجتماعي للبنين للقاء هؤلاء الأحداث والتعرف على حقيقة العصابة وما قيل عنهم إدارة الدار تعاملت بكرم وشفافية ولم تضع أي عثرات امامي او تستلهم الحس البوليسي الذي نجده عند كثير من الجهات .

لم يكن عدد الأحداث 13 حدثا كما قرأت عنهم وعندما سألتهم لماذا انتم عشرة فقط اخبروني انه قد أفرج بضمانات عن ثلاثة من زملائهم .
ثلاثة أسابيع مرت من إلقاء القبض عليهم لكن لم يتم التحقيق معهم وقالوا أنهم عندما يسألوا عن موعد التحقيق يخبروهم بمواعيد تتأجل بشكل دائم مما جعل البعض منهم يفكر بالمطالبة بنقله إلى السجن الاحتياطي لاعتقادهم أنهم هناك قد يجدون من أن يضمنهم بالخروج أو تتعجل جلسات محكمتهم
ثلاثة أخوة
وجوه سمراء يكسوها البؤس والعناء قادمون من عدة محافظات جمعهم الفقر والإهمال والتشتت الأسري وقواسم مشتركة كثيرة عندما سألتهم عن تحصيلهم الدراسي أجاب اغلبهم بأنهم أميون ولم يلتحقوا أبدا بالمدرسة واحد منهم اعترض وقال انه متعلم والتحق بالمدرسة سألته إلى أي صف درس فقال انه أكمل الصف الأول الابتدائي ويستطيع القراءة والكتابة بطلاقة .
لم يكن اليتم عاملاٍ أساسياٍ في الخروج للشارع على الرغم من أن بعضهم يتيم أب أو أم لكن اليتم اقترن مع إهمال ولي الأمر المتبقي ودفع الحدث إلى العمل والكفاح لإعالة إفراد أسرته وصار سبباٍ هاماٍ في التشرد والانحراف بعض هؤلاء الأحداث لهم سوابق سرقة وآخر مازال جديد وليس لديه أي سوابق أو اخذ بأي ذنب .
من بين الأحداث ثلاثة إخوة من مديرية وصاب قالوا أنهم يعملوا لإعالة أسرتهم في البلاد وان أباهم كبير في السن ولم يعد قادرا على العمل وتمنوا أن يتم الإفراج على كبيرهم على الأقل ليعيل الأسرة التي لا تعلم أنهم محتجزون في الدار اخبرني الأخ الكبير انه كان يعمل في محل الخردة -الذي القي القبض عليهم فيه – على مكبس للخردوات وانه لا يريد أن يخبر أهله انه محتجز بسبب تهمة السرقة التي ستكون وصمة عار عليه وسيغضب والده منه واخويه .
اعتراف بالإكراه
جميع الأطفال بمن فيهم أصحاب السوابق أكدوا أنهم هذه المرة لم يسرقوا وإنما كانوا يجمعون قنينات المياه المعدنية و خردوات الحديد التي يجدونها في الشوارع ويبيعوها على لصاحب المحل المتهم بقيادة العصابة وهكذا تعرفوا عليه موضحين انه عند إلقاء القبض عليهم وجهت إليهم تهم بالسرقة أنكروها ولكن أساليب الإكراه جعلتهم يعترفوا بجنايات لم يقترفونها احدهم قال انه لم يكن مع المجموعة إثناء القبض عليهم لكنه عندما ذهب لزيارة زملائه بالحجز حولوه معهم بتهمة أن له سوابق في السرقة.
الأحداث عبروا عن إحساسهم بالظلم ورغبتهم في الخروج من الدار والرحيل عن صنعاء بكاملها والبحث عن مكان آخر سألتهم ما الذي اعترفوا بسرقته أثناء التحقيق فتفاوتت إجابتهم بأنهم اعترفوا مجبرين بسرقة بطاريات سيارات وكيلوهات من الحديد الخردة وغيرها من الأشياء البسيطة.

إهمال اسري
كثير منهم قالوا أن أولياء أمورهم حتى لو عرفوا بوجودهم في الدار فلن يأتوا لمساعدتهم وكان همهم أن مدة احتجازهم ستطول ولن يأتي احد من أقربائهم لضمانتهم حديثهم عن الأهل يحز في النفس ويبعث على تساؤل أي أولياء الأمور هؤلاء الذين يرمون بفلذات أكبادهم في الشارع ولا يعيرون أي اهتمام لحياتهم وما يمكن أن تأول إليه أسباب انحراف الأحداث يمكن التعرف عليها واستكشافها لكن علاجها وإعادة تأهيلهم ليس بالأمر السهل خاصة في غياب دور الأسرة .
وحول تعامل القائمين على دار التوجيه معهم أفادوا أنهم يحظون بمعاملة حسنة إلا أن التغذية لا تكفيهم ولا يحسون بالشبع
مختص النيابة بدار الرعاية الاجتماعية شكري يحيى أكد أن الأحداث مذنبون ولم يلق عليهم القبض جزافا وان الأمن ضبطهم وبحوزتهم المسروقات وإنهم يدعون فقط أنهم أبرياء وأوضح أن نصفهم ليسوا صغاراٍ وتجاوزوا السن القانونية وان جلسات المحاكمة ستبدأ الأسبوع القادم
انطباعات
أثناء زيارتي دار الرعاية أحسست بتعاون كل من قابلتهم وبتفهمهم لاحتياجات وهموم الأحداث الأخ صالح مجمل مدير الدار قال أن الدار بإمكانياته المحدودة يسعى لتقديم ما أمكن من خدمات رعاية للنزلاء الذين تتراوح أعمالهم بين 80-90 حدثا وان المخصص للتغذية 75 ريالاٍ للشخص الواحد في اليوم وأضيفت إليها 75 ريالاٍ أخرى مؤخرا لكنها لا تكفي لتوفير الغذاء الكافي للنزلاء وان ميزانية الدار 380 ريالاٍ شهريا فقط

الأم البديلة
المشرفة أميرة عبدالواسع صاحبة مشروع (الأم البديلة ) الذي ساهمت بالتعاون مع مدير الدار صالح مجمل وبدعم من فاعلي الخير على افتتاحه منذ خمسة أشهر للأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 7-13 يعد بمثابة واحة داخل الدار فالمكان نظيف ومرتب ابتداء من المبنى حتى الآسرة والدواليب وغيرها تقول أميرة عبدالواسع أنها وضعت نظاماٍ متكاملاٍ للأحداث الذين يعيشون داخل المشروع ينظم كل تفاصيل حياتهم من موعد الاستيقاظ في الصباح حتى موعد النوم
أميرة أو الماما لها ولد وبنت تركتهم في المنزل وخصصت لها غرفة داخل مشروعها لتكون قريبة من أبنائها بدار الرعاية ليلا ونهارا

قد يعجبك ايضا